لوس أنجلوس 5 مايو 2018 (شينخوا) قال حاكم ولاية كاليفورنيا الأمريكية، جيري براون، في قمة الأعمال بين كاليفورنيا والصين، التي عقدت في بيفرلي هيلز بالولاية الواقعة غربي الولايات المتحدة، يوم الخميس، "في كاليفورنيا نحن لسنا مقيدين بسياسة واشنطن. لدينا سياساتنا الخاصة".
وفي تغير دراماتيكي عن مهرجان غولدن غلوب الشهير وحفلات المشاهير، فتح فندق هيلتون بيفرلي أبوابه لاستضافة قمة الأعمال بين كاليفورنيا والصين لعام 2018، والتي شارك في تنظيمها معهد ميلكن وهو مركز أبحاث اقتصادي مرموق، و"تشايناويك" وهي منظمة غير ربحية مكرسة لزيادة الفهم بشأن الصين والتواصل معها، وغرفة التجارة الصينية لاستيراد وتصدير الآلات والمنتجات الالكترونية.
وعلى رأس قائمة طويلة من القضايا والمخاوف التي نوقشت كان الاحتكاك التجاري بين الولايات المتحدة والصين الذي أفضى إلى فرض رسوم انتقامية تهدد علاقات تجارية مربحة بين كاليفورنيا والصين.
إن المبدأ التوجيهي وراء "تشايناويك" هو الاعتقاد بأنه من خلال تقديم الصين إلى العالم الغربي عبر عدسة لوس أنجلوس، البوابة الطبيعية للشرق، يمكنهم تقوية الروابط وخلق حوار جديد بين الدولتين العظيمتين.
وأكد الحاكم براون أن "هذا الحدث يقوي العلاقات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية المتنامية بين كاليفورنيا والصين".
وقد شارك في القمة مسؤولون من الحكومة وقادة من المجتمع المدني ورجال أعمال لوضع سياق لعلاقة ذات ترابط عميق بين كاليفورنيا والصين واستكشافها.
وقالت لو آن بيوم، رئيسة مفوضي ميناء لونغ بيتش، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "لوس أنجلوس هو الميناء رقم واحد في الولايات المتحدة بـ 200 مليار دولار أمريكي، ولونغ بيتش هو الميناء رقم 2 بـ 180 مليار دولار أمريكي. نحن نتعامل مع 40 في المائة من واردات الحاويات للبلد بأسره ونخلق 350 ألف وظيفة. والصين مسؤولة عن 69 في المائة من تلك التجارة".
وأكدت بانوريا أفديز، مديرة مكتب حاكم كاليفورنيا للأعمال والتنمية الاقتصادية، أن "كاليفورنيا والصين تدركان أن الازدهار الاقتصادي مبني على الرؤية الطويلة، وليس بناء على أي اتجاه تهب بها الرياح اليوم ...".
وحذرت أفديز من أن يؤدي "هذا الاتجاه إلى التراجع والاعتقاد بأن اقتصادا ما يستطيع أن يفعل ذلك بمفرده هو قصر نظر في أحسن الأحوال وفي أسوأها، ويمكن أن يدمر الاقتصاد العالمي بأكمله".
مع استمرار التطور السريع لعصر "الموبايل أولا - والموبايل فقط" أصدر وينستون ما، الشريك الإداري وكبير مسؤولي الاستثمار في شركة طريق الحرير للاستثمار الرأسمالي، تحذيرا قويا بأن السياسات الانعزالية والحمائية الأمريكية الجديدة تعرض أمريكا لخطر التخلف في السباق العالمي للاستفادة من الجيل التالي من التكنولوجيا الرقمية.
وقال ما لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "أمريكا كانت قد تصدرت المسيرة في شبكات الجيل الرابع، لكن من خلال مبادرة الحزام والطريق وغيرها من العلاقات التجارية الرئيسية مع الدول النامية، يبدو أنه سيكون طريق الحرير الرقمي في الصين، الذي سيوفر خدمات الجيل الخامس إلى مليار مستخدم جديد قادم، في حين أن أمريكا مشغولة ببناء جدار على الحدود مع المكسيك".
وأيد بيري وونغ من معهد ميلكن هذه المخاوف، قائلا "يمكنك أن تفعل أي شيء تقريبا اعتدت على فعله على جهاز كومبيوتر محمول على هاتف محمول الآن، وأن 80 في المائة من الهواتف المحمولة في بلدان مثل باكستان تأتي من الصين، ويعتمدون أيضا البنية التحتية للشبكة من الصين معها. ومع توسع الحزام والطريق في المستقبل، فإن هذا التأثير سيواصل امتداده".
وأوضح جوناثان ووتزيل، المدير والشريك الكبير في مكتب معهد ماكينزي العالمي في شانغهاي، إن "العولمة هي تدفق السلع والخدمات والأموال والمواهب والأشخاص والبيانات. عندما تكون ضمن التدفق، فإنها تفيدك، واقتصادك يصبح أفضل، ونوعية حياتك تصبح أفضل، لذا من المهم البقاء ضمن التدفق".
وأضاف أن "كاليفورنيا تحتاج استثمارات في البنية التحتية في الوقت الحالي، وقد أثبتت الصين بالتأكيد أنها تعرف كيف تستثمر في البنية التحتية. اجلبوا بعض من خبراتها وأفكارها وأموالها إلى كاليفورنيا".
وأشار آلان تورلي، نائب مساعد وزير التجارة الأمريكي للصين ومنغوليا، إلى أن التغييرات في السياسة والاحتكاكات التجارية قد تسببت في اتجاه يبعث على القلق، قائلا "لقد كان هناك انخفاض حاد في الاستثمار العقاري الصيني في العام الماضي. وانخفض ما مجموعه 67 مشروعا قيمتها 16 مليار دولار أمريكي في عام 2016 إلى 52 مشروعا قيمتها 4.7 مليار دولار أمريكي فقط في عام 2017. ونحن بحاجة إلى إعادة ذلك إلى ما كان عليه".
وشاركت لجنة ضمن تجمع يضم نحو ستة ممثلين عن مجلس ولاية كاليفورنيا من جميع أنحاء الولاية: وادي نابا، وأوكلاند، ووادي السيليكون، وسان غابرييل، وسان برناردينو. وشدد جميعهم - ديمقراطيون وجمهوريون - على أهمية التجارة مع الصين بالنسبة لكاليفورنيا.
وأعربت عضوة مجلس ولاية كاليفورنيا سيسيليا أغيار-كاري من منطقة كاليفورنيا الرابعة في وادي نابا والوادي الأوسط عن دعمها القوي لمزارعي كاليفورنيا.
وصرحت لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن "كاليفورنيا لديها أفضل المكسرات والفواكه، وأجود المنتجات ذات أعلى معايير الصحة والسلامة. والمستهلكون الصينيون يريدون هذه المنتجات. ويجب ألا يكون هناك عوائق أمام التجارة".
وشجع عضو آخر في مجلس ولاية كاليفورنيا، كانسين تشو، من وادي السيليكون، على زيادة التجارة بين الثقافات المترسخة في وجهات النظر والتاريخ المشتركين. وقال إن "التكنولوجيا العالية وأفلام الصور المتحركة هي أسواق كبيرة بالنسبة لنا في الصين. يمكننا القيام بالمزيد لإنتاج أفلام مشتركة مع قصص مشتركة، مثل النمور الطائرة من الحرب العالمية الثانية أو بناء سكك حديدية عابرة للقارات في أمريكا".
وقال العضو الجمهوري في مجلس ولاية كاليفورنيا عن منطقة إنلاند إمباير، تشاد مايز، إنه "يتعين على كاليفورنيا أن ترتب أمورها وأن تنافس على مستوى العالم. نحن جميعا أشخاص، كلنا مهمون. الصين وسنغافورة والمكسيك - علينا أن نرفع الجميع. والتجارة الحرة تفعل ذلك".
وأفادت أفديز لوكالة أنباء ((شينخوا)) أنه "دور حكومة كاليفورنيا لتحفيز التعاون الابتكاري بين الحكومة وقطاع الأعمال والأوساط الأكاديمية للتخطيط لمستقبل اقتصادنا. لنتخيل بجرأة ونعيد تصور كيف نتفاعل مع العالم من حولنا".
ولخص بيتر شياو، رئيس مجلس إدارة "تشايناويك"، كل ذلك بأفضل ما يمكن عبر قوله إن "مستقبل عالمنا يعتمد على قدرتنا على فهم وتقدير والتواصل مع الدول الأخرى. والتعلم عن الفنون والثقافة والأعمال والعلوم والتاريخ لبلد آخر يثري الحياة ويوفر وسيلة قوية لتعزيز المجتمعات".
ونبهت بيوم من ميناء لونغ بيتش "أننا اقتصاد عالمي. وهذا عام 2018، وليس ثلاثينيات القرن الماضي ولا يمكنك إرجاع المارد مرة اخرى إلى الزجاجة".