بكين 4 مايو 2018 (شينخوا) أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم (الجمعة) أنه وعلى الرغم من التغيرات الهائلة والعميقة التي شهدها المجتمع البشري على مدار القرنين الماضيين، إلا أن اسم كارل ماركس لا يزال يحظى بالاحترام في جميع أنحاء العالم، بينما لا تزال نظريته تضيء بنور الحقيقة الساطع.

وجاءت تصريحات شي، وهو أيضا الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، خلال مؤتمر كبير في بكين للاحتفال بالذكرى الـ 200 لميلاد ماركس.

وقال شي إن ماركس هو "أستاذ الثورة للبروليتاريا وجماهير العمال في جميع أنحاء العالم، والمؤسس الرئيسي للماركسية، ومبدع الأحزاب الماركسية، والمنشئ للشيوعية الدولية وأعظم مفكر في العصر الحديث."

وقال شي "اليوم، نعقد هذا المؤتمر الكبير باحترام بالغ للاحتفال بالذكرى الـ 200 لميلاد ماركس، لاستذكار شخصيته العظيمة وأعماله التاريخية، ومراجعة روحه النبيلة وأفكاره الرائعة".

وأضاف شي؛ بمُثلٍ نبيلة ودون خوف من مواجهة الصعاب والمحن، وطوال حياته، كرس ماركس نفسه للسعي الدؤوب من أجل تحرير الإنسانية، والارتقاء نحو قمة الأفكار سعيا للحقيقة، والكفاح المتواصل لقلب العالم القديم وإقامة آخر جديدا.

وقال شي إن ماركس ليس مجرد شخصية عظيمة حملت هموم العالم على عاتقها، لكنه أيضا شخص عادي لديه شغف بالحياة، وكان صادقا مخلصا للصداقة.

وذكر شي أن الأصل الروحي الأكثر نفوذا وتأثيرا الذي تركه ماركس لنا يتمثل بالنظرية العلمية التي سميت باسمه -- الماركسية. مثل شروق الشمس المذهل، أضاءت النظرية مسار استكشاف الإنسانية لقانون التاريخ، وبحثها عن تحريرها.

وقال شي "فكر ماركس ونظريته هما في عصره ويتجاوزان أوقاته. إنهما جوهر روح تلك الأوقات وجوهر روح البشرية جمعاء".

وقال شي إن الماركسية نظرية علمية تكشف عن حكم تطور المجتمع الإنساني بطريقة مبتكرة.

وبعد أن طوّر ماركس المفهوم المادي للتاريخ ونظرية فائض القيمة، أظهر كيف أن البشرية ستقفز من عالم الضرورة إلى عالم الحرية والطريق أمام الناس لتحقيق الحرية والتحرير، حسبما قال شي.

وتعد الماركسية الأيدولوجية الأولى لتحرير الشعوب نفسها، فهي نظرية الشعب.

وأضاف شي "أن الماركسية، لأول مرة، استكشفت الطريق لحرية الإنسانية وتحريرها من وضع الشعب، وأشارت إلى الاتجاه مع وضع نظرية علمية نحو مجتمع مثالي دون اضطهاد أو استغلال، حيث يتمتع كل شخص بالمساواة والحرية".

وعلى واقع تشديده على أن التطبيق العملي هو سمة بارزة للماركسية التي تجعلها مختلفة عن نظريات أخرى، قال شي إن الماركسية نظرية الممارسات التي توجه الشعب نحو تغيير العالم.

وأوضح شي أنها نظرية مفتوحة تتطور باستمرار وتقف دوما على حدود العصور، قائلا "وهذا هو السبب في أنها قادرة دائما على الحفاظ على شبابها، واستكشاف القضايا الجديدة في تطور العصور والاستجابة للتحديات الجديدة التي يواجهها المجتمع البشري".

وقال الأمين العام إن أكثر من 170 عاما منذ صدور البيان الرسمي الشيوعي، انتشرت الماركسية في جميع أنحاء العالم، انتشارا منقطع النظير في تاريخ الأيدولوجية البشرية من حيث اتساع تأثيرها وعمقها.

وقال شي إنه عقب نهاية الحرب العالمية الثانية، تم تأسيس عدد كبير من الدول الاشتراكية، مشددا على أن تأسيس جمورية الصين الشعبية، على وجه الخصوص، قد أضفى بشكل كبير مزيدا من القوة الاشتراكية في العالم.

وأوضح بقوله "قد تكون هناك انتكاسات في تطور الاشتراكية في العالم، لكن الاتجاه العام لتنمية المجتمع البشري لم ولن يتغير أبدا"، مضيفا "لم تغير الماركسية العالم فحسب، بل غيرت الصين كذلك".

جلبت أصداء ثورة أكتوبر في روسيا، الماركسية اللينينية إلى الصين، مشيرة إلى الاتجاه نحو الأمام، مقدمة خيارا جديدا لا يُمحى للشعب الصيني في كفاحه من أجل البقاء، وتهيئة المشهد لميلاد الحزب الشيوعي الصيني.

منذ ولادة الحزب الشيوعي الصيني، قام بدمج المبادئ الأساسية للماركسية مع واقع الثورة الصينية والبناء وتحويل الأمة الصينية من "رجل شرق آسيا المريض" إلى شخص قام بالنهوض، عبر توحيد الشعب وقيادته من خلال فترة طويلة من الكفاح.

وقال شي "هذا التحول الهائل يعد دليلا قويا على أنه من خلال الاشتراكية فقط، يمكننا إنقاذ الصين".

منذ الإصلاح والانفتاح، دمج الحزب الشيوعي الصيني المبادئ الأساسية للماركسية مع واقع الإصلاح والانفتاح في الصين، والأمة التي نهضت باتت غنية.

وأوضح شي "أن هذا التحول الهائل يعد دليلا قويا على أنه فقط من خلال الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، يمكننا تطوير الصين".

في الحقبة الجديدة، جمع الحزب الشيوعي الصيني مجددا بين المبادئ الأساسية للماركسية وبين واقع الصين في هذا العصر الجديد، ما أدى إلى توحيد الشعب وقيادته نحو "الاضطلاع بالنضال الكبير وبناء المشروع العظيم ودفع القضية الهائلة وتحقيق الحلم الكبير".

لقد حان الوقت لأن تتبني الأمة الصينية تحولا هائلا، لأن المرء الذي بات غنيا الآن يصبح قويا.

وقال شي "إن هذا التحول الهائل يعد دليلا قويا على أنه فقط من خلال التمسك بالاشتراكية وتطويرها بخصائص صينية، يمكننا تحقيق التجديد الوطني".

وأوضح شي "من الصواب تماما للتاريخ وللشعب اختيار الماركسية، وكذلك للحزب الشيوعي الصيني أن يكتب الماركسية على عَلَمه، ليلتزم بمبدأ الجمع بين المبادئ الأساسية للماركسية وواقع الصين، ولتواكب الماركسية باستمرار السياق الصيني على مر العصور".