دمشق 17 ابريل 2018 (شينخوا) احتفل السوريون اليوم (الثلاثاء) بالذكرى 72 لعيد الجلاء (عيد الاستقلال) والذي يتزامن من قيام الولايات المتحدة الامريكية ومعها بريطانيا وفرنسا بشن هجوم صواريخ على عدة مواقع تابعة للجيش السوري في دمشق وحمص، وسط حالة من الاصرار على دحر الارهاب عن كامل الجغرافيا السورية.

وعمت الاحتفالات عموم المحافظات السورية وازدانت مداخل المحافظات بالأعلام السورية واللافتات التي تحي ذكرى استقلال سوريا، وزيارة بعض المواقع التي حدثت فيها معارك بين السوريين والفرنسيين.

وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا فجر (السبت) الماضي ضربات مشتركة استهدفت بحسب ما قالت منشآت لها علاقة بالأسلحة الكيميائية على خلفية هجوم دوما، وتمكنت الدفاعات الجوية من اسقاط أكثر من 70 صاروخا من أصل 110 اطلقت من تلك الدول.

واحتفل أهالي بلدة عين ترما بالغوطة الشرقية بريف دمشق الشرقية بعيد الجلاء، مؤكدين انهم يعيشون جلاء جديدا بعد تحرير الغوطة من المسلحين.

وعرض التلفزيون السوري صورا مباشرة من بلدة عين ترما بالغوطة الشرقية، وهي من البلدات الأربع التي خرج منها مسلحي فيلق الرحمن وجبهة النصرة إلى محافظة ادلب (شمال غرب سوريا) بموجب اتفاق بين الجيش السوري والمسلحين بوساطة روسية، وهم يحتفلون بعيد الجلاء بإحدى الساحات العامة.

واحتشد المئات من أهالي بلدة عين ترما بساحة في وسط البلدة وهم يحملون الأعلام السورية، وصور الرئيس السوري بشار الأسد ويردون الأغاني الوطنية والتراثية.

وقال أبو محمد (53 عاما)، وهو يلف جسده بالعلم السوري " أهالي الغوطة الشرقية يحتفلون بعيد جلاء المستعمر الفرنسي عن سوريا، وجلاء المسلحين عن الغوطة الشرقية"، مضيفا "ما اشبه الأمس باليوم".

وأكد أبو محمد أنه منذ أكثر من سبع سنوات لم نخرج ونحتفل باي مناسبة في الغوطة الشرقية.

من جانبها، قالت سناء وهي طالبة سنة ثالثة في كلية الإعلام بجامعة دمشق لوكالة أنباء (شينخوا) إن " احتفالات عيد الجلاء تتزامن مع شن الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وبريطانيا عدوانا على سوريا "، مؤكدة أن هؤلاء لم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم ، لان الجيش السوري استطاع ان يتصدى لهذه الصواريخ.

وأوضحت سناء التي جاءت إلى جامعة دمشق للاحتفال بعيد الجلاء مع زملائها الطلاب، ولترسل رسالة بأن الشعب السوري بهذا اليوم قادر على تحقيق جلاء جديد ودحر الإرهاب عن كامل الجغرافيا السورية.

وفي محافظة السويداء جنوب سوريا كان لعيد الجلاء نكهة خاصة ، حيث زار عدد من الفعاليات الشعبية والرسمية موقع معركة المزرعة، ووضعوا اكليلا من الزهور على مجاهدي الثورة السورية الكبرى التي اندلعت في العام 1925 ضد الاحتلال الفرنسي.

وقال الشاب معين (39 عاما) لوكالة (شينخوا) إن " عيد الجلاء له معاني ودلالات كبيرة في نفوس السوريين، لانه ثمرة جهاد اجدادنا ضد الفرنسيين كي ننعم بطعم الاستقلال"، مؤكدا أن عيد الاستقلال في هذا العام له خصوصية كونه يأتي بعد تمكن الجيش السوري من استعادة مساحة واسعة من الأراضي كانت خارج سيطرته، إضافة لصد الجيش السوري لأكبر عدوان ثلاثي على سوريا منذ يومين".

وأضاف "يحق للسوريين أن يحتفلوا بعيد الجلاء"، موضحا أن هذا اليوم يدفعنا أكثر باتجاه استعادة باقي الأراضي التي مازالت خارج سيطرة الدولة السورية.

واينما سرت في شوارع مدينة السويداء بإمكانك ان ترى مظاهر الاحتفال، واصوات الأغاني الوطنية تملؤ الساحات العامة ، والمسيرات تجوب الشوارع ابتهاجا بعيد الجلاء.

واعتبرت المهندسة هيام القطامي وجدها من المجاهدين الذين قاتلوا ضد الاحتلال الفرنسي أن المعركة مستمرة والعدو واحد في الأمس واليوم وإن غير لونه وشكله وكما هزمه أجدادنا فهو ينهزم اليوم بفضل قوة وشجاعة الجيش العربي السوري.

يشار إلى أن السوريين يحتفلون بالذكر 72 لرحيل اخر جندي فرنسي عن ارض سوريا.