تحقيق: الطائرات الورقية .. أسلوب فلسطيني جديد للاحتجاج في "مسيرات العودة"

03:07:47 21-04-2018 | Arabic. News. Cn

غزة 20 أبريل 2018 (شينخوا) ينشغل فتية فلسطينيون باستخدام مجموعة عيدان وورق ملون في صنع طائرات ورقية يصفونها بأنها سلاحهم ضمن مشاركتهم في تظاهرات "مسيرات العودة" قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل.

وتحولت الطائرات الورقية إلى أسلوب احتجاج في إطار المسيرات المستمرة للجمعة الرابعة على التوالي وأدت إلى مقتل 37 فلسطينيا وإصابة أكثر من أربعة آلاف آخرين غالبيتهم بالرصاص الحي من قوات إسرائيلية تتمركز خلف السياج.

وشكل الفتى أحمد بشير طائرته الورقية بعلم فلسطيني بألوانه الأربعة: الأخضر والأسود والأبيض والأحمر، وظل يلهو بها على مقربة من الاحتجاجات شرق مدينة غزة.

واحتفى بشير وأصدقاؤه بتطيير الطائرة الورقية خلف السياج الفاصل وظل يقفز فرحا وهو يتحكم بها من خلال خيط طويل، وهو يردد "علمنا وصل أراضينا المحتلة".

وقال بشير لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنه كتب على طائرته "عائدون لأراضينا" تعبيرا عن الدعم السلمي لتظاهرات مسيرات العودة وكرسالة للإسرائيليين.

من جهته حمل الفتى سلميان أبو خضير عبر طائرة ورقية رسالة للمستوطنين الإسرائيليين القاطنين في الجانب الأخر من السياج الفاصل كتب فيها "أرحلوا من أرضنا".

وقال أبو خضير لـ ((شينخوا)) "هذه أرضنا التي هجر منها أجدادنا واباؤنا في نكبة عام 1948 ونحن نريد حقنا في العودة إليها وعلى هؤلاء المستوطنين الرحيل".

وأضاف "الجيش يطلق علينا الرصاص الحي وقنابل الغاز لمنعنا من الاقتراب ونحن نرد بطرق سلمية عبر طائراتنا الورقية لنقول إننا لن نتخلى عن حقوقنا".

ويودع الشبان القائمون على الفكرة ويطلق عليهم (وحدة الطائرات الورقية)، أمانيهم التي يحلمون بها بالعودة إلى أراضيهم وقراهم التي هجرتهم منها إسرائيل في النكبة عام 1948.

ويتجمع عشرات الآلاف من الفلسطينيين منذ بداية تظاهرت مسيرات العودة على بعد مئات الأمتار من السياج الفاصل، ويقوم بعضهم برشق الحجارة أو إشعال إطارات سيارات مطاطية.

وتشهد أطراف قطاع غزة التظاهرات منذ 30 من الشهر الماضي تحت اسم "مسيرات العودة" وتقوم عليها لجنة تنسيقية تضم الفصائل الفلسطينية وجهات حقوقية وأهلية.

وبحسب القائمين على المسيرات فانها ستتواصل وصولا الى ذروتها في 15 مايو المقبل الذي يصادف ذكرى (النكبة) الفلسطينية التي جرت عام 1948.

وقال عضو اللجنة التنسيقية لمسيرات العودة أحمد أبو رتيمة لـ ((شينخوا))، إن إطلاق الطائرات الورقية في أجواء مناطق السياج الفاصل واحدة من مبادرات فردية للفتية والشبان ضمن الانخراط الشعبي الواسع في التظاهرات.

ويعتبر أبو رتيمة أن "كل ما يحدث من وسائل في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي حالة شعبية متروكة للتفاعل الشعبي الحر، وأي خطوة عليها إجماع جماهيري هي إيجابية لتحقيق تراكم نضالي حتى تحقيق الأهداف الفلسطينية".

وكانت أطلقت مجموعات شبابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي اسم "جمعة الطائرات الورقية" على تظاهرات اليوم (الجمعة)، لكن اللجنة التنسيقية للمسيرات أعلنته "جمعة للشهداء والأسرى".

وإلى جانب الفتية الصغار لجأ شبان من بين المتظاهرين كذلك إلى إطلاق العنان لطائرات ورقية لكن لأهداف أخرى بينها إزعاج الجنود القناصة الاسرائيليين الذين يتحصنون وراء تلال رملية داخل أبراج المراقبة العسكرية خلف السياج الفاصل.

كما عمد آخرون إلى ربط الطائرات الورقية بسلك معدني يضم عبوة كوكا كولا معدنية محشوة بقماش مبلل بالوقود يتم إشعالها ومن ثم إسقاط تلك الطائرات في الجانب الإسرائيلي من السياج.

وأدى ذلك في عدد من الحالات إلى إشعال النار في أشجار أحراش قريبة من السياج الفاصل.

وعند حدوث ذلك تتعالي تكبيرات الشبان وكأنهم حققوا انتصارا.

ويقول الشاب الملثم بالكوفية الفلسطينية عيسى أبو جامع (29 عاما) من خزاعة شرق خان يونس جنوب القطاع لـ ((شينخوا))، إنهم يستهدفون تكبيد "الاحتلال" الخسائر المادية بأشكال سلمية.

ويعتبر أبو جامع، وهو ينحدر من عائلة لاجئة، ان "الطائرات الورقية رغم بساطتها إلا أن رسالتها تصل وبقوة في الجانب الإسرائيلي من خلال ما تسببه من خسائر مادية".

وتستخدم وحدة الطائرات الورقية الحارقة تلك الخطوة في المناطق الخمس الرئيسية لمسيرة العودة على طول السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل بتنسيق بين أفرادها.

ويقول الشاب حسام العايدي وعرف عن نفسه بأنه الناطق باسم الوحدة ويبلغ (27 عاما) لـ ((شينخوا))، إن هذه أحد أشكال ما ابتدعوه للاحتجاج السلمي ضد إسرائيل.

ويضيف "وجدنا في إشعال النار في الجانب الأخر من السياج وعبر طائرات ورقية بسيطة وسيلة لإزعاج وإرهاق الاحتلال الإسرائيلي وتكبيده الخسائر".

ويؤكد العايدي أن "رسالة الشباب أن الحقول التي يتم حرقها هي أرضنا وليست أرضهم ولا وجود لهم عليها وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة".

وتسببت طائرات ورقية فلسطينية بحسب ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية باشتعال الحرائق في دونمات زراعية في حقول متاخمة للسياج الفاصل مع قطاع غزة.

وأوردت صحيفة ((يديعوت أحرونوت)) العبرية قبل يومين أن الجيش الإسرائيلي يبحث عن حلول لهذه الظاهرة، ودعا مزارعي مناطق "غلاف غزة" لتوخي درجات الحذر.

ونشر نشطاء فلسطينيون على موقع التواصل الاجتماعي صورا عديدة التقطت بواسطة كاميرا مثبتة في ذيل طائرة ورقية للمناطق الحدودية الإسرائيلية.

واعتبر عدد من هؤلاء أن الفكرة على بساطتها تمثل كسرا معنويا للحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007 ويتم بموجبه فرض قيود مشددة على حركة مليوني نسمة هم عدد سكانه.

وإلى جانب الطائرات الورقة، لجأ الفلسطينيون الى وسائل أخرى بينها حرق الإطارات مطاطية ومقاليع كبيرة لقذف الحجارة واستخدام البصل لاستنشاقه بدل الغاز المسيل للدموع.

وعقب المحلل السياسي من غزة عدنان أبو عامر على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيسوك) بأنه "في مسيرات العودة: كل ما هو دون الرصاص هو مقاومة سلمية ولها نتائجها التراكمية".

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

arabic.news.cn

تحقيق: الطائرات الورقية .. أسلوب فلسطيني جديد للاحتجاج في "مسيرات العودة"

新华社 | 2018-04-21 03:07:47

غزة 20 أبريل 2018 (شينخوا) ينشغل فتية فلسطينيون باستخدام مجموعة عيدان وورق ملون في صنع طائرات ورقية يصفونها بأنها سلاحهم ضمن مشاركتهم في تظاهرات "مسيرات العودة" قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل.

وتحولت الطائرات الورقية إلى أسلوب احتجاج في إطار المسيرات المستمرة للجمعة الرابعة على التوالي وأدت إلى مقتل 37 فلسطينيا وإصابة أكثر من أربعة آلاف آخرين غالبيتهم بالرصاص الحي من قوات إسرائيلية تتمركز خلف السياج.

وشكل الفتى أحمد بشير طائرته الورقية بعلم فلسطيني بألوانه الأربعة: الأخضر والأسود والأبيض والأحمر، وظل يلهو بها على مقربة من الاحتجاجات شرق مدينة غزة.

واحتفى بشير وأصدقاؤه بتطيير الطائرة الورقية خلف السياج الفاصل وظل يقفز فرحا وهو يتحكم بها من خلال خيط طويل، وهو يردد "علمنا وصل أراضينا المحتلة".

وقال بشير لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنه كتب على طائرته "عائدون لأراضينا" تعبيرا عن الدعم السلمي لتظاهرات مسيرات العودة وكرسالة للإسرائيليين.

من جهته حمل الفتى سلميان أبو خضير عبر طائرة ورقية رسالة للمستوطنين الإسرائيليين القاطنين في الجانب الأخر من السياج الفاصل كتب فيها "أرحلوا من أرضنا".

وقال أبو خضير لـ ((شينخوا)) "هذه أرضنا التي هجر منها أجدادنا واباؤنا في نكبة عام 1948 ونحن نريد حقنا في العودة إليها وعلى هؤلاء المستوطنين الرحيل".

وأضاف "الجيش يطلق علينا الرصاص الحي وقنابل الغاز لمنعنا من الاقتراب ونحن نرد بطرق سلمية عبر طائراتنا الورقية لنقول إننا لن نتخلى عن حقوقنا".

ويودع الشبان القائمون على الفكرة ويطلق عليهم (وحدة الطائرات الورقية)، أمانيهم التي يحلمون بها بالعودة إلى أراضيهم وقراهم التي هجرتهم منها إسرائيل في النكبة عام 1948.

ويتجمع عشرات الآلاف من الفلسطينيين منذ بداية تظاهرت مسيرات العودة على بعد مئات الأمتار من السياج الفاصل، ويقوم بعضهم برشق الحجارة أو إشعال إطارات سيارات مطاطية.

وتشهد أطراف قطاع غزة التظاهرات منذ 30 من الشهر الماضي تحت اسم "مسيرات العودة" وتقوم عليها لجنة تنسيقية تضم الفصائل الفلسطينية وجهات حقوقية وأهلية.

وبحسب القائمين على المسيرات فانها ستتواصل وصولا الى ذروتها في 15 مايو المقبل الذي يصادف ذكرى (النكبة) الفلسطينية التي جرت عام 1948.

وقال عضو اللجنة التنسيقية لمسيرات العودة أحمد أبو رتيمة لـ ((شينخوا))، إن إطلاق الطائرات الورقية في أجواء مناطق السياج الفاصل واحدة من مبادرات فردية للفتية والشبان ضمن الانخراط الشعبي الواسع في التظاهرات.

ويعتبر أبو رتيمة أن "كل ما يحدث من وسائل في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي حالة شعبية متروكة للتفاعل الشعبي الحر، وأي خطوة عليها إجماع جماهيري هي إيجابية لتحقيق تراكم نضالي حتى تحقيق الأهداف الفلسطينية".

وكانت أطلقت مجموعات شبابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي اسم "جمعة الطائرات الورقية" على تظاهرات اليوم (الجمعة)، لكن اللجنة التنسيقية للمسيرات أعلنته "جمعة للشهداء والأسرى".

وإلى جانب الفتية الصغار لجأ شبان من بين المتظاهرين كذلك إلى إطلاق العنان لطائرات ورقية لكن لأهداف أخرى بينها إزعاج الجنود القناصة الاسرائيليين الذين يتحصنون وراء تلال رملية داخل أبراج المراقبة العسكرية خلف السياج الفاصل.

كما عمد آخرون إلى ربط الطائرات الورقية بسلك معدني يضم عبوة كوكا كولا معدنية محشوة بقماش مبلل بالوقود يتم إشعالها ومن ثم إسقاط تلك الطائرات في الجانب الإسرائيلي من السياج.

وأدى ذلك في عدد من الحالات إلى إشعال النار في أشجار أحراش قريبة من السياج الفاصل.

وعند حدوث ذلك تتعالي تكبيرات الشبان وكأنهم حققوا انتصارا.

ويقول الشاب الملثم بالكوفية الفلسطينية عيسى أبو جامع (29 عاما) من خزاعة شرق خان يونس جنوب القطاع لـ ((شينخوا))، إنهم يستهدفون تكبيد "الاحتلال" الخسائر المادية بأشكال سلمية.

ويعتبر أبو جامع، وهو ينحدر من عائلة لاجئة، ان "الطائرات الورقية رغم بساطتها إلا أن رسالتها تصل وبقوة في الجانب الإسرائيلي من خلال ما تسببه من خسائر مادية".

وتستخدم وحدة الطائرات الورقية الحارقة تلك الخطوة في المناطق الخمس الرئيسية لمسيرة العودة على طول السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل بتنسيق بين أفرادها.

ويقول الشاب حسام العايدي وعرف عن نفسه بأنه الناطق باسم الوحدة ويبلغ (27 عاما) لـ ((شينخوا))، إن هذه أحد أشكال ما ابتدعوه للاحتجاج السلمي ضد إسرائيل.

ويضيف "وجدنا في إشعال النار في الجانب الأخر من السياج وعبر طائرات ورقية بسيطة وسيلة لإزعاج وإرهاق الاحتلال الإسرائيلي وتكبيده الخسائر".

ويؤكد العايدي أن "رسالة الشباب أن الحقول التي يتم حرقها هي أرضنا وليست أرضهم ولا وجود لهم عليها وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة".

وتسببت طائرات ورقية فلسطينية بحسب ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية باشتعال الحرائق في دونمات زراعية في حقول متاخمة للسياج الفاصل مع قطاع غزة.

وأوردت صحيفة ((يديعوت أحرونوت)) العبرية قبل يومين أن الجيش الإسرائيلي يبحث عن حلول لهذه الظاهرة، ودعا مزارعي مناطق "غلاف غزة" لتوخي درجات الحذر.

ونشر نشطاء فلسطينيون على موقع التواصل الاجتماعي صورا عديدة التقطت بواسطة كاميرا مثبتة في ذيل طائرة ورقية للمناطق الحدودية الإسرائيلية.

واعتبر عدد من هؤلاء أن الفكرة على بساطتها تمثل كسرا معنويا للحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007 ويتم بموجبه فرض قيود مشددة على حركة مليوني نسمة هم عدد سكانه.

وإلى جانب الطائرات الورقة، لجأ الفلسطينيون الى وسائل أخرى بينها حرق الإطارات مطاطية ومقاليع كبيرة لقذف الحجارة واستخدام البصل لاستنشاقه بدل الغاز المسيل للدموع.

وعقب المحلل السياسي من غزة عدنان أبو عامر على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيسوك) بأنه "في مسيرات العودة: كل ما هو دون الرصاص هو مقاومة سلمية ولها نتائجها التراكمية".

الصور

010020070790000000000000011101421371258951