موسكو 7 مايو 2018(شينخوا) أدى فلاديمير بوتين يوم الإثنين اليمين الدستورية ليبدأ فترته الرئاسية الرابعة كرئيس لروسيا، متعهدا بالمساعدة على بناء مجتمع حر في روسيا ودفع التنافسية الاقتصادية والتقدم التكنولوجي لبلاده.
وخلال مراسم التنصيب التي أقيمت في الكريملين، قال بوتين "أرى أنه من واجبي ومعنى كل حياتي أن أعمل كل شيء من أجل روسيا، في حاضرها ومستقبلها، لضمان أن تكون سلمية ومزدهرة، والحفاظ المستدام على مواطنينا الرائعين، وتحقيق الرخاء لكل عائلة في روسيا."
وأضاف أن روسيا بحاجة إلى بناء مجتمع حر، مشيرا إلى "أننا بحاجة إلى تحقيق اختراقات في جميع مجالات الحياة، لأن التقدم لا يمكن تحقيقه إلا من خلال مجتمع حر يحتضن كل شيء جديد ومتقدم، ويرفض الظلم والركود والحمائية الجاهلة وجمود البيروقراطية."
وأكد الرئيس على ضرورة أن تركز روسيا طاقتها على إيجاد حل يرفع مستوى تنافسيتها الاقتصادية وتقدمها التكنولوجي.
وتمت دعوة نحو 6000 شخص لحضور مراسم التنصيب هذه، من بينهم أعضاء بالحكومة وأعضاء برلمان بشقيه النواب والشيوخ، وقضاة من المحكمة الدستورية العليا، ورؤساء البعثات الدبلوماسية وممثلون عن رجال الدين ومنظمات الشباب، وفقا لما أعلنته وكالة أنباء ((انترفاكس)) الروسية.
لقد حقق بوتين فوزا ساحقا في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 18 مارس الماضي، حيث صوتت له نسبة قياسية من الناخبين بلغت 76.67% ، أو ما مجموعه أكثر من 56 مليون مواطن.
ورغم هذه النسبة العالية من التصويت لصالحه، مازال بوتين يواجه تحديات كبيرة محليا وخارجيا، في فترته الرئاسية الجديدة، ومنها إنعاش الاقتصاد الروسي ومعالجة المشاكل مع الدول الغربية، وفقا لرأي خبراء.
وعلى صدى كلمة بوتين خلال مراسم تنصيبه، قال ازدتشار كورتوف، رئيس تحرير صحيفة ((مشاكل الاستراتيجية الوطنية)) في المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية ، إن روسيا بحاجة إلى اللحاق بالدول المتقدمة في إنتاج منتجات عالية التكنولوجيا ومنتجات ذات قيمة مضافة عالية.
وأضاف "لدينا احتياطيات ومنجزات هامة في بناء الطائرات ومجالات الفضاء وأنظمة التسليح، ولكن هذا لا يكفي لبلادنا لتكون متقدمة في مجال الإلكترونيات ومجالات أخرى. وهذا يظهر أن سياستنا الاقتصادية لم تضع أساسا صلبا لضمان إمكانية دفاعية معتمدة، إضافة لأشياء أخرى."
وهناك عامل عدم يقين آخر يأتي من علاقات روسيا مع الدول الغربية، ولاسيما الولايات المتحدة، المنافس الجيوبوليتيكي الرئيسي لروسيا.
وحذر كورتوف من أن روسيا سيتوجب عليها مواجهة وضع يتحتم فيه عليها تخصيص موارد هائلة تنفق على تقوية إمكانياتها الدفاعية ، في وقت تزداد فيه تصرفات التضييق الأمريكية تجاه روسيا.
وفي وقت لاحق من يوم الإثنين ، وقع بوتين مرسوما يحدد أهداف التنمية الوطنية حتى عام 2024، في مجموعة واسعة من المجالات ومنها تعزيز النمو الاقتصادي وتسريع التطور التكنولوجي.
وسيتعين على الحكومة الروسية تحقيق هدف "جعل روسيا الاتحادية واحدة من أكبر خمسة اقتصادات بالعالم " خلال الفترة حتى عام 2024، حيث ينبغي أن يكون النمو الاقتصادي أعلى من المعدل العالمي، والتضخم أدنى من 4%، وفقا للمرسوم الذي نشر على الموقع الإلكتروني للكريملين.