بوينس آيرس 10 مايو 2018 (شينوا) يراقب الأرجنتيون عن كثب عملتهم الوطنية بعدما شهدت انخفاضا مفاجئا لتصل إلى 23.30 مقابل الدولار الأمريكي، مع دفع الفريق الاقتصادي ماوريسيو ماكري إلى الهرولة لوقف تعثر البيزو.
ويشعر الأرجنتنيون بالقلق من تأثير سعر الصرف على مدخراتهم، وعلى المرافق، وعلى التضخم الذي يسجل ثاني نسبة ارتفاع في أمريكا اللاتينية.
وصرحت الطبيب العام داريانا فاجاردو (27 عاما) المقيمة في بوينس آيرس لوكالة انباء ((شينخوا)) قائلة "أشعر بالقلق من أن يؤدى ارتفاع قيمة الدولار إلى ارتفاع الأسعار، حيث أن هذا ما اعتدنا رؤيته".
وقالت فاجاردو إن "تكاليف المعيشة آخذة في الارتفاع ، والسلة الأساسية أيضا، وكذلك أسعار الضروريات، فضلا عن الأدوية".
فقد انخفضت قيمة البيزو بنحو 11 في المائة مقابل الدولار الأمريكي في مطلع مايو، ما دفع البنك المركزي الأرجنتيني إلى رفع أسعار الفائدة إلى 40 في المائة في محاولة منه لجعل العملة أكثر جاذبية للمستثمرين والمدخرين.
كما تم توفير حوالي 1.5 مليار دولار في السوق عن طريق خفض حيازات العملات الأجنبية في البنوك والمؤسسات من 30 إلى 10 في المائة.
وأشارت فاجاردو إلى أن تقلب البيزو من المرجح أن يدفع الأرجنتينيين إلى فقدان الثقة في عملتهم الوطنية وإلى وضع مدخراتهم بالدولار.
"فعندما يكون لديك مدخرات بالبيزو، ويرتفع الدولار، فإن البيزو ينخفض ولا يستطيع تغطية عمليات الشراء المستقبلية؛ لذا ينتهي الأمر بنا بالاحتفاظ بالدولارات حتى لا تضيع قيمة مدخراتنا".
وعبرت المعلمة مارتينا كروز وهي في الأربعينات من عمرها عن نفس المخاوف، قائلة إن تراجع قيمة البيزو يضعف القوة الشرائية ويؤدي في الوقت ذاته إلى ارتفاع التضخم. ومع ذلك، قالت إنها تأمل فيما هو أفضل، مضيفة "لحسن الحظ أن الأرجنتين دولة ذات إنتاج وطني وهذا أمر ينبغي أن يساعد. فإذا ما ارتفعت أسعار السلع، آمل ألا تتأثر الرعاية الصحية العامة والتعليم".
وفي يوم الخميس، أعلنت الحكومة الأرجنتينية أن صندوق النقد الدولي وافق على الطلب الذي تقدمت به للحصول على قرض، رغم أن المبلغ المحدد والشروط المحددة لم تقرر بعد.
وشأنها شأن العديد من الأرجنتينيين، تشعر خبيرة الاتصالات الاجتماعية إميليو باديلا بقلق من أن تفرض وكالة الإقراض تدابير تقشفية صارمة، كما فعلت في الماضي، في إطار حزمة الإقراض التي قدمتها للبلاد.
وقالت باديلا إن هذه الشروط تنطوى عادة على "عوائق اجتماعية" بما فيها خفض المزايا المستحقة أثناء العمل وخفض الدعم وأنواع أخرى من الصيغ التي تؤثر على أكثر فئات المجتمع ضعفا.
وقد حاولت الحكومة تهدئة هذه المخاوف من خلال الإشارة إلى أن صندوق النقد الدولي يقدم أسعارا وشروطا أفضل من السوق تجعل القروض "أرخص".
وذكر دايري بادرون (27 عاما) الذي يعمل في مجال الدعاية أن انخفاض قيمة العملة الذي صاحبه اتخاذ إجراءات اقتصادية أدت إلى ارتفاع أسعار الخدمات العامة وكذا التفاوض مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض وضعا الأرجنتينيين في حالة تأهب قصوي، مضيفا "إن ذلك يولد حالة من التأهب بين السكان لأنهم لا يعرفون المدى الذي سترتفع به أسعار كل شئ".
وقال بادرون لـ((شينخوا)) "هذا يجعلني متحير مما إذا كان يتعين شراء منتج أم لا، وأتساءل إلى أي مدى سترتفع أسعار تذاكر الطيران، وما إذا كان من الأفضل استثمار الأموال في أصول مادية أم شراء دولارات".
