سول 28 إبريل 2018 (شينخوا) شهدت القمة بين الكوريتين، التي اختتمت لتوها، اتفاق كوريا الجنوبية وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية على المصالحة والتعاون، مما يبعث الأمل إزاء التوصل إلى سلام دائم في شبه الجزيرة الكورية.

وفي قرية بانمونجوم الحدودية يوم الجمعة، أكد الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن والزعيم الأعلى لكوريا الديمقراطية كيم جونغ أون على هدفهما المشترك بالنزع الكامل للسلاح النووي واتفقا على دفع المحادثات متعددة الأطراف لتحويل اتفاقية الهدنة الحالية لمعاهدة سلام .

وقد اعتبرت هذه الخطوة، الذي ساعدت في تخفيف حدة التوتر بين الجانبين وأحيت الأمل في إحلال سلام دائم في شبه الجزيرة، خطوة إيجابية على طريق تحقيق السلام والازدهار.

ورحبت عدد من الدول، من بينها الصين، بهذا التطور. وأفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لو كانغ، إن الصين رحبت بالإعلان المشترك الذي توصلت إليه كوريا الديمقراطية وكوريا الجنوبية وأعربت عن أملها في أن يتمكن الجانبان من تطبيق التوافق الناتج عن القمة لتعزيز المصالحة والتعاون.

وخلال قمتهما التاريخية، وقع مون وكيم إعلانا مشتركا - إعلان بانمونجوم لسلام شبه الجزيرة الكورية ورخائها وتوحيدها.

وفي هذه الوثيقة، أكد الزعيمان مجددا على التزامهما بجعل شبه الجزيرة الكورية خالية من الأسلحة النووية من خلال النزع الكامل للسلاح النووي.

كما اتفقا على أن ينشطا في دفع المحادثات، التي تضم كوريا الجنوبية وكوريا الديمقراطية والصين والولايات المتحدة، لإحلال نظام سلام دائم وراسخ يهدف إلى إعلان انتهاء الحرب الكورية، التي جرت بين عامي 1950 و1953، وتحويل اتفاقية الهدنة إلى معاهدة سلام خلال هذا العام.

وتم توقيع اتفاقية الهدنة الكورية في 27 يوليو من عام 1953. وذكرت الوثيقة أن إنهاء الهدنة غير الطبيعية الحالية وإقامة نظام سلام راسخ في شبه الجزيرة الكورية هو مهمة تاريخية لا يمكن تأجيلها أكثر من ذلك.

ويتألف إعلان بانمونجوم من ثلاثة مواضيع رئيسية: إقامة نظام سلام ، وبذل جهود لتخفيف التوترات العسكرية، والازدهار المشترك وتوحيد البلدين.

وتشكل عبارة "السلام ، بداية جديدة"، التي اختارتها حكومة كوريا الجنوبية كشعار للقمة ما بين الكوريتين، زخما جيدا نحو تحقيق السلام في شبه الجزيرة الكورية.

وقبل أسبوع من القمة، قال زعيم كوريا الديمقراطية في الجلسة العامة الثالثة للجنة المركزية السابعة لحزب العمال الكوري الحاكم إن بلاده ستوقف التجارب النووية والصاروخية وتغلق مرفقها الرئيسي للتجارب النووية في بونغيي-ري وتركز جهودها على التنمية الاقتصادية.

واعتبر البروفسور، هيو وايت، الخبير في الدراسات الإستراتيجية من الجامعة الوطنية الأسترالية ، أن القمة بين الكوريتين تمثل اجتماعا مهما للغاية، من شأنه أن يؤدي إلى حدوث تحول كبير في الشؤون الإستراتيجية لشمال شرق آسيا.

وذكر البروفسور وايت أن القمة بين الكوريتين يمكن أن تكون أيضا مهمة جدا في تحديد مكان الاجتماع المزمع بين كيم والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي تم تحديد موعده بشكل مبدئي في أواخر مايو أو أوائل يونيو.

بدوره، قال تشن قانغ، وهو باحث بارز في معهد شرق آسيا التابع لجامعة سنغافورة الوطنية، إن الاقتراحات ذات المسار المزدوج التي طرحتها الصين هي السبل المناسبة لحل قضية شبه الجزيرة الكورية.

واقترح المحلل أن تقوم كوريا الديمقراطية من جهة ببذل جهود من أجل نزع السلاح النووي، ومن جهة أخرى تتعهد الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بتقديم ضمانات أمنية لبيونغ يانغ، كالحد من الوجود العسكري الأمريكي في شبه الجزيرة الكورية، وتقليص التدريبات العسكرية في هذه المنطقة، والحد من الأعمال العدائية ومساعدة كوريا الديمقراطية اقتصاديا.