رام الله 14 مايو 2018 (شينخوا) ندد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بتدشين الولايات المتحدة الأمريكية سفارتها في مدينة القدس اليوم (الإثنين)، معتبرا إياها "بؤرة استيطانية".
وقال عباس في كلمة له قبيل بدء اجتماع للقيادة الفلسطينية في مدينة رام الله بالضفة الغربية اليوم، "اليوم سمعنا افتتحوا سفارة، وهي ليست سفارة إنما بؤرة استيطانية أمريكية في القدس الشرقية".
وأضاف "تفتتح السفارة ويقولون في أرض الأباء والأجداد، لكنه تزوير للتاريخ لأن الأرض الفلسطينية هي أرض الكنعانيين وأجدادنا منذ ما قبل سيدنا إبراهيم، ونحن موجودون في هذه الأرض بشكل مستمر".
واعتبر عباس أن "أمريكا بعملها هذا استبعدت نفسها عن الوساطة في عملية السلام مع إسرائيل" المتوقفة منذ نهاية مارس من العام 2014.
وشدد على "أن الجانب الفلسطيني لن يقبل إلا وساطة دولية تأتي من خلال مؤتمر دولي بعدد من دول العالم وليست بدولة واحدة على الإطلاق".
وتابع الرئيس الفلسطيني أن "أمريكا لن يُقبل منها على الإطلاق ما تتحدث عنه، الصفقة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، مشيرا إلى "أن الصفقة وصلت ونحن علمناها وفهمناها بإزاحة ملفي القدس واللاجئين من طاولة المفاوضات".
وأردف عباس قائلا إن "الجانب الفلسطيني لن يقبل من الجانب الأمريكي أو يسمع منه حتى لو جاء بأحسن من هذا"، موضحا أنه "وحدهم لن نسمع منهم أي صفقة أو حديث سياسي على الإطلاق".
وأكد أن "الشعب الفلسطيني لن يتوقف عن نضاله السلمي حتى النصر بإقامة الدولة وعاصمتها القدس".
ودشنت واشنطن في وقت سابق اليوم نقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، بناء على إعلان الرئيس دونالد ترامب، الاعتراف بالمدينة المقدسة عاصمة لإسرائيل في السادس من ديسمبر الماضي.
وشارك في المراسم وفد أمريكي رسمي مكون من 250 شخصا بينهم جون سوليفان نائب وزير الخارجية، وابنة الرئيس الأمريكي إيفانكا ترامب وزوجها جاريد كوشنر، وعشرات من أعضاء الكونغرس، فيما تحدث ترامب عبر تسجيل فيديو.
وبشأن الأحداث في قطاع غزة، قال عباس إن "اليوم هو من أعنف الأيام التي تمر على الشعب الفلسطينيين، حيث سقط حتى اللحظة 52 شهيدا، والعدد مرشح إلى أن يكبر، وهذا دليل مستوى القسوة التي تتعامل بها إسرائيل مع الفلسطينيين".
وطالب عباس "العالم العربي والصديق بأخذ موقف بعد هذه الإجراءات والمجازر التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني".
وأعلن الرئيس الفلسطيني "تنكيس الأعلام يوم غد لمدة ثلاثة أيام حدادا على أرواح الشهداء وكذلك ذكرى النكبة ال70".
وقتل 52 فلسطينيا وأصيب 2400 آخرون بجروح وحالات اختناق خلال مواجهات تدور مع الجيش الإسرائيلي منذ صباح اليوم على أطراف شرق قطاع غزة، حسب ما أعلن الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق من اليوم عن مقتل ثلاثة فلسطينيين إثر استهدافهم بقصف مدفعي على الحدود الشرقية لمدينة رفح جنوب قطاع غزة.
واندلعت المواجهات صباح اليوم بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي في المناطق الحدودية الشرقية الفاصلة بين قطاع غزة وإسرائيل ضمن "مسيرات العودة الكبرى" استجابة لدعوات "مليونية العودة".
ويتظاهر الفلسطينيون عشية الذكرى السبعين ليوم النكبة الفلسطينية، ورفضا لنقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل من تل أبيب إلى مدينة القدس.
وقبل احتجاجات اليوم قتل 49 فلسطينيا غالبيتهم العظمى بالرصاص الحي خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي منذ انطلاق مسيرات العودة في 30 مارس الماضي.
إلى ذلك، قال عباس إن "الاجتماع سيناقش تنفيذ قرارات المجلس الوطني الفلسطيني والمركزي، مشيرا إلى "أن القيادة ستعقد جلسات أخرى متواصلة في الأيام القادمة حتى الوصول إلى قرارات واضحة في أمور كثيرة تتعلق بالعلاقة مع إسرائيل والولايات المتحدة والمحاكم الدولية وحقوق الإنسان".