تقرير إخباري: صور وملصقات الدعاية الانتخابية تجتاح الشارع العراقي

20:40:38 17-04-2018 | Arabic. News. Cn

بغداد 17 ابريل 2018 (شينخوا) اجتاحت حمى الدعاية الانتخابية شوارع بغداد والمدن العراقية الأخرى، اذ ازدحمت الشوارع والاماكن العامة وواجهات البنايات وصفحات التواصل الاجتماعي بالاف الصور والملصقات الانتخابية، في إطار الدعاية الانتخابية للمرشحين لمجلس النواب العراقي في الانتخابات المقررة في 12 مايو المقبل، وسط تنافس واضح على الاماكن والمساحات المميزة وتوظيف للشعارات التي تحاكي اهتمامات الناخبين.

ومنذ انطلاق الحملات الدعائية للمرشحين في 14 ابريل الحالي يشاهد سكان بغداد ومحافظات البلاد الاخرى يوميا عشرات الشاحنات والسيارات والفرق الجوالة التي تقوم بتوزيع الصور والملصقات الانتخابية في الشوارع والاماكن العامة وواجهات المباني والجسور واعمدة نقل الطاقة الكهربائية، حتى بلغ الامر حد انزال صور الشهداء (الاشخاص الذين قتلوا خلال الحرب مع مسلحي تنظيم داعش) ووضع صور المرشحين بدل منها، وهو ما اثار استياء عوائلهم.

وفي السياق ذاته، قال المحلل السياسي الدكتور عبدالعزيز الجبوري، لوكالة أنباء (شينخوا) إن انطلاق الحملات الانتخابية اظهر بشكل واضح وجود حالة من عدم الارتياح لدى الكثير من العراقيين، خصوصا مع امتلاء الشوارع بصور لمرشحين تكرر وجودهم في المشهد السياسي لعدة مرات وهم متهمون بالوقوف وراء تفشي الفساد والاوضاع الاقتصادية والامنية الصعبة التي مرت بها البلاد.

وأضاف إن هناك تفاوتا كبيرا بين المرشحين في اعداد الصور واحجامها واماكن تعليقها والمواد المستعملة في انتاج الصور والبوسترات الدعائية للاشخاص والاحزاب، وهذا يؤشر ان الاحزاب والشخصيات السياسية الكبيرة التي تحتل مناصب عليا في الحكومة قد استخدمت الاموال التي حصلت عليها في السنوات السابقة في تغطية نفقات حملاتها الانتخابية الكبيرة.

وتابع الجبوري، ان الائتلافات والكتل الكبيرة بدأت تستعين بشركات خاصة تعمل في مجال الدعاية والاعلان للترويج لمرشحيها وبرامجها الانتخابية لكسب ود الجمهور، كما تستعين بمتعهدين اكتسبوا خبرات جيدة في الانتخابات السابقة للوصول إلى الاماكن الجيدة قبل غيرهم من المنافسين، وهو امر يفتقر اليه المرشحون الجدد والكتل السياسية الصغيرة.

وأشار إلى أن حملات الدعاية الانتخابية لم تقتصر على تعليق الصور والبوسترات، بل ان الكثير من المرشحين سارعوا بالتوجه إلى شيوخ العشائر وقاموا بعقد ندوات مع افراد عشائرهم لعرض برامجهم الانتخابية وهو امر يكرر في الانتخابات العراقية لما يمتلكه شيوخ العشائر في بعض من مناطق البلاد من نفوذ على ابناء عشائرهم يستطيعون من خلاله توجيه اصوات الناخبين للمرشح الذي يختارونه.

ولم تكن مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا (فيسبوك) بعيدة عن الحملات الانتخابات حيث شغلت صور المرشحين وبرامجهم الانتخابية مساحات واسعة من صفحات التواصل، كما ان المقاهي هي الاخرى تشهد نقاشات وحوارات ساخنة حول الانتخابات والمرشحين، فيما لم تخلو عمليات توزيع الصور والملصقات الانتخابية من حدوث شجار واشتباك بالايدي في بعض الاحيان.

وقال احمد سعيد موظف حكومي "حدث شجار عنيف هذا الصباح بين مجموعتين كانتا توزعان صور وملصقات لحزبين مشاركين في الانتخابات على الجسر الذي يمر في ساحة اللقاء غربي بغداد وصل إلى حد الاشتباك بالايدي، الامر الذي استدعي تدخل الشرطة لانهاء الاشتباك".

اما سعد احمد، صاحب محل لبيع المواد الغذائية في حي الجامعة غربي بغداد، فقال إن التنافس بين المرشحين وصل إلى درجة قيام انصار بعض المرشحين بتمزيق الصور التي تعود للمرشح الاخر، وقد شاهدت اليوم عددا من الشباب وهم يقومون بتمزيق صور احد المرشحين بواسطة السكاكين.

لكن الامر الاكثر حساسية وفقا للحاج حسين العاملي، من حي البياع جنوب غربي بغداد، هو "قيام بعض المرشحين بانزال صور الشهداء الذين قتلوا في الحرب مع مسلحي تنظيم ما يعرف بالدولة الاسلامية (داعش) من اعمدة نقل الكهرباء ووضع صورهم بدلا عنها".

واضاف ان "هذا التصرف اثار غضب واستنكار عوائل الشهداء وذويهم لان ابنائهم قدموا اعز ما يملكون من اجل الوطن ثم يأتي شخص لم يقدم شئ سوى الوعود الكاذبة ليضع صورته مكان صورة الشهيد ويتركها ملقاة على الارض".

وتابع العاملي ان "انزال صور الشهداء ووضع صور المرشحين بدلا عنها ليس في بغداد فقط وانما شهدت الكثير من محافظات البلاد مثل هذه الظاهرة وهي غير مقبولة بكل المقاييس الاخلاقية والاجتماعية وتؤكد عدم احترام المرشحين لدماء ابنائنا".

ورأى عصام محمد (35 عاما) يعمل في مجال التدريس، أن الدعاية الانتخابية التي تعج بها الشوارع العراقية اليوم، ما هي الا محاولة لتسويق بضاعة كاسدة وتدوير لوجوه واسماء عبثت بمقدرات البلد لسنوات طويلة واسهمت بكل المأسي التي نعيشها اليوم.

وعبر محمد سلمان (21 عاما) طالب جامعي، وهو يقف امام بوستر انتخابي حمل عنوان (من اجل التغيير) عن امله بوجود فرصة حقيقة للتغيير اذا ما تكاتف الجميع من اجل تغيير الوجوه القديمة التي لم تقدم شئ يذكر، والدفع بوجوه شابة تعمل على تغيير الواقع المرير الذي يعيشه الشعب العراقي.

يشار إلى أن حملة الدعاية الانتخابية لمرشحي الانتخابات البرلمانية المقبلة، قد انطلقت يوم (السبت) الماضي، حيث انتشرت الاف الصور والملصقات الدعائية في الشوارع والاماكن العامة وواجهات المباني والاسواق، على ان تتوقف الحملة قبل 24 ساعة من موعد اجراء الانتخابات المقرر في 12 مايو المقبل والتي يتنافس فيها نحو 7000 مرشح على 329 مقعدا.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

arabic.news.cn

تقرير إخباري: صور وملصقات الدعاية الانتخابية تجتاح الشارع العراقي

新华社 | 2018-04-17 20:40:38

بغداد 17 ابريل 2018 (شينخوا) اجتاحت حمى الدعاية الانتخابية شوارع بغداد والمدن العراقية الأخرى، اذ ازدحمت الشوارع والاماكن العامة وواجهات البنايات وصفحات التواصل الاجتماعي بالاف الصور والملصقات الانتخابية، في إطار الدعاية الانتخابية للمرشحين لمجلس النواب العراقي في الانتخابات المقررة في 12 مايو المقبل، وسط تنافس واضح على الاماكن والمساحات المميزة وتوظيف للشعارات التي تحاكي اهتمامات الناخبين.

ومنذ انطلاق الحملات الدعائية للمرشحين في 14 ابريل الحالي يشاهد سكان بغداد ومحافظات البلاد الاخرى يوميا عشرات الشاحنات والسيارات والفرق الجوالة التي تقوم بتوزيع الصور والملصقات الانتخابية في الشوارع والاماكن العامة وواجهات المباني والجسور واعمدة نقل الطاقة الكهربائية، حتى بلغ الامر حد انزال صور الشهداء (الاشخاص الذين قتلوا خلال الحرب مع مسلحي تنظيم داعش) ووضع صور المرشحين بدل منها، وهو ما اثار استياء عوائلهم.

وفي السياق ذاته، قال المحلل السياسي الدكتور عبدالعزيز الجبوري، لوكالة أنباء (شينخوا) إن انطلاق الحملات الانتخابية اظهر بشكل واضح وجود حالة من عدم الارتياح لدى الكثير من العراقيين، خصوصا مع امتلاء الشوارع بصور لمرشحين تكرر وجودهم في المشهد السياسي لعدة مرات وهم متهمون بالوقوف وراء تفشي الفساد والاوضاع الاقتصادية والامنية الصعبة التي مرت بها البلاد.

وأضاف إن هناك تفاوتا كبيرا بين المرشحين في اعداد الصور واحجامها واماكن تعليقها والمواد المستعملة في انتاج الصور والبوسترات الدعائية للاشخاص والاحزاب، وهذا يؤشر ان الاحزاب والشخصيات السياسية الكبيرة التي تحتل مناصب عليا في الحكومة قد استخدمت الاموال التي حصلت عليها في السنوات السابقة في تغطية نفقات حملاتها الانتخابية الكبيرة.

وتابع الجبوري، ان الائتلافات والكتل الكبيرة بدأت تستعين بشركات خاصة تعمل في مجال الدعاية والاعلان للترويج لمرشحيها وبرامجها الانتخابية لكسب ود الجمهور، كما تستعين بمتعهدين اكتسبوا خبرات جيدة في الانتخابات السابقة للوصول إلى الاماكن الجيدة قبل غيرهم من المنافسين، وهو امر يفتقر اليه المرشحون الجدد والكتل السياسية الصغيرة.

وأشار إلى أن حملات الدعاية الانتخابية لم تقتصر على تعليق الصور والبوسترات، بل ان الكثير من المرشحين سارعوا بالتوجه إلى شيوخ العشائر وقاموا بعقد ندوات مع افراد عشائرهم لعرض برامجهم الانتخابية وهو امر يكرر في الانتخابات العراقية لما يمتلكه شيوخ العشائر في بعض من مناطق البلاد من نفوذ على ابناء عشائرهم يستطيعون من خلاله توجيه اصوات الناخبين للمرشح الذي يختارونه.

ولم تكن مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا (فيسبوك) بعيدة عن الحملات الانتخابات حيث شغلت صور المرشحين وبرامجهم الانتخابية مساحات واسعة من صفحات التواصل، كما ان المقاهي هي الاخرى تشهد نقاشات وحوارات ساخنة حول الانتخابات والمرشحين، فيما لم تخلو عمليات توزيع الصور والملصقات الانتخابية من حدوث شجار واشتباك بالايدي في بعض الاحيان.

وقال احمد سعيد موظف حكومي "حدث شجار عنيف هذا الصباح بين مجموعتين كانتا توزعان صور وملصقات لحزبين مشاركين في الانتخابات على الجسر الذي يمر في ساحة اللقاء غربي بغداد وصل إلى حد الاشتباك بالايدي، الامر الذي استدعي تدخل الشرطة لانهاء الاشتباك".

اما سعد احمد، صاحب محل لبيع المواد الغذائية في حي الجامعة غربي بغداد، فقال إن التنافس بين المرشحين وصل إلى درجة قيام انصار بعض المرشحين بتمزيق الصور التي تعود للمرشح الاخر، وقد شاهدت اليوم عددا من الشباب وهم يقومون بتمزيق صور احد المرشحين بواسطة السكاكين.

لكن الامر الاكثر حساسية وفقا للحاج حسين العاملي، من حي البياع جنوب غربي بغداد، هو "قيام بعض المرشحين بانزال صور الشهداء الذين قتلوا في الحرب مع مسلحي تنظيم ما يعرف بالدولة الاسلامية (داعش) من اعمدة نقل الكهرباء ووضع صورهم بدلا عنها".

واضاف ان "هذا التصرف اثار غضب واستنكار عوائل الشهداء وذويهم لان ابنائهم قدموا اعز ما يملكون من اجل الوطن ثم يأتي شخص لم يقدم شئ سوى الوعود الكاذبة ليضع صورته مكان صورة الشهيد ويتركها ملقاة على الارض".

وتابع العاملي ان "انزال صور الشهداء ووضع صور المرشحين بدلا عنها ليس في بغداد فقط وانما شهدت الكثير من محافظات البلاد مثل هذه الظاهرة وهي غير مقبولة بكل المقاييس الاخلاقية والاجتماعية وتؤكد عدم احترام المرشحين لدماء ابنائنا".

ورأى عصام محمد (35 عاما) يعمل في مجال التدريس، أن الدعاية الانتخابية التي تعج بها الشوارع العراقية اليوم، ما هي الا محاولة لتسويق بضاعة كاسدة وتدوير لوجوه واسماء عبثت بمقدرات البلد لسنوات طويلة واسهمت بكل المأسي التي نعيشها اليوم.

وعبر محمد سلمان (21 عاما) طالب جامعي، وهو يقف امام بوستر انتخابي حمل عنوان (من اجل التغيير) عن امله بوجود فرصة حقيقة للتغيير اذا ما تكاتف الجميع من اجل تغيير الوجوه القديمة التي لم تقدم شئ يذكر، والدفع بوجوه شابة تعمل على تغيير الواقع المرير الذي يعيشه الشعب العراقي.

يشار إلى أن حملة الدعاية الانتخابية لمرشحي الانتخابات البرلمانية المقبلة، قد انطلقت يوم (السبت) الماضي، حيث انتشرت الاف الصور والملصقات الدعائية في الشوارع والاماكن العامة وواجهات المباني والاسواق، على ان تتوقف الحملة قبل 24 ساعة من موعد اجراء الانتخابات المقرر في 12 مايو المقبل والتي يتنافس فيها نحو 7000 مرشح على 329 مقعدا.

الصور

010020070790000000000000011101421371178621