باريس 23 إبريل 2018 (شينخوا) يستعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للقيام بزيارة عبر الأطلسي تستمر ثلاثة أيام وتبدأ اليوم (الإثنين) بدعوة من نظيره الأمريكي دونالد ترامب في ظل خلفية وضع دولي معقد.

ومنذ أن تولى الزعيمان مهام منصبيهما في عام 2017، كان لباريس وواشنطن شواغل مشتركة بشأن مكافحة الإرهاب ودعم مجموعة دول الساحل الخمس، وهي كتلة أمنية إقليمية أفريقية تتألف من تشاد ومالي وموريتانيا وبوركينا فاسو والنيجر.

وقد ساهمت زيارة ترامب إلى فرنسا في 14 يوليو من العام الماضي، والتي تزامت مع عرض يوم الباستيل العسكري السنوي، في تبادل شعور بالارتياح بين البلدين.

غير أن سلسلة من الخلافات حول قضايا دولية واقتصادية ظلت قائمة رغم سعى ماكرون إلى إضفاء الطابع الشخصي على العلاقات الفرنسية - الأمريكية بشكل براغماتي.

ففيما يتعلق بالقضايا الدولية، هدد ترامب بالتنديد بإيران بسبب الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015، واصفا الاتفاق بأنه "أحد أسوأ الاتفاقات التي رأيتها على الإطلاق". وأمهلت واشنطن الموقعين الأوروبيين - فرنسا وألمانيا وبريطانيا - حتى 12 مايو "لإصلاح العيوب الرهيبة" في هذا الاتفاق.

كما كان اتفاق باريس بشأن المناخ الذي حكم الرئيس الأمريكي عليه بأنه "سيء" ومسألة نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس، كانا من بين بعض الموضوعات الشائكة.

وعلى الصعيد التجاري، فإن تهديدات إدارة ترامب التي تكاد تكون مكشوفة بشأن شن حرب اقتصادية تجعل العلاقات الفرنسية - الأمريكية غير متوازنة هيكليا.

فقد صعد ماكرون من نبرته في نهاية مارس ضد ترامب عقب قرار واشنطن فرض رسوم استيراد جديدة على الصلب والألومنيوم. وقال "نتحدث عن كل شئ من حيث المبدأ مع أي دولة صديقة تحترم قواعد منظمة التجارة العالمية. وإننا لا نتحدث عن شيء من حيث المبدأ فيما نكون تحت التهديد".

ويمهل ترامب الاتحاد الأوروبي وست دول حتى أول مايو للتفاوض حول إعفاءات دائمة من التعريفات التجارية التي تبلغ نسبتها 25 في المائة على الصلب و10 في المائة على الأولمنيوم والتي قررت واشنطن وضعها موضع التنفيذ من أجل إنهاء "الإعتداءات " التجارية.

وقال المحللون إنه من غير المرجح أن تخف حدة موقف واشنطن الصارم بشأن التجارة وقضايا أخرى مع اقتراب موعد انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة والمقررة في نوفمبر.

وذكر لورانس ناردون الباحث البارز بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية في باريس "يبدو أن مراهنة باريس على التفاهم صارت في خطر أكبر، وذلك لأن تصلب موقف فريق الشؤون الخارجية الأمريكية ربما يكون أمرا غير محتمل على المدى الطويل".

أما من حيث قرار إدارة ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل والصادر في ديسمبر الماضي، فقد انتقد ماكرون هذا التحرك ووصفه بأنه "تهديد للسلام" أثناء استضافته رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث أحدث اعتراف الولايات المتحدة هذا انفجارا في المنطقة. وفي وقت لاحق من ديسمبر، قال ماكرون، إلى جانب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قال في باريس إن الولايات المتحدة "قامت بتهميش" نفسها بهذه الطريقة.

علاوة على ذلك، تتبنى باريس وواشنطن وجهات نظر مختلفة بشأن دور منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو).

فإدارة ترامب تضغط على الحلفاء الأوروبيين لتحقيق هدف الناتو المتمثل في إنفاق 2 في المائة من الناتج الاقتصادي على الدفاع، قائلة إن الولايات المتحدة قد لا تدافع عن البلدان التي تمتنع عن ذلك. وتحت ضغوط الولايات المتحدة، يتعين على الأعضاء الأوروبيين في الناتو تخصيص مزيد من الأموال للجيش، وقد أضافت فرنسا أكثر من ملياري دولار أمريكي إلى ميزانية الدفاع لعام 2018.