مقالة خاصة: تركيا وفرنسا على أحر من جمر بسبب أكراد سوريا

14:45:23 02-04-2018 | Arabic. News. Cn

أنقرة أول أبريل 2018 (شينخوا) اشتعلت التوترات بين أنقرة وباريس بعد أن عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن دعمه للمسلحين الأكراد في سوريا، الهدف الحالي للعملية العسكرية التركية.

وأثار دعم فرنسا لقوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل وحدات حماية الشعب عمودها الفقري، غضب أنقرة في وقت تقاتل فيه الوحدات المصنفة من قبل أنقرة كمنظمة إرهابية في شمال سوريا.

وطالما كانت القضية الكردية إلى حد ما سياسة تقليدية لفرنسا منذ ثمانينات القرن الماضي منذ أن أصبح أكراد العراق هدفا لقمع نظام بغداد، بقيادة صدام حسين آنذاك، الذي خُلع عن منصبه في وقت لاحق وتم إعدامه بعد غزو القوات الأمريكية لبلاده عام 2003.

وكان دعم ماكرون لهم بمثابة قنبلة أسقطت على أنقرة حيث انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشكل قاطع موقف شريكة بلاده في حلف الناتو. وحذر علنا يوم الجمعة من أن فرنسا قد تصبح "هدفا" على خلفية دعمها لقوات حماية الشعب.

وقال أردوغان "إن فرنسا تبنت موقفا خاطئا تماما"، مضيفا "إننا نأمل ألا تأتي فرنسا إلينا تطلب المساعدة عندما يملأ الإرهابيون من سوريا والعراق بلادهم بفضل سياستهم".

وتزامن دعم الرئيس الفرنسي للأكراد السوريين مع إعلان غير متوقع من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمغادرة 2000 جندي أمريكي منتشرين حاليا في شمال سوريا "في القريب العاجل".

وازدادت المخاوف من مواجهة محتملة بين الجيشين التركي والأمريكي في الوقت الذي تتقدم فيه العملية التركية في عفرين السورية.

وكان غضب الحكومة التركية من فرنسا، التي زارها الرئيس التركي مؤخرا ووقع فيها بعض العقود الفاخرة لشراء 25 طائرة إيرباص لخطوط الطيران التركية، واضحا وملموسا.

ويُعتقد أن فرنسا ستضطلع أو على الأقل تتجه للاضطلاع بدور الولايات المتحدة في سوريا.

وقال مصدر قريب من الحكومة التركية إن" فرنسا تجاوزت الخط الأحمر هناك (في سوريا) بإعلان دعمها لمجموعة نصر وهى التى أصرنا علي أنها متورطة في أنشطة إرهابية ونعتبرها موالية لحزب العمال الكردستاني".

وكان حزب العمال الكردستاني مدرجا على لائحة المنظمات الإرهابية من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وهو وضع لم تصل إليه وحدات حماية الشعب، التي تقوم بدور أساسي في القتال الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وأضاف المصدر، الذي تحدث بشرط عدم كشف هويته، قائلا :" هذا الأمر ليس مقبولا. لن تقبل الحكومة أو الشعب بمثل هذا الموقف الذي يقوض من تعاوننا مع فرنسا. ونأمل أن يتم تصحيح هذا الخطأ وألا ستتضرر العلاقات بيننا".

واجتمع ماكرون الخميس في قصر الإليزيه مع وفد من قوات سوريا الديمقراطية ضم أعضاء من وحدات حماية الشعب وقال مسؤول كردي كبير في أعقابه إن الرئيس تعهد بإرسال المزيد من الجنود إلى المنطقة كجزء من جهود التحالف، وتقديم مساعدات إنسانية، و"التوسط" بين الأكراد وأنقرة، الأمر الذي أثار ردة فعل قوية من جانب أنقرة.

وقال مصدر رئاسي فرنسي للمراسلين في معرض توضيحه لتصريحات ماكرون إن" فرنسا لا تتوقع أي عملية عسكرية جديدة على الأرض في شمال سوريا خارج إطار التحالف الدولي".

لكن هذا التوضيح لم يكن جيدا بما يكفي لأردوغان الذي اغتنم يوم السبت الفرصة في أحد الأحداث العامة في اسطنبول لتوجيه انتقاداته لفرنسا، قائلا "إذا كانت فرنسا، حليفتنا في الناتو، ترغب في أن تكون في صف الإرهابيين، فستعانى من تبعات ذلك".

وأضاف أن" فرنسا تقول إننا غزونا عفرين، هذا الأمر يجافي الحقيقة تماما. لقد حررنا المدنيين من قمع العصابات الدموية (وحدات حماية الشعب)"، منتقدا بشكل صريح عملاق الصناعة الفرنسية شركة (لافارج) ببناء "أنفاق ومخابئ" للمليشيا الكردية في شمالي سوريا.

في الوقت نفسه، وفي رد فعل واضح ومنذر لباريس في نفس الوقت، نشرت وكالة ((الأناضول)) التي تديرها الدولة، خارطة توضح بالتفصيل موقع القواعد العسكرية الفرنسية في شمال سوريا. ووفقا للوكالة، فإن حوالي 70 جنديا فرنسيا ربما يشاركون في عمليات بشمال شرق سوريا كمستشارين.

وتعد فرنسا من أكثر المنتقدين علنا للتوغل التركي في جيب عفرين.

وشهدت العلاقات بين تركيا وفرنسا مشاكل في السنوات الأخيرة. ويبدو أن فرنسا تعارض انضمام تركيا للاتحاد الأرووبي، وقد اقترحت شراكة تجارية بدلا من ذلك. وتشاطر فرنسا الولايات المتحدة القلق أيضا من علاقات تركيا المتنامية مع روسيا في الحرب السورية وبشأن بعض القضايا الرئيسية المتعلقة بالتجارة والطاقة.

وقد انضم وزير الدفاع التركي الغاضب موريتين كانيكلي أيضا إلى الجوقة يوم السبت، محذرا فرنسا من تعزيز وجودها العسكري في سوريا، مؤكدا أنه يرتقي إلى "غزو".

وقال الوزير"إذا رغبوا في دعم العناصر الإرهابية أو تقديم الحماية المباشرة أو غير المباشرة عبر قواتهم المسلحة، ستكون هذه خطوة خطيرة بالفعل".

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

arabic.news.cn

مقالة خاصة: تركيا وفرنسا على أحر من جمر بسبب أكراد سوريا

新华社 | 2018-04-02 14:45:23

أنقرة أول أبريل 2018 (شينخوا) اشتعلت التوترات بين أنقرة وباريس بعد أن عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن دعمه للمسلحين الأكراد في سوريا، الهدف الحالي للعملية العسكرية التركية.

وأثار دعم فرنسا لقوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل وحدات حماية الشعب عمودها الفقري، غضب أنقرة في وقت تقاتل فيه الوحدات المصنفة من قبل أنقرة كمنظمة إرهابية في شمال سوريا.

وطالما كانت القضية الكردية إلى حد ما سياسة تقليدية لفرنسا منذ ثمانينات القرن الماضي منذ أن أصبح أكراد العراق هدفا لقمع نظام بغداد، بقيادة صدام حسين آنذاك، الذي خُلع عن منصبه في وقت لاحق وتم إعدامه بعد غزو القوات الأمريكية لبلاده عام 2003.

وكان دعم ماكرون لهم بمثابة قنبلة أسقطت على أنقرة حيث انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشكل قاطع موقف شريكة بلاده في حلف الناتو. وحذر علنا يوم الجمعة من أن فرنسا قد تصبح "هدفا" على خلفية دعمها لقوات حماية الشعب.

وقال أردوغان "إن فرنسا تبنت موقفا خاطئا تماما"، مضيفا "إننا نأمل ألا تأتي فرنسا إلينا تطلب المساعدة عندما يملأ الإرهابيون من سوريا والعراق بلادهم بفضل سياستهم".

وتزامن دعم الرئيس الفرنسي للأكراد السوريين مع إعلان غير متوقع من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمغادرة 2000 جندي أمريكي منتشرين حاليا في شمال سوريا "في القريب العاجل".

وازدادت المخاوف من مواجهة محتملة بين الجيشين التركي والأمريكي في الوقت الذي تتقدم فيه العملية التركية في عفرين السورية.

وكان غضب الحكومة التركية من فرنسا، التي زارها الرئيس التركي مؤخرا ووقع فيها بعض العقود الفاخرة لشراء 25 طائرة إيرباص لخطوط الطيران التركية، واضحا وملموسا.

ويُعتقد أن فرنسا ستضطلع أو على الأقل تتجه للاضطلاع بدور الولايات المتحدة في سوريا.

وقال مصدر قريب من الحكومة التركية إن" فرنسا تجاوزت الخط الأحمر هناك (في سوريا) بإعلان دعمها لمجموعة نصر وهى التى أصرنا علي أنها متورطة في أنشطة إرهابية ونعتبرها موالية لحزب العمال الكردستاني".

وكان حزب العمال الكردستاني مدرجا على لائحة المنظمات الإرهابية من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وهو وضع لم تصل إليه وحدات حماية الشعب، التي تقوم بدور أساسي في القتال الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وأضاف المصدر، الذي تحدث بشرط عدم كشف هويته، قائلا :" هذا الأمر ليس مقبولا. لن تقبل الحكومة أو الشعب بمثل هذا الموقف الذي يقوض من تعاوننا مع فرنسا. ونأمل أن يتم تصحيح هذا الخطأ وألا ستتضرر العلاقات بيننا".

واجتمع ماكرون الخميس في قصر الإليزيه مع وفد من قوات سوريا الديمقراطية ضم أعضاء من وحدات حماية الشعب وقال مسؤول كردي كبير في أعقابه إن الرئيس تعهد بإرسال المزيد من الجنود إلى المنطقة كجزء من جهود التحالف، وتقديم مساعدات إنسانية، و"التوسط" بين الأكراد وأنقرة، الأمر الذي أثار ردة فعل قوية من جانب أنقرة.

وقال مصدر رئاسي فرنسي للمراسلين في معرض توضيحه لتصريحات ماكرون إن" فرنسا لا تتوقع أي عملية عسكرية جديدة على الأرض في شمال سوريا خارج إطار التحالف الدولي".

لكن هذا التوضيح لم يكن جيدا بما يكفي لأردوغان الذي اغتنم يوم السبت الفرصة في أحد الأحداث العامة في اسطنبول لتوجيه انتقاداته لفرنسا، قائلا "إذا كانت فرنسا، حليفتنا في الناتو، ترغب في أن تكون في صف الإرهابيين، فستعانى من تبعات ذلك".

وأضاف أن" فرنسا تقول إننا غزونا عفرين، هذا الأمر يجافي الحقيقة تماما. لقد حررنا المدنيين من قمع العصابات الدموية (وحدات حماية الشعب)"، منتقدا بشكل صريح عملاق الصناعة الفرنسية شركة (لافارج) ببناء "أنفاق ومخابئ" للمليشيا الكردية في شمالي سوريا.

في الوقت نفسه، وفي رد فعل واضح ومنذر لباريس في نفس الوقت، نشرت وكالة ((الأناضول)) التي تديرها الدولة، خارطة توضح بالتفصيل موقع القواعد العسكرية الفرنسية في شمال سوريا. ووفقا للوكالة، فإن حوالي 70 جنديا فرنسيا ربما يشاركون في عمليات بشمال شرق سوريا كمستشارين.

وتعد فرنسا من أكثر المنتقدين علنا للتوغل التركي في جيب عفرين.

وشهدت العلاقات بين تركيا وفرنسا مشاكل في السنوات الأخيرة. ويبدو أن فرنسا تعارض انضمام تركيا للاتحاد الأرووبي، وقد اقترحت شراكة تجارية بدلا من ذلك. وتشاطر فرنسا الولايات المتحدة القلق أيضا من علاقات تركيا المتنامية مع روسيا في الحرب السورية وبشأن بعض القضايا الرئيسية المتعلقة بالتجارة والطاقة.

وقد انضم وزير الدفاع التركي الغاضب موريتين كانيكلي أيضا إلى الجوقة يوم السبت، محذرا فرنسا من تعزيز وجودها العسكري في سوريا، مؤكدا أنه يرتقي إلى "غزو".

وقال الوزير"إذا رغبوا في دعم العناصر الإرهابية أو تقديم الحماية المباشرة أو غير المباشرة عبر قواتهم المسلحة، ستكون هذه خطوة خطيرة بالفعل".

الصور

010020070790000000000000011101451370828001