تقرير إخباري: العالم الإسلامي يدرس اتخاذ إجراءات ضد البلدان التي تحذو حذو الولايات المتحدة بشأن القدس

2018-05-19 10:25:10|arabic.news.cn
Video PlayerClose

إسطنبول 18 مايو 2018 (شينخوا) تعهدت منظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 دولة يوم الجمعة باتخاذ "جميع الخطوات اللازمة " لمنع البلدان الأخرى من أن تحذو حذو الولايات المتحدة بنقل سفاراتها في إسرائيل إلى القدس.

جاء هذا التحرك بعدما عقدت المنظمة قمة استثنائية في إسطنبول بناء على دعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أعقاب افتتاح الولايات المتحدة لسفارتها في القدس ومقتل أكثر من 60 متظاهرا فلسطينيا على أيدى القوات الإسرائيلية يوم الاثنين.

وفي إشارته إلى جواتيمالا التي حذت حذو الولايات المتحدة، أعرب البيان الختامي الذي اعتمد في ختام القمة عن "التصميم على اتخاذ الإجراءات السياسية والاقتصادية المناسبة وغيرها من الإجراءات ضد البلدان التي تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل أو تنقل سفاراتها إلى هناك".

وذكر البيان الختامي أن "الدول التي تسعي إلى مناصب دولية وتطلب دعم المنظمة لمرشحيها سيتم تقييمها على أساس مواقفها فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وخاصة موقفها بشأن القدس".

وتدعو المنظمة في الوثيقة إلى اتخاذ "الإجراءات الضرورية" ضد الدول الأعضاء التي لا تنصاع لقرارات المنظمة حول القضية الفلسطينية.

ولدى وصفها استخدام إسرائيل للقوة المميتة ضد الفلسطينيين العزل بأنه "جرائم وحشية"، دعت المنظمة إلى توفير حماية دولية للفلسطينيين، داعية الدول الأعضاء وكذا المجتمع الدولي إلى حظر استيراد المنتجات التي تُصنع في المستوطنات الإسرائيلية التي شيدت على الأرض المحتلة.

وأكدت المنظمة مجددا رفضها اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، واصفة نقل السفارة بأنه عمل "استفزازي وعدائي" ضد المجتمع الإسلامي .

وقال الرئيس التركي أردوغان في مؤتمر صحفي إن "إرسال قوة سلام دولية إلى الفلسطينيين الذين يضحون بشبابهم يوميا أمام الإرهاب الإسرائيلي أمر حتمى"، مضيفا أن "مسؤولية عواقب هذا القرار الاستفزاري في تخريبه لعملية السلام تقع بالكامل على عاتق الولايات المتحدة".

ويرى محمد سيف الدين إيرول رئيس مركز أنقرة لدراسات الأزمات والسياسات، أن قمة المنظمة هذه تبعث برسالة "واضحة جدا".

وذكر لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن "الأمر الملفت للغاية هو أن قادة المنظمة قرروا فرض عقوبات سياسية واقتصادية على الولايات المتحدة وإسرائيل والبلدان التي تدعمهما وتعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل".

ومن وجهة نظره، فإنه من الممكن الآن أن يقطع العالم الإسلامي العلاقات مع الولايات المتحدة ويعزز التعاون مع قوى أخرى معارضة أيضا للسياسات الأمريكية.

كما أكد علي فايق دمير الأكاديمي بجامعة جالاتاساراي في إسطنبول على أهمية الإجراءات السياسية والاقتصادية التي ستتخذها المنظمة ضد من يسعون إلى استرضاء الولايات المتحدة وإسرائيل.

وأضاف بقوله "لكن ما ماهية هذه الإجراءات التي يتحدثون عنها أو ما هو الحد الزمني، هذا أمر غير واضح"، مشيرا إلى أنه "لا يوجد جدول زمني محدد".

جدير بالذكر أن انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني وفتح السفارة الأمريكية في القدس في غضون أسبوع واحد فقط عملان قوبلا بإدانة واسعة ووصفا بأنهما تحركان متهوران يكرسان لمزيد من زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط المضطرب بالفعل. ولكن الانقسامات داخل العالم الإسلامي لا تعني توقع إجراءات مضادة قوية في الوقت الحالي.

وكتب النور شفيق في صحيفة ((ديلي صباح)) التركية يقول إن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلق المزيد من الشقاق في الشرق الأوسط بنقله السفارة الأمريكية إلى القدس. وزاد من تعقيد الفوضي القائمة في الشرق الأوسط وعمق من العداوة وانعدام الثقة".

وكتب فهر الدين التون في الصحيفة يقول إن "إستراتيجية ترسيخ الهيمنة على الفوض تلحق الضرر بدول المنطقة وشعوبها".

إن محنة الفلسطينيين تؤثر تأثيرا كبيرا في مشاعر الشعب التركي، ما يؤدى إلى الخروج المستمر للمسيرات في تركيا، وهو وضع يُعتقد أنه يفيد أردوغان وحزبه الحاكم مع اقتراب الانتخابات البرلمانية والرئاسية المبكرة والمقرر إجراؤها في 24 يونيو المقبل.

   1 2 3 4 5 >  

010020070790000000000000011100001371906961