مقالة خاصة: كرة قدم الشوارع وسيلة الشباب الليبي لنبذ السلاح والعنف

21:04:37 14-03-2018 | Arabic. News. Cn

بقلم: نواس الدراجي

طرابلس 14 مارس 2018 (شينخوا) بمجرد التجول داخل عدد من الأحياء في مدن ليبية شتى، لا يغيب عن ناظر أحد أو متابع، خلوها من شباب يمارسون كرة القدم بين الشوارع والأزقة، في صورة تحمل في طياتها العديد من الرسائل، خاصة تلك التي تعكس حب الشباب الليبي لرياضة كرة القدم، والتي تحظى بشعبية جارفة في بلد أنهك بفعل الانقسام السياسي واستمرار الفوضى طلية الأعوام الماضية.

عادل محمد، شاب ليبي من العاصمة طرابلس يعشق رياضة كرة القدم، قام بتنظيم دوري من شباب الأحياء، يهدف إلى الاتجاه للرياضة بديل عن ضغوط السياسة، وجعل الشباب يبتعد عن العنف والسلاح.

وقال الشاب الليبي، في حديثه لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنه " قام مع عدد من شباب حي الدريبي بطرابلس، ببحث فكرة إقامة دوري لكرة القدم بالأحياء والمناطق المجاورة، وتم بالفعل الاستجابة سريعاً وبالمجهود الذاتي من إقامة هذا الدوري، حيث يضم الناشئين والكبار، وبواقع سبعة فرق لكل فئة عمرية ".

وأضاف " عكس هذا الدوري البسيط حب الشباب الليبي لرياضة كرة القدم، حيث تعودنا على لعبها في الأحياء والشوارع منذ الصغر، لكن الفترة الحالية اختلف تأثير هذه الرياضة، كونها بدأت في إبعاد الكثير من شبابنا عن العنف والسلاح واللجوء إلى الانضمام إلى المليشيات المسلحة، وهو أمر نرى أنه حقق الكثير ما عجز عن تحقيقه السياسيون من خطط دمج الشباب في نشاطات فاعلة تحميهم من خطر الفراغ وتداعياته " .

ورصد مراسل ((شينخوا)) خلال افتتاح الدوري التنشيطي الذي على أقيم على ملعب ترابي وسط الأحياء ويقام لمدة أسبوعين، حضورا كبيرا من الجمهور المتابع للمباريات، بل اللافت هو حرارة التشجيع والأجواء الاحتفالية التي تجعل المارة بالقرب من الملعب، يعتقدون أن مباراة رسمية تقام، وليست منافسة كرة القدم ينظمها هواة بالشوارع والأحياء.

وبالانتقال شرق العاصمة الليبية طرابلس بنحو (200 كلم)، تصادفك مدينة مصراتة التي كانت تضررت كثيراً منذ اندلاع الثورة 17 فبراير العام 2011، حيث خسرت الكثير من شبابها في حرب التحرير بعد معاركها مع كتائب القذافي والتي وصفت بأنها الأعنف، واستمرت في دفع فاتورة الحروب وكانت الأخيرة معركة تحرير مدينة سرت من تنظيم الدولة، والتي انتهت بطرد التنظيم نهاية العام 2016.

"كرة القدم التي نلعبها باستمرار، والتي تشهد إقبالاً مضاعفاً، تعكس رغبة الشباب بليبيا في اللجوء للرياضة الشعبية لتجنب خسارة أرواحهم في الحروب التي لا تنتهي"، هكذا وصف محمود ارفيده ممارسته وأقرانه لكرة الشوارع في حديثه لـ ((شينخوا)) .

ومضى ارفيده في قوله "باستثناء حربنا ضد الدواعش باعتبارها واجب ديني ووطني، لا يرغب أحد في التوجه إلى أي مدينة ليبية وقتال اخوته، وبالتالي نحن نعتبر رياضة كرة القدم داخل الأحياء وسيلة مهمة لنشر ثقافة السلام بين أبناء الوطن، وجعلها لغة تواصل وتفاهم لتعود اللحمة الوطنية بعدما أضعفتها الصراعات والحروب".

وعن أسباب اتخاذها طريقة لنشر ثقافة السلام دون الرياضات الأخرى، أوضح ارفيده " ببساطة ..لأن كرة القدم تحظى بشعبية جارفة في ليبيا، والجميع يرى كيف يلتف الشعب بأكمله عندما يلعب المنتخب الوطني وينسى خلافاته، ومن هذا المنطلق نقوم بتنظيم دوريات وبطولات الأحياء بشكل مستمر خاصة خلال العامين الماضيين، بهدف تشجيع الشباب على خيار الرياضة التي يعشقونها، لتجعلهم فاعلين في المجتمع إلى جانب المحافظة على لياقتهم البدنية " .

وأشار محمود ارفيده إلى أنه يعمل هو وعدد من الشباب على كتابة مقترح إقامة بطولة ليبيا لكرة قدم (الأحياء)، وطرحه امام الجهات المسؤولة ، ليكون طريق مساعد لتقريب أبناء الشرق والغرب والجنوب، وإرسال رسائل مهمة للسياسيين، بأننا ومن خلال هذه الرياضة ، لان نكون وقود للحرب أو مواطنين على الهامش، بل سنكون متحابين وننبذ ثقافة السلاح والعنف بيننا .

واختتم ارفيده حديثه ، وهو يشعر بالحسرة والمرارة ، " قبل أسبوعين كانت تقام مباراة بين شباب من أحياء مصراتة ، وكان هناك شاب يقف متفرجاً وهو يستند لعكازين، ولم يفارقني منظره وهو ينظر لنا نعلب، وعند نهاية المباراة خرجت وسلمت عليه، وأبلغني بأن لديه رغبة كبيرة للعب، لكن تعرضه لإعاقة نتيجة انفجار قذيفة هاون خلال السنوات الماضية، جعلته يفقد الحركة بشكل متوازن " .

وتابع " لقد شعرت بالحزن لأجله ، وفكرت كم تسبب السلاح في خسارة شباب كثر لصحتهم، وجعلهم في حالة صحية لا تمكنهم من ممارسة الرياضة أو حتى العمل لتأمين مستقبلهم " .

وتحظى رياضة كرة القدم بشعبية غير مسبوقة بين الليبيين، ويمارس العديد من الشباب هذه الرياضة في الشوارع والأحياء في مختلف أنحاء البلاد.

ويفرض الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حظراً علي إقامة المباريات الرسمية على الملاعب الليبية، بسبب التدهور الأمني وحالة عدم الاستقرار منذ العام 2011.

لكن هناك جهود كبيرة تقوم بها هيئة الشباب والرياضة بحكومة الوفاق الوطني في ليبيا، من أجل إقناع الفيفا برفع الحظر عن لعب المباريات على الملاعب الوطنية.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

arabic.news.cn

مقالة خاصة: كرة قدم الشوارع وسيلة الشباب الليبي لنبذ السلاح والعنف

新华社 | 2018-03-14 21:04:37

بقلم: نواس الدراجي

طرابلس 14 مارس 2018 (شينخوا) بمجرد التجول داخل عدد من الأحياء في مدن ليبية شتى، لا يغيب عن ناظر أحد أو متابع، خلوها من شباب يمارسون كرة القدم بين الشوارع والأزقة، في صورة تحمل في طياتها العديد من الرسائل، خاصة تلك التي تعكس حب الشباب الليبي لرياضة كرة القدم، والتي تحظى بشعبية جارفة في بلد أنهك بفعل الانقسام السياسي واستمرار الفوضى طلية الأعوام الماضية.

عادل محمد، شاب ليبي من العاصمة طرابلس يعشق رياضة كرة القدم، قام بتنظيم دوري من شباب الأحياء، يهدف إلى الاتجاه للرياضة بديل عن ضغوط السياسة، وجعل الشباب يبتعد عن العنف والسلاح.

وقال الشاب الليبي، في حديثه لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنه " قام مع عدد من شباب حي الدريبي بطرابلس، ببحث فكرة إقامة دوري لكرة القدم بالأحياء والمناطق المجاورة، وتم بالفعل الاستجابة سريعاً وبالمجهود الذاتي من إقامة هذا الدوري، حيث يضم الناشئين والكبار، وبواقع سبعة فرق لكل فئة عمرية ".

وأضاف " عكس هذا الدوري البسيط حب الشباب الليبي لرياضة كرة القدم، حيث تعودنا على لعبها في الأحياء والشوارع منذ الصغر، لكن الفترة الحالية اختلف تأثير هذه الرياضة، كونها بدأت في إبعاد الكثير من شبابنا عن العنف والسلاح واللجوء إلى الانضمام إلى المليشيات المسلحة، وهو أمر نرى أنه حقق الكثير ما عجز عن تحقيقه السياسيون من خطط دمج الشباب في نشاطات فاعلة تحميهم من خطر الفراغ وتداعياته " .

ورصد مراسل ((شينخوا)) خلال افتتاح الدوري التنشيطي الذي على أقيم على ملعب ترابي وسط الأحياء ويقام لمدة أسبوعين، حضورا كبيرا من الجمهور المتابع للمباريات، بل اللافت هو حرارة التشجيع والأجواء الاحتفالية التي تجعل المارة بالقرب من الملعب، يعتقدون أن مباراة رسمية تقام، وليست منافسة كرة القدم ينظمها هواة بالشوارع والأحياء.

وبالانتقال شرق العاصمة الليبية طرابلس بنحو (200 كلم)، تصادفك مدينة مصراتة التي كانت تضررت كثيراً منذ اندلاع الثورة 17 فبراير العام 2011، حيث خسرت الكثير من شبابها في حرب التحرير بعد معاركها مع كتائب القذافي والتي وصفت بأنها الأعنف، واستمرت في دفع فاتورة الحروب وكانت الأخيرة معركة تحرير مدينة سرت من تنظيم الدولة، والتي انتهت بطرد التنظيم نهاية العام 2016.

"كرة القدم التي نلعبها باستمرار، والتي تشهد إقبالاً مضاعفاً، تعكس رغبة الشباب بليبيا في اللجوء للرياضة الشعبية لتجنب خسارة أرواحهم في الحروب التي لا تنتهي"، هكذا وصف محمود ارفيده ممارسته وأقرانه لكرة الشوارع في حديثه لـ ((شينخوا)) .

ومضى ارفيده في قوله "باستثناء حربنا ضد الدواعش باعتبارها واجب ديني ووطني، لا يرغب أحد في التوجه إلى أي مدينة ليبية وقتال اخوته، وبالتالي نحن نعتبر رياضة كرة القدم داخل الأحياء وسيلة مهمة لنشر ثقافة السلام بين أبناء الوطن، وجعلها لغة تواصل وتفاهم لتعود اللحمة الوطنية بعدما أضعفتها الصراعات والحروب".

وعن أسباب اتخاذها طريقة لنشر ثقافة السلام دون الرياضات الأخرى، أوضح ارفيده " ببساطة ..لأن كرة القدم تحظى بشعبية جارفة في ليبيا، والجميع يرى كيف يلتف الشعب بأكمله عندما يلعب المنتخب الوطني وينسى خلافاته، ومن هذا المنطلق نقوم بتنظيم دوريات وبطولات الأحياء بشكل مستمر خاصة خلال العامين الماضيين، بهدف تشجيع الشباب على خيار الرياضة التي يعشقونها، لتجعلهم فاعلين في المجتمع إلى جانب المحافظة على لياقتهم البدنية " .

وأشار محمود ارفيده إلى أنه يعمل هو وعدد من الشباب على كتابة مقترح إقامة بطولة ليبيا لكرة قدم (الأحياء)، وطرحه امام الجهات المسؤولة ، ليكون طريق مساعد لتقريب أبناء الشرق والغرب والجنوب، وإرسال رسائل مهمة للسياسيين، بأننا ومن خلال هذه الرياضة ، لان نكون وقود للحرب أو مواطنين على الهامش، بل سنكون متحابين وننبذ ثقافة السلاح والعنف بيننا .

واختتم ارفيده حديثه ، وهو يشعر بالحسرة والمرارة ، " قبل أسبوعين كانت تقام مباراة بين شباب من أحياء مصراتة ، وكان هناك شاب يقف متفرجاً وهو يستند لعكازين، ولم يفارقني منظره وهو ينظر لنا نعلب، وعند نهاية المباراة خرجت وسلمت عليه، وأبلغني بأن لديه رغبة كبيرة للعب، لكن تعرضه لإعاقة نتيجة انفجار قذيفة هاون خلال السنوات الماضية، جعلته يفقد الحركة بشكل متوازن " .

وتابع " لقد شعرت بالحزن لأجله ، وفكرت كم تسبب السلاح في خسارة شباب كثر لصحتهم، وجعلهم في حالة صحية لا تمكنهم من ممارسة الرياضة أو حتى العمل لتأمين مستقبلهم " .

وتحظى رياضة كرة القدم بشعبية غير مسبوقة بين الليبيين، ويمارس العديد من الشباب هذه الرياضة في الشوارع والأحياء في مختلف أنحاء البلاد.

ويفرض الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حظراً علي إقامة المباريات الرسمية على الملاعب الليبية، بسبب التدهور الأمني وحالة عدم الاستقرار منذ العام 2011.

لكن هناك جهود كبيرة تقوم بها هيئة الشباب والرياضة بحكومة الوفاق الوطني في ليبيا، من أجل إقناع الفيفا برفع الحظر عن لعب المباريات على الملاعب الوطنية.

الصور

010020070790000000000000011100001370391181