طوكيو 10 مايو 2018(شينخوا) طائر أبو منجل المتوج، هذا الطائر الإيقوني الذي أوشك على الانقراض باليابان في ثمانينات القرن الماضي، يتكاثر ويزدهر حاليا ويسهم في دفع الاقتصاد المحلي في جزيرة سادو اليابانية، بفضل مساعدة من الصين.
ومنذ مايو، ينهمك المزارعون بحقول هذه الجزيرة في غرس شتلات الأرز، وفي الصباح والمساء، يمكن رؤية هذه الطيور المتوجة وهي تخطو هنا وهناك بحثا عن الطعام في هذه الحقول.
قال المزارع كاتسومي أوي (54 عاما) "حاليا، يمكننا رؤية هذه الطيور الباحثة عن الطعام، في الصباح والمساء في كافة الفصول، وتتواجد أعشاشها بالقرب من حقولنا."
وتغطي جزيرة سادو مساحة 855 كم مربع ويقطنها 55 ألف نسمة، وهي سادس أكبر جزيرة باليابان.
وهناك ميزة في هذه الجزيرة وهي ما يسمى باالزراعة المتناغمة مع طائر أبو منجل المتوج المهدد بالانقراض، وهي ميزة أكسبتها اعتراف منظمة الزراعة والغذاء التابعة للأمم المتحدة، لتكون تراثا زراعيا عالميا هاما.
ويعتبر أبو منجل المتوج طائرا له رمزية كبيرة متعمقة جدا في تاريخ اليابان وثقافتها. ويمكن متابعة السجلات المتعلقة بهذا الطائر في اليابان إلى فترة قديمة، وفقا للسجل التاريخي لليابان.
رغم ذلك، فقد شهدت أعداد هذا الطائر تناقصا واضحا في اليابان خلال القرن العشرين، بسبب الصيد الجائر لهذا الطائر، طمعا بلحمه وريشه الثمين. وفقدت هذه الطيور أيضا مواطنها المعتادة، بسبب فقدان الغابات.
قال تاكويوكي نيشيماكي، المسئول بدائرة الزراعة للحكومة المحلية "لقد اعتادت سادو أن تكون آخر موطن لطائر أبو منجل المتوج في اليابان. ولكن، مع تطور الزراعة الحديثة، واستخدام المبيدات، اختفت من الحقول تلك الأطعمة التي يقتات عليها هذا الطائر، مثل الضفادع وصغار السمك، وهذا الوضع هدد بانقراض هذا الطائر."
تعود أصول طائر أبو منجل المتوج المتواجد في هذه الجزيرة حاليا، إلى أسلافه من مقاطعة شانسي شمال غربي الصين.
ففي عام 1981، وبينما كان العالم يحبس أنفاسه إزاء الخطر المحدق بهذا الطائر، تم اكتشاف سبعة طيور برية من أبو منجل المتوج، ثلاثة منها صغار، في منطقة جبال في مقاطعة شانسي الصينية.
وبهذه الطيور السبعة، أطلقت الصين بنجاح برامجها للتكاثر الاصطناعي لهذا الطائر من أجل حمايته وحفظ نوعه. وفي عام 1999، أرسلت الصين طائرين من أبو منجل المتوج، هدية إلى جزيرة سادو اليابانية، ثم تلاها إرسال 3 طيور من نفس النوع إلى اليابان عام 2007.
حاليا، هناك 284 طائرا من هذا النوع تعيش في اليابان، من بينها 281 في سادو، بينما الثلاثة الأخرى حلقت نحو جزيرة هونشو، أكبر جزيرة باليابان.
ومن أجل دفع الاقتصاد المحلي، تخطط مدينة سادو لزيادة عدد السياح الأجانب من 1510 عام 2011 إلى 5000 عام 2019، وفقا لما قاله هيروكي ايواساكي، وهو مسئول حكومي محلي، أكد أن الهدف قد تحقق تقريبا بالفعل بفضل هذه الطيور.
والأكثر من هذا، أصبح أبو منجل المتوج علامة للمنتجات المحلية في سادو، ولاسيما المنتجات الزراعية.
قال مانابو واتابي، وهو أحد مسئولي مجموعة تعاونية زراعية محلية "إننا ننتج 20 ألف طن من الأرز سنويا، وهي تكفي لسد احتياجات 500 ألف نسمة سنويا، أي عشر مرات عن سكان سادو."
ولمواجهة التنافس الحاد في سوق الأرز باليابان، يؤكد المزارعون المحليون على أن الأرز لديهم "منتج بالتناغم مع أبو منجل المتوج."
وأضاف نيشيماكي أن "أبو منجل المتوج يزيد الحاجة إلى حماية البيئة، وتكاثره الناجح هنا يظهر أن الأرز هنا آمن. إنه أرز ينتج بالتناغم مع أبو منجل المتوج."