تحقيق إخباري: دمشق تعيش حالة من الحزن والألم في عيد الأم

09:44:37 22-03-2018 | Arabic. News. Cn

دمشق 21 مارس 2018 (شينخوا) لم يكن هذا اليوم هو اليوم الأول من الحرب السورية ولا هو الأكثر دموية في السنوات السبع الماضية من هذه الحرب، ولكنه هو اليوم الأكثر حزنا وألما، الذي فقدت فيه العديد من الأمهات والأبناء بعضهم البعض دون أن يقول أي منهم للآخر كل عام وأنت بخير يا أمي.

لقد عاشت دمشق أمس واليوم حالة من الحزن والألم جراء سقوط قذيفة صاروخية على سوق شعبي في حي كشكول بريف دمشق، فحولت مناسبة عيد الأم إلى مأتم كبير ولبست العائلات ثوب الحداد على من رحل في هذا اليوم.

ولعل الناس في دمشق وريفها اعتادوا على سماع الأصوات القاسية للقذائف العشوائية التي يصفها الناس بـ"العمياء" وتشبه ملاك الموت الذي يحصد حياة الصغار وكبار السن دون إعطاء الناس فرصة لقول أي شيء .

فالحرب في سوريا غيرت واقع حياة الناس، وقد يبدو هذا الأمر نتيجة طبيعية للحرب التي اندلعت منذ سنوات فأصبح الأغنياء فقراء والفقراء أشد فقرا فيما أصبح الملايين منهم من اللاجئين والنازحين.

ويحظى عيد الأم في العالم العربي، بشيء من الخصوصية بين الأم وأطفالها، ويحمل في ثناياه نوعا من الوفاء للأم التي سهرت الليالي على رعاية أسرتها ويقوم الأطفال والشبان فيه بشراء هدايا لأمهاتهم كعربون محبة لهذه الأم في عيدها.

وما قد يكون أكثر إيلاما لدى الأمهات حقا هو أن يفقدن أبنائهن أو يخسر الأبناء أمهاتهم في هذا اليوم الذي يحتفل العالم العربي فيه بعيد الأم.

وفي مستشفى المجتهد بدمشق، كان المنظر مرعبا وصرخات الأمهات تملئ المكان بحثا عن أبنائهن الذين أصيبوا أو قتلوا إثر هذا الصاروخ الذي سقط على سوق شعبي في حي كشكول وراح ضحيته 44 قتيلا .

كان الناس مرعوبين أثناء البحث عن أبنائهم أو أقاربهم بينما كانوا يسمعون أسماء القتلى وسط صراخ مفاجئ عندما يسمع شخص ما أو يقرأ اسم أقاربه الذين قتلوا.

كانت الأم الحزينة في المستشفى تتأرجح إلى اليسار واليمين، واضعة رأسها بين يديها وهي تبكي وتكرر "لا أحتاج إلى هدية، أريد أن أعرف ما هو مصير ابنتي".

وعلى سرير ملطخ بالدم، كانت طفلة صغيرة ترقد وأقدامها ترتجف بشكل متقطع وهي تمتم بكلمات غير مفهومة.

كانت عيناها مفتوحتين بعض الشيء ، وكان وجهها ملطخا بالدماء، وكانت واحدة من عشرات الجرحى الذين احتشدوا في المستشفى.

لم تكن قادرة على الحركة وقيل إنها فقدت أمها التي كانت ترافقها لشراء هدية عيد الأم.

عشية عيد الأم، أصبحت هذه الفتاة الشاحبة الصغيرة يتيمة.

خلف فراشها، فقدت أم ثكلى ابنها وابن أختها عندما كانوا يشترون الهدايا بمناسبة عيد الأم.

في نهاية الممر، تم تغطية أكثر من 20 سريرا بأغطية سوداء، تحت كل منها جثة تنتظر وضعها في المشرحة، حيث كانت ثلاجات المشرحة ممتلئة.

عشية عيد الأم، غاب 43 شخصا عن عائلاتهم . وبالنسبة لتلك العائلات ، لم تكن هذه المناسبة مفرحة، بل مؤلمة.

وفي عيد الأم الذي يصادف يوم الأربعاء، ظل الناس يتفاعلون مع القصة على مواقع شبكات التواصل الاجتماعي ، مع رموز تعبيرية حزينة تملأ المشاركات.

وذكرت امرأة تدعى غفران "هذا يجعلني أبكي كثيرا ... وأحرق قلبي".

وقال شخص آخر "يا رب إرحمنا، ما حدث أمس مؤلم ومحزن جدا".

وقالت مريم "لا أعرف كيف أتعامل مع كل هذا الحزن والرعب ... ما هو ذنب هؤلاء الناس"، مضيفة "كل يوم يمر يكون أسوأ من اليوم السابق ... إلى متى؟ سندفع ثمن هذه الحرب المجنونة".

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

arabic.news.cn

تحقيق إخباري: دمشق تعيش حالة من الحزن والألم في عيد الأم

新华社 | 2018-03-22 09:44:37

دمشق 21 مارس 2018 (شينخوا) لم يكن هذا اليوم هو اليوم الأول من الحرب السورية ولا هو الأكثر دموية في السنوات السبع الماضية من هذه الحرب، ولكنه هو اليوم الأكثر حزنا وألما، الذي فقدت فيه العديد من الأمهات والأبناء بعضهم البعض دون أن يقول أي منهم للآخر كل عام وأنت بخير يا أمي.

لقد عاشت دمشق أمس واليوم حالة من الحزن والألم جراء سقوط قذيفة صاروخية على سوق شعبي في حي كشكول بريف دمشق، فحولت مناسبة عيد الأم إلى مأتم كبير ولبست العائلات ثوب الحداد على من رحل في هذا اليوم.

ولعل الناس في دمشق وريفها اعتادوا على سماع الأصوات القاسية للقذائف العشوائية التي يصفها الناس بـ"العمياء" وتشبه ملاك الموت الذي يحصد حياة الصغار وكبار السن دون إعطاء الناس فرصة لقول أي شيء .

فالحرب في سوريا غيرت واقع حياة الناس، وقد يبدو هذا الأمر نتيجة طبيعية للحرب التي اندلعت منذ سنوات فأصبح الأغنياء فقراء والفقراء أشد فقرا فيما أصبح الملايين منهم من اللاجئين والنازحين.

ويحظى عيد الأم في العالم العربي، بشيء من الخصوصية بين الأم وأطفالها، ويحمل في ثناياه نوعا من الوفاء للأم التي سهرت الليالي على رعاية أسرتها ويقوم الأطفال والشبان فيه بشراء هدايا لأمهاتهم كعربون محبة لهذه الأم في عيدها.

وما قد يكون أكثر إيلاما لدى الأمهات حقا هو أن يفقدن أبنائهن أو يخسر الأبناء أمهاتهم في هذا اليوم الذي يحتفل العالم العربي فيه بعيد الأم.

وفي مستشفى المجتهد بدمشق، كان المنظر مرعبا وصرخات الأمهات تملئ المكان بحثا عن أبنائهن الذين أصيبوا أو قتلوا إثر هذا الصاروخ الذي سقط على سوق شعبي في حي كشكول وراح ضحيته 44 قتيلا .

كان الناس مرعوبين أثناء البحث عن أبنائهم أو أقاربهم بينما كانوا يسمعون أسماء القتلى وسط صراخ مفاجئ عندما يسمع شخص ما أو يقرأ اسم أقاربه الذين قتلوا.

كانت الأم الحزينة في المستشفى تتأرجح إلى اليسار واليمين، واضعة رأسها بين يديها وهي تبكي وتكرر "لا أحتاج إلى هدية، أريد أن أعرف ما هو مصير ابنتي".

وعلى سرير ملطخ بالدم، كانت طفلة صغيرة ترقد وأقدامها ترتجف بشكل متقطع وهي تمتم بكلمات غير مفهومة.

كانت عيناها مفتوحتين بعض الشيء ، وكان وجهها ملطخا بالدماء، وكانت واحدة من عشرات الجرحى الذين احتشدوا في المستشفى.

لم تكن قادرة على الحركة وقيل إنها فقدت أمها التي كانت ترافقها لشراء هدية عيد الأم.

عشية عيد الأم، أصبحت هذه الفتاة الشاحبة الصغيرة يتيمة.

خلف فراشها، فقدت أم ثكلى ابنها وابن أختها عندما كانوا يشترون الهدايا بمناسبة عيد الأم.

في نهاية الممر، تم تغطية أكثر من 20 سريرا بأغطية سوداء، تحت كل منها جثة تنتظر وضعها في المشرحة، حيث كانت ثلاجات المشرحة ممتلئة.

عشية عيد الأم، غاب 43 شخصا عن عائلاتهم . وبالنسبة لتلك العائلات ، لم تكن هذه المناسبة مفرحة، بل مؤلمة.

وفي عيد الأم الذي يصادف يوم الأربعاء، ظل الناس يتفاعلون مع القصة على مواقع شبكات التواصل الاجتماعي ، مع رموز تعبيرية حزينة تملأ المشاركات.

وذكرت امرأة تدعى غفران "هذا يجعلني أبكي كثيرا ... وأحرق قلبي".

وقال شخص آخر "يا رب إرحمنا، ما حدث أمس مؤلم ومحزن جدا".

وقالت مريم "لا أعرف كيف أتعامل مع كل هذا الحزن والرعب ... ما هو ذنب هؤلاء الناس"، مضيفة "كل يوم يمر يكون أسوأ من اليوم السابق ... إلى متى؟ سندفع ثمن هذه الحرب المجنونة".

الصور

010020070790000000000000011101421370567111