جاكرتا 8 مايو 2018 (شينخوا) أختتم رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ اليوم (الثلاثاء) زيارته الرسمية إلى إندونيسيا، حيث تم تعزيز العلاقات الثنائية وعلاقات الشراكة بين الصين ورابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) وإرسال رسالة قوية للدفاع عن العولمة الاقتصادية والتجارة الحرة.
وتراوحا من زيادة واردات المنتجات الإندونيسية وتضافر استراتيجيات التنمية وحتى التوافقات بشأن بحر الصين الجنوبي، شهدت زيارة لي سلسلة من الاتفاقيات والبيانات ، ما يبرهن على استعداد الصين لبناء مجتمع متقارب ذى مصير مشترك مع جيرانها بجنوب شرق آسيا ومشاركة فرص التنمية الخاصة بها.
علاقات شراكة قوية
وتعد إندونيسيا أول محطة للي فى جولته الخارجية الاولى منذ ان تولى مجلس الدولة الجديد عمله في شهر مارس، ما يظهر أهمية البلاد في الدبلوماسية الصينية.
ووصل لي إلى جاكرتا ظهر الأحد. وبدأ جدوله المزدحم يوم الاثنين بوضع إكليل من الزهور على مقابر الأبطال الوطنيين في كاليباتا. ثم اتجه إلى بوجور ليلتقي بالرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو.
وأقترح رئيس مجلس الدولة ان تؤسس بكين وجاكرتا ثلاثة ركائز للتعاون في جميع المجالات على المستوى الثنائي والاقليمي والعالمي فى إطار علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تأسست عام 2013 عندما قام الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة دولة لإندونيسيا.
وكان تعزيز تضافر مبادرة الحزام والطريق ورؤية "نقطة الارتكاز البحرية العالمية" إندونيسيا يتصدر أجندة زيارة لي.
وقال لي للرئيس ويدودو إنه يتعين على الجانبين دعم المشروعات الهامة مثل سكة الحديد عالية السرعة التي تربط جاكرتا بباندونغ والممرات الاقتصادية الاقليمية الشاملة في اندونيسيا، حتى يستطيع الشعبان الاستمتاع بالمنافع الاجتماعية والاقتصادية في أقرب وقت ممكن.
وتم دعم هذه التعهدات بالتدابير الملموسة التي اقترحها لي في مناسبات مختلفة: المزيد من التعاون في الموانئ والاقتصاد البحري والتجهيزات الصناعية والمخازن الخارجية واستيراد المزيد من زيت النخيل والقهوة والفاكهة والمزيد من الرحلات الجوية المباشرة وهدف القيام بثلاثة ملايين زيارة متبادلة سنويا.
ويرى ويدودو ان التعاون بين إندونيسيا والصين الذي يرتكز على احترام القوانين الدولية، لا يصب في مصلحة البلدين فقط ولكنه أيضا يحمل أهمية كبيرة لتحقيق السلام والتنمية في العالم.
واتفق لي الذي القي كلمة في قمة اعمال الصين واندونيسيا في فى وقت لاحق من اليوم مع تصريحات الرئيس.
وقال لي في القمة التي حضرها نائب رئيس إندونيسيا يوسف كالا "شراكتنا التي ترتكز على تكامل قوى وذات طبيعة متبادلة النفع ستكون مستقرة ومرنة ودائمة في ظل تغيرات البيئة الدولية."
وقال الجانبان خلال بيان مشترك بين حكومتي البلدين إنهما " يشعران بالتفاؤل ازاء تحقيق المزيد من الانجازات في التنمية الوطنية في البلدين والمستقبل المشرق للعلاقات الصينية الاندونيسية."
وقال شيوي لي بينغ باحث في المعهد الوطني للاستراتيجيات الدولية في الاكاديمية الصينية للعلوم الإجتماعية إنه يتعين على الصين وإندونيسيا كدولتين ناميتين كبيرتين تحمل مسؤولية الإسهام في الحوكمة العالمية وبناء نوع جديد من العلاقات الدولية. "وعززت زيارة لي التعاون البراجماتي الثنائي والذي يضع مثالا جيدا للتعاون في المنطقة وخارجها.
مجتمع الصين والآسيان ذو مصير مشترك
وتعطي الصين دائما الأولوية للآسيان في سياستها الخارجية مع الدول المجاورة وتدعم التعاون الودي مع الآسيان.
واصفا مجموعة الآسيان بانها جارة وصديقة وشريكة جيدة للصين، أكد لى ان الصين دعمت تأسيس مجتمع الآسيان وموقف الآسيان المركزي في التعاون الاقليمي والدور القوي لمجتمع الآسيان في تأسيس اطار عمل اقليمي مفتوح وشامل.
وقال لي خلال كلمته التي القاها خلال الاحتفال بالذكرى الـ15 لتأسيس علاقة شراكة استراتيجية بين الصين والآسيان إن الصين مستعدة لتكون شريكة للآسيان في التنمية المشتركة وتحقيق السلام والانفتاح والتعاون متبادل النفع والابتكار والشمولية والتعلم المشترك من أجل بناء مجتمع متقارب ذى مصير مشترك مع الآسيان.
وأضاف لي ان الصين ستطبق بفاعلية"اطار التعاون 3+أكس" مع الآسيان وستعزز التنسيق بين مبادرة الحزام والطريق واستراتيجية التنمية الخاصة بالآسيان وتأسيس تنمية اقتصادية على حوض نهر لانتسانغ -ميكونغ وزيادة التعاون بين دول منطقة نمو في شرق الآسيان.
وتضم منطقة نمو في شرق الآسيان بروناي وإندونيسيا وماليزيا والفلبين. واطلقت منطقة نمو في شرق الآسيان عام 1994 بمشاركة الأربع دول من أجل تسريع وتوازن تنميتها الاقتصادية.
وقال رئيس مجلس الدولة الصيني إن الصين مستعدة للعمل مع دول الآسيان من أجل الحفاظ على التطورات الايجابية في بحر الصين الجنوبي وحل الخلافات عن طريق مشاورات ودية والدفع الثابت للمناقشات حول مسودة قواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي حتى تصبح منطقة "تتمتع بالسلام والعلاقات الودية والتعاون."
وقال الأمين العام لمجموعة الآسيان ليم جوك هوي إنه لطالما كانت الصين شريكا مهما بالنسبة للآسيان.
وعزز دعم الصين اندماج الاسيان بقوة وساعد الآسيان على تقليل فجوة التنمية الداخلية وتعميق العلاقات الودية بين شعبي البلدين، وفقا لليم.
جوقة التجارة الحرة
وأكد رئيس مجلس الدولة الصيني خلال زيارته على التزام الصين بتحرير وتسهيل التجارة والاستثمار وخاصة عندما تواجه العولمة الاقتصادية رياح مقابلة من الحمائية والاحادية.
و"تؤمن كل من الصين وإندونيسيا بالعولمة والتجارة الحرة،" وقال لي إن ما يزيد على 600 رجل اعمال حضروا قمة الصين واندونيسيا. "تدعم البلدان نظام التجارة متعدد الاطراف الذي يرتكز على القوانين وتدعمان ايضا المشاورات المتساوية في تسوية النزاعات التجارية."
وقال لي "الصين لا تسعى من أجل تحقيق فائض تجاري،" مشيرا الى ان إندونيسيا شهدت العام الماضي انخفاض العجز مع الصين بنسبة 42 في المائة مقارنة بالعام الذى يسبقه، وحققت التجارة الثنائية توازنا بشكل عام في الربع الأول من هذا العام.
وأضاف لي أن الصين مستعدة لشراء المزيد من البضائع التنافسية من اندونيسيا.
ونال إعلان لي عن زيادة استيراد زيت النخيل من اندونيسيا تصفيق الحاضرين في القمة.
وحققت زيارة لي نتائج مثمرة، بينها موافقة البلدين على تعزيز التعاون في الجمارك والتفتيش والحجر الصحى والاعتراف المتبادل بشهادة الجودة لتسهيل التجارة بشكل أكبر.
كما اتفق الجانبان أيضا على تعزيز التجارة الالكترونية عبر الحدود من اجل تسهيل التعاون بين الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وتعهد لي بتعزيز التجارة الحرة مع الآسيان وضخ طاقة جديدة في الاقتصاد العالمي.
وحث المسؤول على بذل جهود مشتركة لتحقيق انجازات دائمة في مفاوضات حول علاقات الشراكة الاقتصادية الاقليمية الشاملة وخطة اتفاقية التجارة الحرة لدول الآسيان العشر وشركاء منطقة التجارة الحرة، وهم تحديدا الصين واستراليا والهند واليابان وجمهورية كوريا ونيوزلندا.
ويمثل هذا العام الذكرى الـ40 على الاصلاح والانفتاح في الصين. وأكد لي على ان الصين ستنفتح الى مستوى أعلى وستحقق مستوى أعمق من المنافع المشتركة ونتائج متبادلة النفع . "وستوفر الصين التى تتمتع برخاء وانفتاح أكبر فرصا أكبر لتنمية جميع الدول في العالم."
وسيغادر لي إلى اليابان اليوم (الثلاثاء) بعد اختتام رحلته الى اندونيسيا لحضور قمة قادة الصين واليابان وجمهورية كوريا السابعة والقيام بزيارة رسمية لليابان.