ووهان 28 أبريل 2018 (شينخوا) قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن الثقة المتبادلة هي أساس التنمية المستقرة للعلاقات الصينية-الهندية.
أدلى شي بهذه التصريحات في اجتماع غير رسمي مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الجمعة والسبت في مدينة ووهان وسط الصين.
وأشاد شي بالتنمية الجيدة للعلاقات الثنائية، مضيفا أن البلدين صاغا شراكة تنموية أوثق وحققا تقدما على صعيد التبادلات والتعاون في مختلف المجالات.
وتابع شي "قمنا بزيارات متبادلة والتقينا في مناسبات عديدة وتوصلنا إلى الكثير من التوافقات الهامة على مدى السنوات الثلاث الماضية، وهي الأمور التي مثلت مرشدا وموجها للقوة الدافعة الإيجابية اللازمة لتنمية العلاقات الثنائية."
وأوضح شي أن الصين والهند، بوصفهما أكبر بلدين ناميين واقتصادين صاعدين يضم كل منهما أكثر من مليار نسمة، محركان هامان للنمو الاقتصادي العالمي وقوتان أساسيتان لتدعيم التعددية والعولمة الاقتصادية.
وأكد شي أن الوضع الدولي يمر بمرحلة حرجة من التغيرات والتعديلات وأن بلدان العالم بأسره في الوقت الحالي أكثر ارتباطا ببعضها البعض وأكثر اعتمادا على بعضها البعض، مشيرا إلى أن "الاتجاه العام نحو السلام والتنمية لا يمكن الرجوع عنه".
وتابع شي يقول "وجود علاقة صينية-هندية طيبة أمر هام وعامل إيجابي لحماية الاستقرار العالمي، ويعني الكثير بالنسبة للتنمية والتقدم لكل البشر."
وقال شي إن مهام الصين والهند متشابهة في إطار سعيهما نحو تحقيق التنمية والإحياء الجديد، وذلك في ضوء دخول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية عصرا جديدا، وإعلان هدف بناء "هند جديدة".
وحث شي الجانبين على التركيز على التنمية وتعميق التعاون متبادل النفع، من أجل تحقيق الإحياء الوطني وخلق آسيا تتسم بالاستقرار والتنمية والرخاء في القرن الواحد والعشرين، وتقديم اسهامات إيجابية في تحقيق السلام والتنمية العالميين.
وقال شي إنه يتعين على الجانبين تطوير العلاقات الصينية- الهندية من منظور استراتيجي والاستمرار في تعزيز التفاهم والثقة المتبادلين وتشجيع جميع القطاعات وشعبي البلدين على تعميق التفاهم المتبادل وغرس مشاعر ودية.
وتابع شي "يتعين على الصين والهند العمل على تعزيز علاقة طيبة من الصداقة وحسن الجوار. ويتعين على البلدين اعتبار كل منهما الأخرى عاملا إيجابيا في تحقيق التوازن بين القوى العالمية واتخاذ كل منهما الآخر كشريك في سبيل تحقيق حلم التنمية."
وأكد شي أن الصين والهند تزدادان قوة بمرور الوقت، وهذا يمثل توجها قويا لا يمكن مقاومته، ويوفر فرصا هامة للبلدين.
وقال شي إن الصين والهند تتبنيان سياسة خارجية مستقلة، داعيا الجانبين إلى تحليل ورؤية نوايا الجانب الآخر من منظور إيجابي ومنفتح وشامل.
وتابع "لدى الصين والهند أفكار كثيرة متشابهة في الشؤون الدولية."
وأضاف أنه في إطار تنمية العلاقات بين البلدين الكبيرين، تتبنى الصين مبادىء الاستقلال الاستراتيجي وتجنب الصراع وتجنب المواجهة، وتصر الصين على بناء نمط جديد من العلاقات الدولية يتسم بالاحترام المتبادل والإنصاف والعدالة والتعاون المربح للجميع، وهي الأمور التي تتفق مع المبادىء الخمسة للتعايش السلمي المشترك التي أيدتها الصين والهند في خمسينات القرن الماضي.
وأكد شي على أنه يتعين على الصين والهند خلال المرحلة المقبلة التخطيط للتعاون الشامل وتنفيذ تواصل استراتيجي أوثق وإجراء مشاورات في حينها الملائم بشأن القضايا الكبرى ذات الاهتمام المشترك، حتى يتم التحكم في الاتجاه العام للعلاقات الثنائية وضمان التنفيذ الفعال لآلية الحوار.
وشدد شي على أنه يتعين على الجانبين ايضا تنفيذ الكثير من التعاون البراجماتي العميق والمزيد من التبادلات الثقافية والشعبية المكثفة ومعالجة الخلافات فيما بينهما بأسلوب أكثر نضجا.
واقترح شي أن يعمل الجانبان على تعزيز التنسيق والتعاون في الشؤون الدولية والاقليمية، وعلى دعم التكامل الاقتصادي والارتباطية على المستوى الاقليمي.
وقال شي "يتعين على الجانبين تعزيز مفهوم الحوكمة العالمية القائمة على التشاور الشامل والمساهمة المشتركة والمنفعة المشتركة من أجل تعزيز بناء اقتصاد عالمي مفتوح ودعم النظام التجاري متعدد الأطراف وتنفيذ التعاون الدولي على نحو نشط ومواجهة التحديات العالمية بشكل مشترك."
وأكد شي أن الصين مستعدة لبذل جهود مشتركة مع الهند في سبيل خلق آسيا مستقرة ومزدهرة في القرن الواحد والعشرين وفي سبيل تعزيز تنمية النظام الدولي بشكل أكثر عدلا وعقلانية.
من جانبه، وجه مودي الشكر للرئيس شي على دعوته، قائلا إنه تبادل وجهات النظر مع الرئيس شي بشكل عميق وصريح، مضيفا أنه اطلع خلال الزيارة على ثقافة جينغ-تشو المحلية العميقة.
وأوضح مودي أن الرئيس شي يولي أهمية كبيرة لتنمية العلاقات الهندية-الصينية وأنه ساهم في توجيه هذه العلاقة نحو الاتجاه الصحيح.
وقال مودي إن الهند والصين بلدان من بلدان الحضارات القديمة، وكل منهما يمثل جارا هاما للآخر، داعيا الجانبين إلى تعزيز الحوار والتبادلات والحفاظ على التعايش السلمي والصداقة الدائمة.
وأوضح مودي أنه يولي اهتماما كبيرا بإعلان المؤتمر الوطني الـ 19 للحزب الشيوعي الصيني دخول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية عصرا جديدا، في الوقت الذي تملك فيه الهند هدفها الخاص ببناء "هند جديدة".
واتفق مودي مع شي على أن الصين والهند، أكبر بلدين ناميين في العالم ويضمان معا 2.6 مليار نسمة، فضلا عن كونهما اقتصادين صاعدين كبيرين على مستوى العالم، من عوامل استقرار العالم.
وقال مودي إن التنمية في كل من الهند والصين لها تأثيرها على العالم كله، ولها أيضا تأثيرها على البلدان النامية الكثيرة.
وشدد مودي على أنه يتعين على الهند والصين بذل الجهود المشتركة في تقديم اسهامات أكبر لتحقيق السلام والاستقرار والرخاء في آسيا والعالم خلال القرن الواحد والعشرين، مؤكدا في هذا الإطار على الحفاظ على التواصل الاستراتيجي رفيع المستوى مع الصين.
وقال مودي إن لدى البلدين مفهوم مشترك وعزم مشترك ورؤى مشتركة فيما يخصص تنمية العلاقات الثنائية.
واقترح مودي بأنه يتعين على الجانبين تعزيز الاتصالات والتعاون وتعزيز الفهم والثقة المتبادلين والتعامل مع الخلافات والسيطرة عليها بالطريقة الصحيحة وتعزيز التبادلات الشعبية، حتى ترتقي العلاقات الثنائية إلى مستوى جديد.
وأكد مودي أن الهند تتبنى بقوة سياسة خارجية مستقلة، وتدعم العولمة ونظام التعددية والعلاقات الدولية الديمقراطية.
وقال مودي إن الهند على استعداد للعمل مع الصين من أجل تعزيز المصالح المشتركة لجميع البلدان النامية.