الأمم المتحدة 16 مايو 2018 (شينخوا) حث المبعوث الأممي الخاص للأزمة السورية ستافان دي ميستورا اليوم (الأربعاء) على وقف التصعيد في سوريا.
وقال دي ميستورا أمام مجلس الأمن "وقف التصعيد أمر غاية في الأهمية بين الأطراف الفاعلة السورية والدولية -- على المستويين الإقليمي والدولي. نأمل أن تتمكن الأطراف المعنية من إعادة تأسيس بعض القواعد في هذا الصدد."
وحذر دي ميستورا من أن التقارير الأخيرة عن القتال في سوريا بين إسرائيل وإيران علامات على تصعيد مثير للقلق في وضع لم تشهده المنطقة منذ 1973.
وقال دي ميستورا من خلال مؤتمر عبر الفيديو من جنيف إنه على الرغم من انه لا يمكن التأكد من الإدعاءات الخاصة بتبادل الهجمات، الا ان الصورة غير المكتملة تبرهن على المسار المضطرب للمواجهة الدولية في سوريا التي أصبحت أكثر تكرارا وشدة، وهو أمر لم يتكرر منذ 1973.
وأعرب دي ميستورا أيضا عن قلقه بشأن الوضع في إدلب، محذرا من أنه في حالة تكرار ما حدث في الغوطة الشرقية مع إدلب، فإن الأمر سيكون أكثر سوءا.
هجوم القوات الحكومية على قطاع الغوطة الشرقية قرب دمشق تسبب في عملية نزوح كبرى للمواطنين قبل ان تتمكن القوات الحكومية من إحكام سيطرتها على القطاع الشهر الماضي.
وقال دي ميستورا أمام مجلس الأمن من خلال مؤتمر عبر الفيديو من جنيف "نتحدث عن نحو 110 آلاف شخص تم إجلاؤهم إلى شمال غرب سوريا ومناطق درع الفرات خلال الشهرين الماضيين. هناك تقارير عن إصابة الكثيرين منهم وحاجتهم الضرورية للمساعدة والحماية."
وتابع يقول "إذا ما تكرر سيناريو الغوطة الشرقية في إدلب، ستكون العواقب ستة أضعاف ما كان في المرة السابقة، أكرر ستة أضعاف، وستكون على نحو أسوأ وسيتضرر 2.3 مليون شخص هناك، نصفهم بالفعل من المشردين داخليا."
كما حذر من ان التصعيد في إدلب أو المناطق الاخرى شمال غربي سوريا ربما يتسبب في جلب مخاطر ليس فقط للمدنيين السوريين ولكن أيضا للأمن والسلام الدوليين، حيث تنتشر في العديد من المناطق قوات دولية وخارجية.
وقال دي ميستورا "الصراع ربما يتسبب في وقوع مواجهات بين تلك القوات، الأمر الذي سيقودنا نحو حرب إقليمية أو صراع دولي، لذلك، هناك حاجة لعقد مناقشات دولية بشأن كيفية منع ذلك، وقف التصعيد بشكل خاص، وهي تحدث ولكن في حاجة إلى ان تكون أكثر فاعلية."
وعلى الرغم من ذلك، فإن دي ميستورا أعرب عن تحمسه للجولة الأخيرة من المحادثات في العاصمة القازاقية أستانة، حيث تناقش الدول الثلاث الضامنة --- روسيا وإيران وتركيا -- بشكل فعال كيفية تجنب أسوأ سيناريو في إدلب."
وأكد دي ميستورا على أهمية إنعاش العملية السياسية سواء فيما يخص تشكيل لجنة دستورية أو فيما يخص اتخاذ خطوات مبدئية نحو توفير حياة آمنة وهادئة وبيئة محايدة.
وقال "وقف التصعيد أمر لا غنى عنه، هذا ما اخبرنا به السوريين انفسهم، ولكن هو مكون واحد فقط من المكونات الضرورية للتحرك قدما في العملية السياسية. ما نحتاجه أيضا للتغلب على التحديات القائمة من أجل عملية جنيف ناجحة لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2245"، وذلك في اشارة لقرار مجلس الأمن ديسمبر 2015 الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار والتسوية السياسية في سوريا.
وقال إن الأمم المتحدة مستعدة لتيسير المناقشات بشأن تنفيذ العملية السياسية من خلال مشاركة الحكومة السورية والمعارضة والمجتمع المدني السوري.
وأوضح أن الأمم المتحدة تؤمن بان هناك حاجة عاجلة لدبلوماسية عالية المستوى لتدعيم وقف التصعيد وتجنب سوء التقدير وضمان تواصل أصيل بشأن نهاية مستدامة للصراع في سوريا.
وقال إنه يتطلع بشغف للزيارة المقبلة لموسكو من جانب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.