تحقيق إخباري: أطفال الغوطة الشرقية يعودون إلى التعليم بعد سنوات من الحرمان

20:04:37 28-03-2018 | Arabic. News. Cn

دمشق 28 مارس 2018 (شينخوا) جلست مجموعة من الأطفال في أحد مراكز الإيواء التي خصصتها الحكومة السورية للمدنيين الخارجين من الغوطة الشرقية بريف دمشق، على شكل دائرة يرددون بعض الأغاني والاناشيد، في حالة من الفرح والمرح للتخفيف عن هؤلاء الأطفال الذين انطبعت بمخيالتهم أعمال العنف والدمار، ولإعادتهم إلى سن الطفولة التي حرموا منها لسنوات سابقة.

أصوات هؤلاء الأطفال القوية في مركز الإيواء كانت تمزق صمت المكان القريب من مدينة عدرا العمالية، وتبعث الأمل في نفوس الأهالي الخارجين من الغوطة بأن أطفالهم سيعودون إلى مقاعد الدراسة بعد سنوات من الانقطاع عنها.

وفي مركز الثانوية الصناعية في منطقة عدرا العمالية افترشت العائلات الخارجة من الغوطة الشرقية الأرض، وقسم منهم جلس تحت خيم اعدت مسبقا لهم، في ظل ظروف معيشية صعبة لكثرة الاعداد الخارجة من الغوطة، ولكن رغم كل هذه الصعوبات، إلا أنهم يصرون على القول إن "هذا المكان أفضل بكثير من البقاء في الغوطة الشرقية".

وقال عثمان (52 عاما) الذي جلس القرفصاء ينتظر دوره للحصول على أغطية لعائلاته إن " الوضع في مركز الايواء افضل بكثير من البقاء في الغوطة ".

وأضاف عثمان وهو من بلدة مديرا بالغوطة الشرقية، وهي من أوائل البلدات التي سيطر عليها الجيش السوري، " خرجت مع عائلتي إلى مركز الايواء من أجل ان اتابع تعليم اولادي الذين انقطعوا عن الدراسة لمدة ثلاثة أعوام متتالية "، مؤكدا أن التعليم كان يقتصر على المساجد وتعليم الأطفال العلوم الدينية والأفكار المتشددة.

وتابع يقول " لقد رفضت ان اعلم اطفالي الأفكار المتطرفة التي تقوم على العنف وتكفير الاخرين، لهذا انا مسرور لسماع أطفال الغوطة ينشدون أغاني الطفولة الجميلة ".

وبالرغم من ان ثياب الأطفال متسخة، وقسم منها ممزق، إلا انهم يمتلكون رغبة جامحة في الحصول على التعليم، وقد يستغرق ذلك بعض الوقت، لان الأطفال انقطعوا عن الدراسة لسنوات وقسم منهم لم يدخلها بعد.

وقال محمد نادر (14 عاما) من حي جوبر الدمشقي لوكالة أنباء ((شينخوا)) والذي جلس مع رفاقه يردد بعض الأغاني والاناشيد مع مدرب من إحدى الجمعيات الأهلية لدعم الأطفال " لقد تركت الدراسة منذ 4 سنوات وكنت أعمل في ورشة لإصلاح السيارات لمساعدة أهلي في الحصول على المال "، مؤكدا أنه ما يزال يستطيع ان يفك الحرف وان يقرأ بعض الكلمات بصعوبة.

وأعرب نادر عن سروره بالعودة لمتابعة التعليم بعد سنوات من الانقطاع عنها، ورؤية أطفال آخرين يجلسون بجانبه.

غير ان قسم من الأطفال يجدون صعوبة في التعليم، ويقفون مندهشين وسط عشرات الأطفال الذين يرددون الأغاني، وغير قادرين على الانسجام مع اقارنهم، وهم بحاجة إلى دعم نفسي كبير وجهد مضاعف من الجمعيات التي اخذت على عاتقها تأهيل هؤلاء الأطفال.

الطفلة شيماء 13 عاما، من الغوطة الشرقية كانت تقف خجولة مع مجموعة من الأطفال، قالت " تركت المدرسة بسبب الظروف الأمنية التي كانت سائدة في الغوطة، واليوم أجد صعوبة في الانسجام مع رفيقاتي، واحتاج لبعض الوقت كي اعود إلى ما قبل الازمة ".

وأشارت شيماء إلى أنها كانت تحب الرياضة كثيرا، وتحب ان تمارس هذه الهواية بعد خروجها من الغوطة الشرقية، مبينة أن الأوضاع التي تعيشها حاليا لا تسمح لها بذلك إلى حين ان تستقر في مكان معين.

طفل آخر قال " عندما اندلعت الحرب في الغوطة كان عمري 6 سنوات، والان عمري 13 عاما، وانا لا أقرأ ولا اكتب، واحاول ان اسمع الأناشيد وارددها دون معرفة معناها "، مشيرا إلى أنه يريد أن يتعلم ويقرأ كي يصبح معلما في المستقبل.

ومن جانبها، أكدت فاطمة رشيد مديرة الشؤون الاجتماعية والعمل بريف دمشق ل(شينخوا) بدمشق أن دور الشؤون الاجتماعية انحصر في المعابر الإنسانية لمساعدة الأطفال والمسنين وتقديم المتطوعين من الجمعيات الاهلية لتأهيل الأطفال الخارجين من بلدات الغوطة الشرقية.

وأشارت فاطمة إلى أن المتطوعين يقومون حاليا بتقديم الدعم النفسي للأطفال، مؤكدة أن معظم الأطفال الخارجين من الغوطة كان وضعهم سيئ للغاية في معاناة من الناحية النفسية والجسدية.

وأكدت فاطمة ان كثيرا من الأطفال كانوا يعانون من الحرمان ، مبينة ان قسما منهم لا يعرف بعض أنواع الفاكهة.

وأوضحت ان وزارة التربية في الحكومة السورية تستعد للقيام بعملية اختبار لمعلومات الأطفال الخارجين من الغوطة بغية تحديد مستواهم لوضعهم في صفوف المدرسة وتعويض ما فاتهم من تعليم خلال السنوات الماضية.

ومن جانبهم، عبر الكثير من الأهالي عن سعادتهم بعودة أطفالهم إلى مقاعد الدراسة، ويأملون أن يصبحوا في المستقبل هؤلاء الأطفال شخصيات نافعة تفيد المجتمع.

وتعمل الجهات المعنية على إعداد الكشوف والدراسات اللازمة لإعادة عمليات تأهيل شبكات الخدمات والمرافق العامة والبنى التحتية في مناطق الغوطة الشرقية التي تمت السيطرة عليها وإعادة الأمن والاستقرار إليها تمهيدا لعودة الأهالي إلى بلداتهم والأطفال إلى مدارسهم ضمن هذه البلدات بعد تسربهم عنها سنوات نتيجة سطوة الإرهابيين عليها.

وأفاد مصدر عسكري سوري اليوم بأن وحدات الجيش السوري أمنت خروج أكثر من 128 ألفا من المدنيين المحتجزين من قبل التنظيمات الإرهابية في الغوطة الشرقية بريف دمشق عبر الممرات الآمنة، مشيرا إلى أن عملية تأمين خروج المدنيين مستمرة.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

arabic.news.cn

تحقيق إخباري: أطفال الغوطة الشرقية يعودون إلى التعليم بعد سنوات من الحرمان

新华社 | 2018-03-28 20:04:37

دمشق 28 مارس 2018 (شينخوا) جلست مجموعة من الأطفال في أحد مراكز الإيواء التي خصصتها الحكومة السورية للمدنيين الخارجين من الغوطة الشرقية بريف دمشق، على شكل دائرة يرددون بعض الأغاني والاناشيد، في حالة من الفرح والمرح للتخفيف عن هؤلاء الأطفال الذين انطبعت بمخيالتهم أعمال العنف والدمار، ولإعادتهم إلى سن الطفولة التي حرموا منها لسنوات سابقة.

أصوات هؤلاء الأطفال القوية في مركز الإيواء كانت تمزق صمت المكان القريب من مدينة عدرا العمالية، وتبعث الأمل في نفوس الأهالي الخارجين من الغوطة بأن أطفالهم سيعودون إلى مقاعد الدراسة بعد سنوات من الانقطاع عنها.

وفي مركز الثانوية الصناعية في منطقة عدرا العمالية افترشت العائلات الخارجة من الغوطة الشرقية الأرض، وقسم منهم جلس تحت خيم اعدت مسبقا لهم، في ظل ظروف معيشية صعبة لكثرة الاعداد الخارجة من الغوطة، ولكن رغم كل هذه الصعوبات، إلا أنهم يصرون على القول إن "هذا المكان أفضل بكثير من البقاء في الغوطة الشرقية".

وقال عثمان (52 عاما) الذي جلس القرفصاء ينتظر دوره للحصول على أغطية لعائلاته إن " الوضع في مركز الايواء افضل بكثير من البقاء في الغوطة ".

وأضاف عثمان وهو من بلدة مديرا بالغوطة الشرقية، وهي من أوائل البلدات التي سيطر عليها الجيش السوري، " خرجت مع عائلتي إلى مركز الايواء من أجل ان اتابع تعليم اولادي الذين انقطعوا عن الدراسة لمدة ثلاثة أعوام متتالية "، مؤكدا أن التعليم كان يقتصر على المساجد وتعليم الأطفال العلوم الدينية والأفكار المتشددة.

وتابع يقول " لقد رفضت ان اعلم اطفالي الأفكار المتطرفة التي تقوم على العنف وتكفير الاخرين، لهذا انا مسرور لسماع أطفال الغوطة ينشدون أغاني الطفولة الجميلة ".

وبالرغم من ان ثياب الأطفال متسخة، وقسم منها ممزق، إلا انهم يمتلكون رغبة جامحة في الحصول على التعليم، وقد يستغرق ذلك بعض الوقت، لان الأطفال انقطعوا عن الدراسة لسنوات وقسم منهم لم يدخلها بعد.

وقال محمد نادر (14 عاما) من حي جوبر الدمشقي لوكالة أنباء ((شينخوا)) والذي جلس مع رفاقه يردد بعض الأغاني والاناشيد مع مدرب من إحدى الجمعيات الأهلية لدعم الأطفال " لقد تركت الدراسة منذ 4 سنوات وكنت أعمل في ورشة لإصلاح السيارات لمساعدة أهلي في الحصول على المال "، مؤكدا أنه ما يزال يستطيع ان يفك الحرف وان يقرأ بعض الكلمات بصعوبة.

وأعرب نادر عن سروره بالعودة لمتابعة التعليم بعد سنوات من الانقطاع عنها، ورؤية أطفال آخرين يجلسون بجانبه.

غير ان قسم من الأطفال يجدون صعوبة في التعليم، ويقفون مندهشين وسط عشرات الأطفال الذين يرددون الأغاني، وغير قادرين على الانسجام مع اقارنهم، وهم بحاجة إلى دعم نفسي كبير وجهد مضاعف من الجمعيات التي اخذت على عاتقها تأهيل هؤلاء الأطفال.

الطفلة شيماء 13 عاما، من الغوطة الشرقية كانت تقف خجولة مع مجموعة من الأطفال، قالت " تركت المدرسة بسبب الظروف الأمنية التي كانت سائدة في الغوطة، واليوم أجد صعوبة في الانسجام مع رفيقاتي، واحتاج لبعض الوقت كي اعود إلى ما قبل الازمة ".

وأشارت شيماء إلى أنها كانت تحب الرياضة كثيرا، وتحب ان تمارس هذه الهواية بعد خروجها من الغوطة الشرقية، مبينة أن الأوضاع التي تعيشها حاليا لا تسمح لها بذلك إلى حين ان تستقر في مكان معين.

طفل آخر قال " عندما اندلعت الحرب في الغوطة كان عمري 6 سنوات، والان عمري 13 عاما، وانا لا أقرأ ولا اكتب، واحاول ان اسمع الأناشيد وارددها دون معرفة معناها "، مشيرا إلى أنه يريد أن يتعلم ويقرأ كي يصبح معلما في المستقبل.

ومن جانبها، أكدت فاطمة رشيد مديرة الشؤون الاجتماعية والعمل بريف دمشق ل(شينخوا) بدمشق أن دور الشؤون الاجتماعية انحصر في المعابر الإنسانية لمساعدة الأطفال والمسنين وتقديم المتطوعين من الجمعيات الاهلية لتأهيل الأطفال الخارجين من بلدات الغوطة الشرقية.

وأشارت فاطمة إلى أن المتطوعين يقومون حاليا بتقديم الدعم النفسي للأطفال، مؤكدة أن معظم الأطفال الخارجين من الغوطة كان وضعهم سيئ للغاية في معاناة من الناحية النفسية والجسدية.

وأكدت فاطمة ان كثيرا من الأطفال كانوا يعانون من الحرمان ، مبينة ان قسما منهم لا يعرف بعض أنواع الفاكهة.

وأوضحت ان وزارة التربية في الحكومة السورية تستعد للقيام بعملية اختبار لمعلومات الأطفال الخارجين من الغوطة بغية تحديد مستواهم لوضعهم في صفوف المدرسة وتعويض ما فاتهم من تعليم خلال السنوات الماضية.

ومن جانبهم، عبر الكثير من الأهالي عن سعادتهم بعودة أطفالهم إلى مقاعد الدراسة، ويأملون أن يصبحوا في المستقبل هؤلاء الأطفال شخصيات نافعة تفيد المجتمع.

وتعمل الجهات المعنية على إعداد الكشوف والدراسات اللازمة لإعادة عمليات تأهيل شبكات الخدمات والمرافق العامة والبنى التحتية في مناطق الغوطة الشرقية التي تمت السيطرة عليها وإعادة الأمن والاستقرار إليها تمهيدا لعودة الأهالي إلى بلداتهم والأطفال إلى مدارسهم ضمن هذه البلدات بعد تسربهم عنها سنوات نتيجة سطوة الإرهابيين عليها.

وأفاد مصدر عسكري سوري اليوم بأن وحدات الجيش السوري أمنت خروج أكثر من 128 ألفا من المدنيين المحتجزين من قبل التنظيمات الإرهابية في الغوطة الشرقية بريف دمشق عبر الممرات الآمنة، مشيرا إلى أن عملية تأمين خروج المدنيين مستمرة.

الصور

010020070790000000000000011101451370723261