تحقيق إخباري: أهالي تكريت والاهتمام بالحدائق المنزلية

18:04:37 24-03-2018 | Arabic. News. Cn

تكريت، العراق 24 مارس 2018 (شينخوا) لم تكد تعود الحياة إلى طبيعتها في مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين (170 كلم) شمال العاصمة بغداد بعد تهجير سكانها على أيدي عناصر تنظيم ما يسمى بالدولة الاسلامية (داعش) حتى بدأ السكان بإعادة ترتيب منازلهم وفق اولويات حياتية تبدأ من الاهم ثم المهم، فهم يهتمون كثيرا بالحدائق المنزلية والزهور.

ولعل إعادة ترميم المنازل المخربة وشراء اثاث جديد يعد من تلك الاولويات بعد استقرار الأوضاع في المدينة، وعودة جميع النازحين والمهجرين اليها فضلا عن اتخاذ الالاف من سكان المناطق والمدن القريبة من تكريت سكنا لهم بعد ان منعوا من العودة إلى مدنهم أو لعدم توفر الخدمات فيها ما جعل الحياة فيها مستحيلة إلى حد بعيد.

تعد الحديقة المنزلية من الأمور المهمة التي يحرص عليها سكان تكريت لأنها تشكل متنفسا لهم في ضوء انعدام المتنزهات والمساحات الخضراء واماكن النزهة وهي ايضا " تعبير عن عشق للزهور وعالمها المليء بالالوان والعطور "، كما يقول الاستاذ الجامعي خلدون التكريتي (50 عاما).

وأضاف التكريتي لوكالة أنباء (شينخوا) " كنت من المغادرين المتأخرين للمدينة بسبب خشيتي على حديقتي المنزلية التي تضم اصنافا نادرة من الزهور، ولكن لا مناص من المغادرة حفاظا على حياتي، وقد حرصت على إعادة الحياة لها في اول يوم عدت فيه إلى المدينة وبعد ان توفرت المياه اللازمة لسقيها".

وأوضح التكريتي أن حديقته تضم اصنافا نادرة من الزهور مثل (الجربرا والسيلفيا وبعض زهور النرجس) والتي تتطلب بيئة خاصة بها فضلا عن الكاردينيا العطرية ومختلف أنواع الزهور العراقية الشهيرة كزهور الجوري والجنبد وهي من فصيلة الروز بالوانها واشكالها المختلفة.

وأشار التكريتي إلى تزايد الاهتمام وكثرة الطلب على بعض الاشجار الدائمة الخضرة التي تشكل ظلا للزهور الموسمية في أيام الحر اللاهب في الصيف والتي تتجاوز في أغلب الايام الخمسين درجة مئوية.

المصدر الاساس للزهور في تكريت هي المشاتل (مزارع صغيرة مخصصة لزراعة الزهور) التي لا تخلوا منطقة من مناطق تكريت منها لكن معظمها يتركز في المدينة القديمة القريبة من نهر دجلة حيث يتركز السوق الرئيسي للمواد الغذائية والتموينية في المدينة والتي يؤمها المتسوقون من مختلف المناطق المحاذية لتكريت.

اصطحبنا خلدون إلى مشتل زهور تكريت الذي يضم انواعا نادرة من الزهور التي حرص صاحب المشتل علي محمود على جلبها من مختلف المحافظات التي تهتم بالزهور وهناك بذور جلبها من دول اوروبية في اسفاره وخصوصا هولندا التي تعد البلد الاول في العناية بالزهور حتى صارت تشكل موردا مهما من موارد الاقتصاد فيها.

وقال محمود لـ (شينخوا) " ايام الربيع تشكل وقت الذروة في بيع الزهور وتداولها بين المهتمين "، ويضيف " هناك اقبال ممتاز على الزهور في تكريت حيث يزدحم الناس ويكثر الطلب على مختلف الانواع وحسب اذواق الناس واهتماماتهم.

وذكر محمود ان الكثير من الزبائن يهتم بالزهور العراقية التقليدية وفي مقدمتها زهرة (الرازقي) التي تعد الزهرة العطرية الاولى في العراق والتي تغنى فيها الكثير من الشعراء في قصائدهم والمطربين في اغانيهم فضلا عن زهور الروز مثل الجوري والجنبد، فيما تهتم عوائل أخرى بالزهور المستوردة والاصناف المهجنة والظليات وانواع الاثل وشتلات الاسيجة كألنينيا والاس وانواع المتسلقات.

ويلاحظ ان النساء يشكلن اعدادا متزايدة من زبائن المشاتل وغالبا ما يقتنين انواعا غالية ونادرة من الزهور أو الظليات المورقة والمزهرة.

وأفادت ليلى حسين، التي تعمل معلمة (35 عاما)، بأن عشقها للزهور وخصوصا النادرة منها بات يشكل عبئا على موازنة المنزل، مضيفة " حديقتي والاهتمام بها وبتزويدها بكل جديد من الزهور هي مصدر راحتي النفسية وهي جزء اساس من اهتماماتي اليومية".

مصادر الزهور في مشاتل تكريت متنوعة وتأتي بمعظمها من مناشئ عراقية خصوصا العاصمة بغداد ومحافظات شمالي العراق ويلجأ اصحاب المشاتل إلى السوق الاقل سعرا والذي يمكن ان تشكل النباتات فيه اقبالا من قبل الشرائح الاقل دخلا .

وقال التكريتي "إن معظم الزهور تأتي من مشاتل بغداد العملاقة في منطقة الكريعات شمالي العاصمة فيما نحصل على بعضها وخصوصا النادرة منها، من محافظات شمالي العراق لأنها اقل سعرا بسبب انخفاض التعرفة الجمركية والضرائب عليها ".

وزيادة في الاهتمام بالحدائق ومستلزماتها في تكريت فقد أنشأ بعض المهتمين بها مكاتب لرعاية الحدائق وتجهيز مستلزماتها وبناء النافورات المتعددة الاشكال والمساقط المائية وتقديم الاستشارات بكيفية العناية بالنباتات والاوقات الملائمة للزراعة وقطف الزهور وجني البذور خصوصا للزهور الموسمية التي لا تحتاج إلى كثير من العناية ويمكن لصاحب الحديقة زراعتها والاهتمام بها دون شرائها من المشاتل.

ويتجاوز الاهتمام بالحديقة المنزلية الزهور والظليات إلى النباتات المثمرة التي يأتي النخيل في مقدمتها ومن ثم الاعناب حيث يحرص السكان المحليون الذين يمتلكون مساحات جيدة للحديقة على استغلالها في زراعة النخيل من النوعية الممتازة كالبرحي والساير والمجهول وانواع العنب العراقي كالكمالي والتي يصنع منها دوالي العنب وهي ذات فائدة مزدوجة جمالية وانتاجية وتوفير الظل في اوقات القيض الطويل.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

arabic.news.cn

تحقيق إخباري: أهالي تكريت والاهتمام بالحدائق المنزلية

新华社 | 2018-03-24 18:04:37

تكريت، العراق 24 مارس 2018 (شينخوا) لم تكد تعود الحياة إلى طبيعتها في مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين (170 كلم) شمال العاصمة بغداد بعد تهجير سكانها على أيدي عناصر تنظيم ما يسمى بالدولة الاسلامية (داعش) حتى بدأ السكان بإعادة ترتيب منازلهم وفق اولويات حياتية تبدأ من الاهم ثم المهم، فهم يهتمون كثيرا بالحدائق المنزلية والزهور.

ولعل إعادة ترميم المنازل المخربة وشراء اثاث جديد يعد من تلك الاولويات بعد استقرار الأوضاع في المدينة، وعودة جميع النازحين والمهجرين اليها فضلا عن اتخاذ الالاف من سكان المناطق والمدن القريبة من تكريت سكنا لهم بعد ان منعوا من العودة إلى مدنهم أو لعدم توفر الخدمات فيها ما جعل الحياة فيها مستحيلة إلى حد بعيد.

تعد الحديقة المنزلية من الأمور المهمة التي يحرص عليها سكان تكريت لأنها تشكل متنفسا لهم في ضوء انعدام المتنزهات والمساحات الخضراء واماكن النزهة وهي ايضا " تعبير عن عشق للزهور وعالمها المليء بالالوان والعطور "، كما يقول الاستاذ الجامعي خلدون التكريتي (50 عاما).

وأضاف التكريتي لوكالة أنباء (شينخوا) " كنت من المغادرين المتأخرين للمدينة بسبب خشيتي على حديقتي المنزلية التي تضم اصنافا نادرة من الزهور، ولكن لا مناص من المغادرة حفاظا على حياتي، وقد حرصت على إعادة الحياة لها في اول يوم عدت فيه إلى المدينة وبعد ان توفرت المياه اللازمة لسقيها".

وأوضح التكريتي أن حديقته تضم اصنافا نادرة من الزهور مثل (الجربرا والسيلفيا وبعض زهور النرجس) والتي تتطلب بيئة خاصة بها فضلا عن الكاردينيا العطرية ومختلف أنواع الزهور العراقية الشهيرة كزهور الجوري والجنبد وهي من فصيلة الروز بالوانها واشكالها المختلفة.

وأشار التكريتي إلى تزايد الاهتمام وكثرة الطلب على بعض الاشجار الدائمة الخضرة التي تشكل ظلا للزهور الموسمية في أيام الحر اللاهب في الصيف والتي تتجاوز في أغلب الايام الخمسين درجة مئوية.

المصدر الاساس للزهور في تكريت هي المشاتل (مزارع صغيرة مخصصة لزراعة الزهور) التي لا تخلوا منطقة من مناطق تكريت منها لكن معظمها يتركز في المدينة القديمة القريبة من نهر دجلة حيث يتركز السوق الرئيسي للمواد الغذائية والتموينية في المدينة والتي يؤمها المتسوقون من مختلف المناطق المحاذية لتكريت.

اصطحبنا خلدون إلى مشتل زهور تكريت الذي يضم انواعا نادرة من الزهور التي حرص صاحب المشتل علي محمود على جلبها من مختلف المحافظات التي تهتم بالزهور وهناك بذور جلبها من دول اوروبية في اسفاره وخصوصا هولندا التي تعد البلد الاول في العناية بالزهور حتى صارت تشكل موردا مهما من موارد الاقتصاد فيها.

وقال محمود لـ (شينخوا) " ايام الربيع تشكل وقت الذروة في بيع الزهور وتداولها بين المهتمين "، ويضيف " هناك اقبال ممتاز على الزهور في تكريت حيث يزدحم الناس ويكثر الطلب على مختلف الانواع وحسب اذواق الناس واهتماماتهم.

وذكر محمود ان الكثير من الزبائن يهتم بالزهور العراقية التقليدية وفي مقدمتها زهرة (الرازقي) التي تعد الزهرة العطرية الاولى في العراق والتي تغنى فيها الكثير من الشعراء في قصائدهم والمطربين في اغانيهم فضلا عن زهور الروز مثل الجوري والجنبد، فيما تهتم عوائل أخرى بالزهور المستوردة والاصناف المهجنة والظليات وانواع الاثل وشتلات الاسيجة كألنينيا والاس وانواع المتسلقات.

ويلاحظ ان النساء يشكلن اعدادا متزايدة من زبائن المشاتل وغالبا ما يقتنين انواعا غالية ونادرة من الزهور أو الظليات المورقة والمزهرة.

وأفادت ليلى حسين، التي تعمل معلمة (35 عاما)، بأن عشقها للزهور وخصوصا النادرة منها بات يشكل عبئا على موازنة المنزل، مضيفة " حديقتي والاهتمام بها وبتزويدها بكل جديد من الزهور هي مصدر راحتي النفسية وهي جزء اساس من اهتماماتي اليومية".

مصادر الزهور في مشاتل تكريت متنوعة وتأتي بمعظمها من مناشئ عراقية خصوصا العاصمة بغداد ومحافظات شمالي العراق ويلجأ اصحاب المشاتل إلى السوق الاقل سعرا والذي يمكن ان تشكل النباتات فيه اقبالا من قبل الشرائح الاقل دخلا .

وقال التكريتي "إن معظم الزهور تأتي من مشاتل بغداد العملاقة في منطقة الكريعات شمالي العاصمة فيما نحصل على بعضها وخصوصا النادرة منها، من محافظات شمالي العراق لأنها اقل سعرا بسبب انخفاض التعرفة الجمركية والضرائب عليها ".

وزيادة في الاهتمام بالحدائق ومستلزماتها في تكريت فقد أنشأ بعض المهتمين بها مكاتب لرعاية الحدائق وتجهيز مستلزماتها وبناء النافورات المتعددة الاشكال والمساقط المائية وتقديم الاستشارات بكيفية العناية بالنباتات والاوقات الملائمة للزراعة وقطف الزهور وجني البذور خصوصا للزهور الموسمية التي لا تحتاج إلى كثير من العناية ويمكن لصاحب الحديقة زراعتها والاهتمام بها دون شرائها من المشاتل.

ويتجاوز الاهتمام بالحديقة المنزلية الزهور والظليات إلى النباتات المثمرة التي يأتي النخيل في مقدمتها ومن ثم الاعناب حيث يحرص السكان المحليون الذين يمتلكون مساحات جيدة للحديقة على استغلالها في زراعة النخيل من النوعية الممتازة كالبرحي والساير والمجهول وانواع العنب العراقي كالكمالي والتي يصنع منها دوالي العنب وهي ذات فائدة مزدوجة جمالية وانتاجية وتوفير الظل في اوقات القيض الطويل.

الصور

010020070790000000000000011101451370626101