مقالة خاصة: السلاح والإنترنت والعزلة...ثلاثة عوامل قد تؤدى إلى زيادة حوادث إطلاق النار الجماعي في الولايات المتحدة

14:05:10 19-05-2018 | Arabic. News. Cn

واشنطن 18 مايو 2018 (شينخوا) إن سهولة توافر الأسلحة إلى جانب الإنترنت والشعور المتزايد بالعزلة الاجتماعية يمكن أن يحول بعض الناس إلى قنابل موقوتة.

ومع وقوع حادث إطلاق نار جماعي آخر يوم الجمعة، فإن هذه العوامل الثلاثة مجتمعة تستدعي إلقاء نظر عن قرب، هكذا يقول الخبراء.

فقد شهد يوم الجمعة أحدث حادث إطلاق نار جماعي في الولايات المتحدة عندما شرع طالب مسلح في القيام بعمليات قتل في مدرسة ثانوية بولاية تكساس الأمريكية حيث أفادت التقرير بأن حصيلة القتلى بلغت 10 أشخاص. ويأتي هذا الحادث بعد فترة ليست بكبيرة عن الحادث السابق الذي وقع في فبراير بولاية فلوريدا الأمريكية وخلف 17 قتيلا .

ويشير العديد من الخبراء إلى توافر الأسلحة النارية كسبب رئيسي وراء حدوث ارتفاع كبير في حوادث إطلاق النار الجماعي بالولايات المتحدة خلال العقد الماضي، لكن خبراء آخرين يقولون إن الأمر ليس بهذه البساطة.

في الواقع، يعد الحصول على الأسلحة النارية أمرا سهلا نسبيا في الولايات المتحدة، لكن العقد الماضي شهد أربعة من أكثر حوادث إطلاق النار فتكا في تاريخ الولايات المتحدة.

ففي عام 2007، قتل طالب في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا 32 شخصا؛ وفي عام 2012، أودى مسلح بحياة 28 شخصا في مذبحة وقعت في مدرسة ساندي هوك الابتدائية من بينهم 20 طفلا؛ وفي عام 2016، قتل مسلح 49 شخصا في ملهى ليلي لمثليي الجنس في أورلاندو. أما حادث إطلاق النار الذي وقع في لاس فيغاس في أكتوبر -- والذي لقى فيه قرابة 60 شخصا مصرعهم وأصيب 500 آخرون -- فقد قزم كل هذه الحوادث الثلاث من حيث عدد القتلى.

وإلى جانب الأسلحة ، هناك عاملان إضافيان يقول الخبراء إنه تجدر الإشارة إليهما باعتبارهما سببين محتملين وراء الارتفاع في حوادث إطلاق النار الجماعي في السنوات الأخيرة.

أولهما، إن هناك مستوى متزايد من العزلة الاجتماعية في البلاد.

فيعتقد الكثيرون أن هذا يرجع إلى أن الناس، وخاصة الشباب، يمضون وقتا أطول من ذي قبل على وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت والهواتف الذكية. وهذا يحرمهم من التفاعل البشري الذي يقول علماء النفس وعلماء الاجتماع أن كل الناس بحاجة إليه للحفاظ على الصحة النفسية. فالكثير من العزلة يمكن أن تؤدى إلى شخص غير مستقر عقليا يكون على حافة الهاوية ويرتكب أعمال عنف، وذلك كما تذهب الحجة.

كما وجدت دراسات حديثة أيضا زيادة كبيرة في حالات الاكتئاب بين الشباب. ووجدت شركة التأمين الأمريكية الرئيسية "بلو كروس بلو شيلد"، في تقرير حديث لها، زيادة بنسبة 33 في المائة في تشخيص حالات الاكتئاب في الفترة من عام 2013 إلى عام 2016.

وثانيهما، توفر شبكة الانترنت وعد الشهرة الفورية لشخص يرتكب عملا عنيفا.

في عصر الانترنت، يمكن للمرء أن يصبح شهيرا على الفور في جميع أنحاء العالم عن طريق ارتكاب قتل جماعي. في غضون ثواني بعد إطلاق الشرطة اسم قاتل جماعي، فإن الانترنت ينهمك في حالة نشطة، ويبث اسم القاتل في جميع أنحاء العالم. بالنسبة لقتلة يسعون للانتقام لشعور محسوس لديهم بأن المجتمع قد أساء إليهم، فإن القتل المعلن هو الثأر النهائي، حسبما يقول خبراء.

وقال جوزيف أيه تومي، وهو أستاذ مساعد ومدير تركيز السيكولوجية الجنائية بكلية ويليام جيمس، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن أحد الأنماط الشائعة بين القتلة الجماعيين هو الفشل في التعامل مع الخسارة والاستجابة لتلك الأنواع من الأشياء التي تناسب نمط العزلة.

وأضاف تومي غالبا ما يكون هؤلاء الأفراد هم أشخاص "شعروا بأنهم تعرضوا للتنمر أو الاضطهاد لفترة طويلة من حياتهم"، في إشارة إلى القتلة الجماعيين. وتابع "وثم عندما تحدث هذه الخسائر لا يتعاملون معها بشكل جيد. يصبحون غاضبين للغاية، ويستحوذ عليهم التفكير في الخسائر، وينسبون اللوم عن هذه الخسائر لعوامل خارجية، حيث يلقون باللائمة على من حولهم أو على الظروف داخل مجتمعهم".

وأفاد "لذلك، فإنه نوع من إطلاق العنان ردا على ذلك".

وقال كريستوفر غالديري، الأستاذ المساعد بكلية سانت أنسيلم، لوكالة أنباء ((شينخوا))، "إذا لم يكن هناك شيء آخر، يبدو أن عمليات إطلاق النار الجماعي أصبحت أكثر شيوعا، وكل واحدة منها تؤدي إلى سيل من التغطية الإخبارية بطريقة لم ترها، على سبيل المثال، قبل 25 عاما، عندما كانت هناك قناة إخبارية كابلية واحدة وعدد قليل من الناس ممن يستخدمون الانترنت".

فيما أفاد داريل ويست، كبير الباحثين في معهد بروكينغز، لوكالة أنباء ((شينخوا))، "إنهم (الجناة) يعرفون أن أسمائهم وصورهم سوف تدور حول العالم، وهذا ما قد يشجعهم على الانخراط في أعمال كانت في السابق محدودة للغاية في نطاقها".

وأضاف أن "هذا هو السبب في أن بعض المنافذ الإخبارية بدأت تتوقف عن ذكر أسماء الجناة من أجل حرمانهم من الظهور".

ويعتقد ويست أيضا أن عمليات إطلاق النار الجماعي المتكررة هي نتيجة لسهولة الحصول على الأسلحة النارية في البلاد.

من جهته، قال دان ماهافي، نائب رئيس ومدير السياسات بمركز دراسات الرئاسة والكونغرس، لوكالة أنباء ((شينخوا))، "مع هذا الحادث الذي يأتي بعد وقوع العديد من الحوادث المماثلة، نرى مرة أخرى العواقب المأساوية لأشخاص حاقدين مع سهولة الحصول على أسلحة نارية".

كما حث ماهافي على اتخاذ إجراءات لتحسين الوضع.

وقال "ليس لأي حادث حل واحد يناسب الجميع بعيدا عن الرقابة على الأسلحة، بيد أن عنصر أساسي منه سيتعين أن يكون تحسين عمليات التحقق من الخلفية؛ والترخيص أو فرض قيود على أسلحة أكثر قوة وذات قدرة عالية؛ وتحسين فحص الصحة العقلية والقدرة على إزالة الأسلحة من أولئك الذين يعانون من مشاكل عقلية؛ وتحسين الأمن والتحصين في المدارس".

ومع ذلك، قال الخبراء إنه على الرغم من تصاعد العنف الجماعي، فإنه من غير المرجح أن تتخذ واشنطن أي إجراء.

 

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

arabic.news.cn

مقالة خاصة: السلاح والإنترنت والعزلة...ثلاثة عوامل قد تؤدى إلى زيادة حوادث إطلاق النار الجماعي في الولايات المتحدة

新华社 | 2018-05-19 14:05:10

واشنطن 18 مايو 2018 (شينخوا) إن سهولة توافر الأسلحة إلى جانب الإنترنت والشعور المتزايد بالعزلة الاجتماعية يمكن أن يحول بعض الناس إلى قنابل موقوتة.

ومع وقوع حادث إطلاق نار جماعي آخر يوم الجمعة، فإن هذه العوامل الثلاثة مجتمعة تستدعي إلقاء نظر عن قرب، هكذا يقول الخبراء.

فقد شهد يوم الجمعة أحدث حادث إطلاق نار جماعي في الولايات المتحدة عندما شرع طالب مسلح في القيام بعمليات قتل في مدرسة ثانوية بولاية تكساس الأمريكية حيث أفادت التقرير بأن حصيلة القتلى بلغت 10 أشخاص. ويأتي هذا الحادث بعد فترة ليست بكبيرة عن الحادث السابق الذي وقع في فبراير بولاية فلوريدا الأمريكية وخلف 17 قتيلا .

ويشير العديد من الخبراء إلى توافر الأسلحة النارية كسبب رئيسي وراء حدوث ارتفاع كبير في حوادث إطلاق النار الجماعي بالولايات المتحدة خلال العقد الماضي، لكن خبراء آخرين يقولون إن الأمر ليس بهذه البساطة.

في الواقع، يعد الحصول على الأسلحة النارية أمرا سهلا نسبيا في الولايات المتحدة، لكن العقد الماضي شهد أربعة من أكثر حوادث إطلاق النار فتكا في تاريخ الولايات المتحدة.

ففي عام 2007، قتل طالب في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا 32 شخصا؛ وفي عام 2012، أودى مسلح بحياة 28 شخصا في مذبحة وقعت في مدرسة ساندي هوك الابتدائية من بينهم 20 طفلا؛ وفي عام 2016، قتل مسلح 49 شخصا في ملهى ليلي لمثليي الجنس في أورلاندو. أما حادث إطلاق النار الذي وقع في لاس فيغاس في أكتوبر -- والذي لقى فيه قرابة 60 شخصا مصرعهم وأصيب 500 آخرون -- فقد قزم كل هذه الحوادث الثلاث من حيث عدد القتلى.

وإلى جانب الأسلحة ، هناك عاملان إضافيان يقول الخبراء إنه تجدر الإشارة إليهما باعتبارهما سببين محتملين وراء الارتفاع في حوادث إطلاق النار الجماعي في السنوات الأخيرة.

أولهما، إن هناك مستوى متزايد من العزلة الاجتماعية في البلاد.

فيعتقد الكثيرون أن هذا يرجع إلى أن الناس، وخاصة الشباب، يمضون وقتا أطول من ذي قبل على وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت والهواتف الذكية. وهذا يحرمهم من التفاعل البشري الذي يقول علماء النفس وعلماء الاجتماع أن كل الناس بحاجة إليه للحفاظ على الصحة النفسية. فالكثير من العزلة يمكن أن تؤدى إلى شخص غير مستقر عقليا يكون على حافة الهاوية ويرتكب أعمال عنف، وذلك كما تذهب الحجة.

كما وجدت دراسات حديثة أيضا زيادة كبيرة في حالات الاكتئاب بين الشباب. ووجدت شركة التأمين الأمريكية الرئيسية "بلو كروس بلو شيلد"، في تقرير حديث لها، زيادة بنسبة 33 في المائة في تشخيص حالات الاكتئاب في الفترة من عام 2013 إلى عام 2016.

وثانيهما، توفر شبكة الانترنت وعد الشهرة الفورية لشخص يرتكب عملا عنيفا.

في عصر الانترنت، يمكن للمرء أن يصبح شهيرا على الفور في جميع أنحاء العالم عن طريق ارتكاب قتل جماعي. في غضون ثواني بعد إطلاق الشرطة اسم قاتل جماعي، فإن الانترنت ينهمك في حالة نشطة، ويبث اسم القاتل في جميع أنحاء العالم. بالنسبة لقتلة يسعون للانتقام لشعور محسوس لديهم بأن المجتمع قد أساء إليهم، فإن القتل المعلن هو الثأر النهائي، حسبما يقول خبراء.

وقال جوزيف أيه تومي، وهو أستاذ مساعد ومدير تركيز السيكولوجية الجنائية بكلية ويليام جيمس، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن أحد الأنماط الشائعة بين القتلة الجماعيين هو الفشل في التعامل مع الخسارة والاستجابة لتلك الأنواع من الأشياء التي تناسب نمط العزلة.

وأضاف تومي غالبا ما يكون هؤلاء الأفراد هم أشخاص "شعروا بأنهم تعرضوا للتنمر أو الاضطهاد لفترة طويلة من حياتهم"، في إشارة إلى القتلة الجماعيين. وتابع "وثم عندما تحدث هذه الخسائر لا يتعاملون معها بشكل جيد. يصبحون غاضبين للغاية، ويستحوذ عليهم التفكير في الخسائر، وينسبون اللوم عن هذه الخسائر لعوامل خارجية، حيث يلقون باللائمة على من حولهم أو على الظروف داخل مجتمعهم".

وأفاد "لذلك، فإنه نوع من إطلاق العنان ردا على ذلك".

وقال كريستوفر غالديري، الأستاذ المساعد بكلية سانت أنسيلم، لوكالة أنباء ((شينخوا))، "إذا لم يكن هناك شيء آخر، يبدو أن عمليات إطلاق النار الجماعي أصبحت أكثر شيوعا، وكل واحدة منها تؤدي إلى سيل من التغطية الإخبارية بطريقة لم ترها، على سبيل المثال، قبل 25 عاما، عندما كانت هناك قناة إخبارية كابلية واحدة وعدد قليل من الناس ممن يستخدمون الانترنت".

فيما أفاد داريل ويست، كبير الباحثين في معهد بروكينغز، لوكالة أنباء ((شينخوا))، "إنهم (الجناة) يعرفون أن أسمائهم وصورهم سوف تدور حول العالم، وهذا ما قد يشجعهم على الانخراط في أعمال كانت في السابق محدودة للغاية في نطاقها".

وأضاف أن "هذا هو السبب في أن بعض المنافذ الإخبارية بدأت تتوقف عن ذكر أسماء الجناة من أجل حرمانهم من الظهور".

ويعتقد ويست أيضا أن عمليات إطلاق النار الجماعي المتكررة هي نتيجة لسهولة الحصول على الأسلحة النارية في البلاد.

من جهته، قال دان ماهافي، نائب رئيس ومدير السياسات بمركز دراسات الرئاسة والكونغرس، لوكالة أنباء ((شينخوا))، "مع هذا الحادث الذي يأتي بعد وقوع العديد من الحوادث المماثلة، نرى مرة أخرى العواقب المأساوية لأشخاص حاقدين مع سهولة الحصول على أسلحة نارية".

كما حث ماهافي على اتخاذ إجراءات لتحسين الوضع.

وقال "ليس لأي حادث حل واحد يناسب الجميع بعيدا عن الرقابة على الأسلحة، بيد أن عنصر أساسي منه سيتعين أن يكون تحسين عمليات التحقق من الخلفية؛ والترخيص أو فرض قيود على أسلحة أكثر قوة وذات قدرة عالية؛ وتحسين فحص الصحة العقلية والقدرة على إزالة الأسلحة من أولئك الذين يعانون من مشاكل عقلية؛ وتحسين الأمن والتحصين في المدارس".

ومع ذلك، قال الخبراء إنه على الرغم من تصاعد العنف الجماعي، فإنه من غير المرجح أن تتخذ واشنطن أي إجراء.

 

الصور

010020070790000000000000011101421371911361