تقرير إخباري: خبراء: فرنسا وألمانيا وإيطاليا مفتاح تكامل الاتحاد الأوروبي

12:00:37 17-04-2018 | Arabic. News. Cn

ميلانو، إيطاليا 16 إبريل 2018 (شينخوا) لدى فرنسا وألمانيا وإيطاليا أدوار تلعبها في نسج اتحاد أوروبي أقوى وأكثر تماسكا في أعقاب الانقسامات بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" والأزمة الاقتصادية والهجرة، حسبما أفاد خبراء هنا في اجتماع طاولة مستديرة نظمه معهد الدراسات السياسية الدولية، وهو مركز أبحاث مقره في ميلانو.

وكانت الدول الثلاث من الأعضاء المؤسسين للاتحاد الأوروبي في أعقاب الحرب العالمية الثانية، جنبا إلى جنب مع بلجيكا ولوكسمبورغ وهولندا. وفي حين تختلف فرنسا وألمانيا حيال تصورهما الذاتي وطرقهما في ممارسة السلطة، فإن كلاهما تمارسان القيادة داخل الاتحاد الأوروبي، فيما تواجه إيطاليا خطر التهميش إذا فشلت حكومتها المقبلة في الدخول في الحوار، وفقا لما أفاد به الخبراء في المنتدى الذي عقد في ميلانو يوم الاثنين.

وقال مدير المعهد، باولو ماغري، إن أسوأ ما في الانقسام الاقتصادي وأزمة الهجرة قد انتهى، في حين أنه من المفارقة أن "البريكست" وحمائية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وضغوط دولية أخرى قد جعلت الاتحاد الأوربي أكثر تقاربا.

وأضاف أنه "بفضل تهديدات ترامب، شاهدنا الاتحاد الأوروبي الديناميكي الذي يجول في جميع أنحاء العالم ويبرم اتفاقيات تجارية حرة مع مجموعة ميركوسور (كتلة التجارة في أمريكا الجنوبية) وكندا واليابان".

وأفاد "هذا هو الوقت المناسب للقفز إلى الأمام -- من أجل العودة إلى منطق التماسك بعد كثير من الانقسامات"، مبينا "أنها لحقيقة أن ما سيحدث في الاتحاد الأوروبي من حيث التقدم سيكون قليلا جدا فيما لو لم تكن فرنسا وألمانيا مشاركتين".

واتفق بيدا رومانو، مراسل صحيفة ((إيل سولي 24 أوري)) المالية الإيطالية اليومية في بروكسل، على أن كلا من "بريكست" وترامب قد عززا من الاتحاد الأوروبي.

وقال رومانو "بطريقة أو بأخرى، كانت المملكة المتحدة دائما عقبة أمام التكامل الأوروبي، خاصة فيما يتعلق بالدفاع والأمن"، مضيفا أن "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يمكن أن يحرر رغبة أكبر نحو التكامل في بقية دول الاتحاد".

ولفت رومانو إلى أنه من المفارقات أيضا أن قدوم رئاسة ترامب التي "يتعذر التنبؤ بها والمتسمة بالانعزالية والحمائية" كان جيدا للاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن "السياسة الأمريكية هي مصدر قلق في بروكسل وتبطئ تقدم الاتحاد الأوروبي المكون من 27 عضوا فيما يتعلق بالتجارة وغير ذلك الكثير". وتابع الصحفي "لقد أيقظت الانعزالية الأمريكية من جديد رغبة أوروبا في التآزر سويا".

ومع ذلك، بدا الصحفي متشائما إزاء آفاق تحقيق المزيد من التكامل الأوروبي لأن "ضعف بعض البلدان يمثل مشكلة خطيرة".

وأشار إلى الحكومة الائتلافية الجديدة "الضعيفة سياسيا" في ألمانيا وإلى معركة إسبانيا في منطقة كاتالونيا ذات الفكر الاستقلالي ، وإلى إيطاليا، التي ما زالت تفتقر إلى حكومة، وحيث حققت الانتخابات الأخيرة فوزا نسبيا لاثنين من الأحزاب ذات التوجه المشكك في أوروبا.

بدوره، قال لوشيو كاراتشيولو، محرر المجلة الجيوسياسية الإيطالية النافذة ((ليمس)) و(تعني "الحدود" باللغة اللاتينية)، إن ألمانيا وفرنسا مختلفتان بدرجة كبيرة عن بعضهما البعض لتأسيس رؤية متماسكة لأوروبا انطلاقا من شراكتهما.

في حين أن ألمانيا لا تزال القوة الأوروبية المركزية من حيث حجم اقتصادها وسكانها، فإن فرنسا قوة عالمية، والأهم من ذلك، إنها ترى نفسها على هذا النحو.

وأفاد كاراتشيولو أن "فرنسا لديها القدرة على إظهار القوة والميل نحو السلطة فيما لا تملك ألمانيا وإيطاليا ذلك".

وأضاف أنه "من المحتمل أن تصبح اللغة الفرنسية ثاني أكثر اللغات المنطوقة على الكوكب في النصف الثاني من القرن الحالي بفضل النمو السريع لعدد الناطقين بالفرنسية في أفريقيا".

وأيضا على عكس ألمانيا وإيطاليا، فإن فرنسا لا تعاني من مشكلة ديموغرافية، لأن سكانها من الشباب. وقال كاراتشيولو إنه يشك بأن رؤية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الصريحة حول أوروبا ذات سيادة ونظام فيدرالي مع نظام مالي متكامل يديره وزير مالية الاتحاد الأوروبي ستتجاوز ألمانيا، التي قد "جعلت من المعلوم" أنها لا تؤيد تغيير السياسات النقدية والمالية الحالية للاتحاد الأوروبي.

مع ذلك، فإن ميشيل فالنسيز، سفير إيطاليا السابق لدى ألمانيا ووكيل سابق لوزارة الخارجية، رأى أسبابا لتكوين حلف فرنسي ألماني قوي قادر على دفع التكامل الأوروبي إلى المستوى التالي. وقال إنه من الصحيح أن فرنسا وألمانيا تريان أنفسهما مختلفتين للغاية.

وقال السفير السابق إن "(ألمانيا لديها) نوع من التقييد الذاتي -- مثل امرأة جميلة لا تذهب إلى مصفف الشعر ولا تضع أي مكياج أو تلبس ملابس غير لائقة (على العكس من) فرنسا، وهي امرأة جميلة تقوم بتصفيف شعرها وتضع مكياجا مثاليا وأنيقة وعصرية بشكل لا يصدق"، لكن على الرغم من ذلك، فإنهما خلقتا لبعضهما البعض، وفقا لرأي فالنسيز.

وتابع "بالنسبة لفرنسا، فإن ألمانيا هي المحاور المتميز لإطلاق عملية التكامل الأوروبي وستظل كذلك".

وأوضح أن ألمانيا ترنو بتوقعاتها إلى إيطاليا، من خلال إدراكها أن "الطاولة الأوروبية الأولية"، مثل جميع الطاولات، لا يمكنها الوقوف على قائمتين فقط، مهما بلغت قوتهما. وقال "وهذه القائمة الثالثة، من جميع وجهات النظر، هي إيطاليا"، لكن إذا اتخذت الحكومة الإيطالية المقبلة موقفا مناهضا للاتحاد الأوروبي، فستواجه البلاد خطر الاستبعاد بينما يتم اتخاذ قرارات مهمة.

وأضاف فالنسيز أن الحكومة الألمانية الجديدة مؤيدة بشدة للاتحاد الأوروبي، كما هو مبين في "العقد" الذي وقعه في مارس أعضاء الائتلاف. وقال "لقد دهشت من حقيقة أن هذه الوثيقة تبدأ بفصل قوي مخصص لأوروبا -- وهو البند الأول في عقد الائتلاف" بدلا من قضايا ساخنة أخرى مثل الاقتصاد والأمن أو الهجرة.

وتابع فالنسيز أن "هناك التزام حقيقي (تجاه الاتحاد الأوروبي) وأنه من المأمول أن يقوم الآخرون بالوفاء والمساهمة في تحقيقه".

ويبقى أن نرى فيما إذا كانت إيطاليا ستصعد إلى متن المركب، وما إذا كانت فرنسا وألمانيا لديهما القدرة على العمل معا لقيادة أوروبا لتصبح اتحادا أفضل وأقوى.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

arabic.news.cn

تقرير إخباري: خبراء: فرنسا وألمانيا وإيطاليا مفتاح تكامل الاتحاد الأوروبي

新华社 | 2018-04-17 12:00:37

ميلانو، إيطاليا 16 إبريل 2018 (شينخوا) لدى فرنسا وألمانيا وإيطاليا أدوار تلعبها في نسج اتحاد أوروبي أقوى وأكثر تماسكا في أعقاب الانقسامات بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" والأزمة الاقتصادية والهجرة، حسبما أفاد خبراء هنا في اجتماع طاولة مستديرة نظمه معهد الدراسات السياسية الدولية، وهو مركز أبحاث مقره في ميلانو.

وكانت الدول الثلاث من الأعضاء المؤسسين للاتحاد الأوروبي في أعقاب الحرب العالمية الثانية، جنبا إلى جنب مع بلجيكا ولوكسمبورغ وهولندا. وفي حين تختلف فرنسا وألمانيا حيال تصورهما الذاتي وطرقهما في ممارسة السلطة، فإن كلاهما تمارسان القيادة داخل الاتحاد الأوروبي، فيما تواجه إيطاليا خطر التهميش إذا فشلت حكومتها المقبلة في الدخول في الحوار، وفقا لما أفاد به الخبراء في المنتدى الذي عقد في ميلانو يوم الاثنين.

وقال مدير المعهد، باولو ماغري، إن أسوأ ما في الانقسام الاقتصادي وأزمة الهجرة قد انتهى، في حين أنه من المفارقة أن "البريكست" وحمائية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وضغوط دولية أخرى قد جعلت الاتحاد الأوربي أكثر تقاربا.

وأضاف أنه "بفضل تهديدات ترامب، شاهدنا الاتحاد الأوروبي الديناميكي الذي يجول في جميع أنحاء العالم ويبرم اتفاقيات تجارية حرة مع مجموعة ميركوسور (كتلة التجارة في أمريكا الجنوبية) وكندا واليابان".

وأفاد "هذا هو الوقت المناسب للقفز إلى الأمام -- من أجل العودة إلى منطق التماسك بعد كثير من الانقسامات"، مبينا "أنها لحقيقة أن ما سيحدث في الاتحاد الأوروبي من حيث التقدم سيكون قليلا جدا فيما لو لم تكن فرنسا وألمانيا مشاركتين".

واتفق بيدا رومانو، مراسل صحيفة ((إيل سولي 24 أوري)) المالية الإيطالية اليومية في بروكسل، على أن كلا من "بريكست" وترامب قد عززا من الاتحاد الأوروبي.

وقال رومانو "بطريقة أو بأخرى، كانت المملكة المتحدة دائما عقبة أمام التكامل الأوروبي، خاصة فيما يتعلق بالدفاع والأمن"، مضيفا أن "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يمكن أن يحرر رغبة أكبر نحو التكامل في بقية دول الاتحاد".

ولفت رومانو إلى أنه من المفارقات أيضا أن قدوم رئاسة ترامب التي "يتعذر التنبؤ بها والمتسمة بالانعزالية والحمائية" كان جيدا للاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن "السياسة الأمريكية هي مصدر قلق في بروكسل وتبطئ تقدم الاتحاد الأوروبي المكون من 27 عضوا فيما يتعلق بالتجارة وغير ذلك الكثير". وتابع الصحفي "لقد أيقظت الانعزالية الأمريكية من جديد رغبة أوروبا في التآزر سويا".

ومع ذلك، بدا الصحفي متشائما إزاء آفاق تحقيق المزيد من التكامل الأوروبي لأن "ضعف بعض البلدان يمثل مشكلة خطيرة".

وأشار إلى الحكومة الائتلافية الجديدة "الضعيفة سياسيا" في ألمانيا وإلى معركة إسبانيا في منطقة كاتالونيا ذات الفكر الاستقلالي ، وإلى إيطاليا، التي ما زالت تفتقر إلى حكومة، وحيث حققت الانتخابات الأخيرة فوزا نسبيا لاثنين من الأحزاب ذات التوجه المشكك في أوروبا.

بدوره، قال لوشيو كاراتشيولو، محرر المجلة الجيوسياسية الإيطالية النافذة ((ليمس)) و(تعني "الحدود" باللغة اللاتينية)، إن ألمانيا وفرنسا مختلفتان بدرجة كبيرة عن بعضهما البعض لتأسيس رؤية متماسكة لأوروبا انطلاقا من شراكتهما.

في حين أن ألمانيا لا تزال القوة الأوروبية المركزية من حيث حجم اقتصادها وسكانها، فإن فرنسا قوة عالمية، والأهم من ذلك، إنها ترى نفسها على هذا النحو.

وأفاد كاراتشيولو أن "فرنسا لديها القدرة على إظهار القوة والميل نحو السلطة فيما لا تملك ألمانيا وإيطاليا ذلك".

وأضاف أنه "من المحتمل أن تصبح اللغة الفرنسية ثاني أكثر اللغات المنطوقة على الكوكب في النصف الثاني من القرن الحالي بفضل النمو السريع لعدد الناطقين بالفرنسية في أفريقيا".

وأيضا على عكس ألمانيا وإيطاليا، فإن فرنسا لا تعاني من مشكلة ديموغرافية، لأن سكانها من الشباب. وقال كاراتشيولو إنه يشك بأن رؤية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الصريحة حول أوروبا ذات سيادة ونظام فيدرالي مع نظام مالي متكامل يديره وزير مالية الاتحاد الأوروبي ستتجاوز ألمانيا، التي قد "جعلت من المعلوم" أنها لا تؤيد تغيير السياسات النقدية والمالية الحالية للاتحاد الأوروبي.

مع ذلك، فإن ميشيل فالنسيز، سفير إيطاليا السابق لدى ألمانيا ووكيل سابق لوزارة الخارجية، رأى أسبابا لتكوين حلف فرنسي ألماني قوي قادر على دفع التكامل الأوروبي إلى المستوى التالي. وقال إنه من الصحيح أن فرنسا وألمانيا تريان أنفسهما مختلفتين للغاية.

وقال السفير السابق إن "(ألمانيا لديها) نوع من التقييد الذاتي -- مثل امرأة جميلة لا تذهب إلى مصفف الشعر ولا تضع أي مكياج أو تلبس ملابس غير لائقة (على العكس من) فرنسا، وهي امرأة جميلة تقوم بتصفيف شعرها وتضع مكياجا مثاليا وأنيقة وعصرية بشكل لا يصدق"، لكن على الرغم من ذلك، فإنهما خلقتا لبعضهما البعض، وفقا لرأي فالنسيز.

وتابع "بالنسبة لفرنسا، فإن ألمانيا هي المحاور المتميز لإطلاق عملية التكامل الأوروبي وستظل كذلك".

وأوضح أن ألمانيا ترنو بتوقعاتها إلى إيطاليا، من خلال إدراكها أن "الطاولة الأوروبية الأولية"، مثل جميع الطاولات، لا يمكنها الوقوف على قائمتين فقط، مهما بلغت قوتهما. وقال "وهذه القائمة الثالثة، من جميع وجهات النظر، هي إيطاليا"، لكن إذا اتخذت الحكومة الإيطالية المقبلة موقفا مناهضا للاتحاد الأوروبي، فستواجه البلاد خطر الاستبعاد بينما يتم اتخاذ قرارات مهمة.

وأضاف فالنسيز أن الحكومة الألمانية الجديدة مؤيدة بشدة للاتحاد الأوروبي، كما هو مبين في "العقد" الذي وقعه في مارس أعضاء الائتلاف. وقال "لقد دهشت من حقيقة أن هذه الوثيقة تبدأ بفصل قوي مخصص لأوروبا -- وهو البند الأول في عقد الائتلاف" بدلا من قضايا ساخنة أخرى مثل الاقتصاد والأمن أو الهجرة.

وتابع فالنسيز أن "هناك التزام حقيقي (تجاه الاتحاد الأوروبي) وأنه من المأمول أن يقوم الآخرون بالوفاء والمساهمة في تحقيقه".

ويبقى أن نرى فيما إذا كانت إيطاليا ستصعد إلى متن المركب، وما إذا كانت فرنسا وألمانيا لديهما القدرة على العمل معا لقيادة أوروبا لتصبح اتحادا أفضل وأقوى.

الصور

010020070790000000000000011100001371170591