تعليق: الاقتصاد الصيني مرن بما يكفي للتعامل مع حرب تجارية

01:04:37 25-03-2018 | Arabic. News. Cn

بكين 24 مارس 2018 (شينخوا) يخبرنا التاريخ بأن الحروب التجارية لعبة خاسرة لا يربح فيها أحد وإنما تنتهي الحرب وكل طرف يعاني من جراح.

رغم خطورة إشعال حرب تجارية، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مذكرة تنفيذية من الممكن أن تؤدي إلى فرض تعريفات كبيرة على ما تصل قيمته إلى 60 مليار دولار أمريكي من الواردات من الصين، فضلا عن فرض قيود على الاستثمارات الصينية.

والخطوة أحادية الجانب سلوك استئسادي تمارسه واشنطن في مواجهة النزاعات التجارية، حيث تستغل واشنطن وضعها الاقتصادي المتفوق في إجبار شركائها على اتخاذ تنازلات.

وهذه ليست استراتيجية حكيمة، خاصة في عالم اليوم الذي تتشابك فيه المصالح الاقتصادية والتجارية لكافة البلدان. وإذا اندلعت حرب تجارية، فلن يستطيع أحد الفرار دون أن يصاب بأذى.

البعض يقول إن الصين تربح أكثر في تجارتها مع الولايات المتحدة، وبالتالي ستخسر الصين أكثر في حرب تجارية. لكن البعض الآخر يرى أن الصين تستطيع أن تخسر القليل في ضوء وضعها كثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وهذان الرأيان يجانبهما الصواب لسبب واحد بسيط، وهو أن العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين على مستوى العالم متبادلة المنفعة بشكل أساسي. والإحصاءات الصادرة عن مجلس الأعمال الأمريكي-الصيني تظهر أن العلاقات التجارية الثنائية تدعم نحو 2.6 مليون وظيفة في الولايات المتحدة موزعة على مجموعة من الصناعات، ومن بين هذا العدد 104 آلاف وظيفة خلقتها استثمارات صينية.

يتمتع المستهلكون الأمريكيون اليوم بمنتجات منخفضة التكلفة مصنوعة في الصين، في الوقت الذي تحقق فيه الشركات الصينية أرباحا في الولايات المتحدة. إذا العلاقة مربحة للطرفين.

وآخر شيء ترغب فيه الصين هو حرب تجارية تفسد هذه الديناميكية الإيجابية. ولكن إذا قامت هذه الحرب، فالاقتصاد الصيني مرن بما يكفي للتعامل مع هذا الوضع.

فعقب أعوام من التعديلات المؤلمة، يعتمد الاقتصاد الصيني اليوم بشكل أقل على التجارة الخارجية، ويستمر الاقتصاد في التوسع في الوقت الذي يتباطأ فيه نمو الدين بالبلاد. وهكذا فإن لدى الصين فضاء أوسع فيما يتعلق بسياسة الاقتصاد الكلي.

في الوقت نفسه، من خلال تعميق الإصلاحات الداخلية وتعزيز إعادة هيكلة الصناعة وتنويع أسواق الصادرات الخاصة بها، فالصين قادرة على تحويل الأزمة إلى فرصة للمزيد من التقدم الاقتصادي.

وعلى سبيل المثال، خلال الحرب التجارية لليابان مع الولايات المتحدة في الثمانينات، أُجبرت الصناعات اليابانية على خفض تكاليف الإنتاج وتعزيز الابتكار التكنولوجي. ونتيجة لذلك، استأنفت صادرات البلاد النمو عقب فترة قصيرة من الركود. وباستطاعة الصين أن تحذو حذو اليابان إذا ما نشبت حرب تجارية كاملة.

في الوقت الراهن، يوجد الاقتصاد العالمي في منتصف مرحلة التعافي الهش. وأي خطوة حمائية أو أحادية الجانب - مثل التي اتخذتها إدارة ترامب - ستؤدي إلى إخماد هذه القوة الدافعة وستشكل تهديدا لعودة النمو التي طال انتظارها.

إن التجارة ليست لعبة صفرية، وهذا هو ما يجب أن تدركه واشنطن. وإذا لم تدرك واشنطن ذلك، فإن كل الأطراف ستنجرف إلى هاوية صراع لن يخرج أحد منها فائزا.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

arabic.news.cn

تعليق: الاقتصاد الصيني مرن بما يكفي للتعامل مع حرب تجارية

新华社 | 2018-03-25 01:04:37

بكين 24 مارس 2018 (شينخوا) يخبرنا التاريخ بأن الحروب التجارية لعبة خاسرة لا يربح فيها أحد وإنما تنتهي الحرب وكل طرف يعاني من جراح.

رغم خطورة إشعال حرب تجارية، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مذكرة تنفيذية من الممكن أن تؤدي إلى فرض تعريفات كبيرة على ما تصل قيمته إلى 60 مليار دولار أمريكي من الواردات من الصين، فضلا عن فرض قيود على الاستثمارات الصينية.

والخطوة أحادية الجانب سلوك استئسادي تمارسه واشنطن في مواجهة النزاعات التجارية، حيث تستغل واشنطن وضعها الاقتصادي المتفوق في إجبار شركائها على اتخاذ تنازلات.

وهذه ليست استراتيجية حكيمة، خاصة في عالم اليوم الذي تتشابك فيه المصالح الاقتصادية والتجارية لكافة البلدان. وإذا اندلعت حرب تجارية، فلن يستطيع أحد الفرار دون أن يصاب بأذى.

البعض يقول إن الصين تربح أكثر في تجارتها مع الولايات المتحدة، وبالتالي ستخسر الصين أكثر في حرب تجارية. لكن البعض الآخر يرى أن الصين تستطيع أن تخسر القليل في ضوء وضعها كثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وهذان الرأيان يجانبهما الصواب لسبب واحد بسيط، وهو أن العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين على مستوى العالم متبادلة المنفعة بشكل أساسي. والإحصاءات الصادرة عن مجلس الأعمال الأمريكي-الصيني تظهر أن العلاقات التجارية الثنائية تدعم نحو 2.6 مليون وظيفة في الولايات المتحدة موزعة على مجموعة من الصناعات، ومن بين هذا العدد 104 آلاف وظيفة خلقتها استثمارات صينية.

يتمتع المستهلكون الأمريكيون اليوم بمنتجات منخفضة التكلفة مصنوعة في الصين، في الوقت الذي تحقق فيه الشركات الصينية أرباحا في الولايات المتحدة. إذا العلاقة مربحة للطرفين.

وآخر شيء ترغب فيه الصين هو حرب تجارية تفسد هذه الديناميكية الإيجابية. ولكن إذا قامت هذه الحرب، فالاقتصاد الصيني مرن بما يكفي للتعامل مع هذا الوضع.

فعقب أعوام من التعديلات المؤلمة، يعتمد الاقتصاد الصيني اليوم بشكل أقل على التجارة الخارجية، ويستمر الاقتصاد في التوسع في الوقت الذي يتباطأ فيه نمو الدين بالبلاد. وهكذا فإن لدى الصين فضاء أوسع فيما يتعلق بسياسة الاقتصاد الكلي.

في الوقت نفسه، من خلال تعميق الإصلاحات الداخلية وتعزيز إعادة هيكلة الصناعة وتنويع أسواق الصادرات الخاصة بها، فالصين قادرة على تحويل الأزمة إلى فرصة للمزيد من التقدم الاقتصادي.

وعلى سبيل المثال، خلال الحرب التجارية لليابان مع الولايات المتحدة في الثمانينات، أُجبرت الصناعات اليابانية على خفض تكاليف الإنتاج وتعزيز الابتكار التكنولوجي. ونتيجة لذلك، استأنفت صادرات البلاد النمو عقب فترة قصيرة من الركود. وباستطاعة الصين أن تحذو حذو اليابان إذا ما نشبت حرب تجارية كاملة.

في الوقت الراهن، يوجد الاقتصاد العالمي في منتصف مرحلة التعافي الهش. وأي خطوة حمائية أو أحادية الجانب - مثل التي اتخذتها إدارة ترامب - ستؤدي إلى إخماد هذه القوة الدافعة وستشكل تهديدا لعودة النمو التي طال انتظارها.

إن التجارة ليست لعبة صفرية، وهذا هو ما يجب أن تدركه واشنطن. وإذا لم تدرك واشنطن ذلك، فإن كل الأطراف ستنجرف إلى هاوية صراع لن يخرج أحد منها فائزا.

الصور

010020070790000000000000011101421370629741