القاهرة 23 مايو 2018 (شينخوا) وقعت القاهرة وموسكو اليوم (الأربعاء)، اتفاقية لإنشاء منطقة صناعية روسية فى شرق بورسعيد، ضمن منطقة محور قناة السويس، شمال شرق العاصمة المصرية.
ووقع الاتفاقية كل من وزير التجارة والصناعة المصري طارق قابيل، ونظيره الروسي دينيس مانتروف، وذلك خلال اجتماعات اللجنة المشتركة بين البلدين في موسكو، حسب وكالة أنباء (الشرق الأوسط).
وقال وزير التجارة المصري طارق قابيل، إن هذه الاتفاقية تمتد لمدة 50 عاما، على أن تجدد تلقائيا لمدة خمسة أعوام متتالية فى حال موافقة الجانبين.
واعتبر أن الاتفاقية "تمثل نقلة نوعية فى مستوى العلاقات الاستراتيجية بين مصر وروسيا، حيث تستهدف زيادة التعاون الثنائي في مجال الصناعة، وتعزيز فرص الاستثمار، وضمان توفير ظروف مواتية لإقامة وتطوير التعاون الصناعي والعلمي والفني بين الكيانات الاستثمارية في كلا البلدين".
وسوف تقام المنطقة الصناعية الروسية على مساحة 5.25 مليون متر مربع بنظام حق الانتفاع، ومن المخطط أن تجتذب استثمارات تصل إلى نحو سبعة مليارات دولار، وفقا لقابيل.
ومن المقرر أن تبلغ تكاليف إنشاء المرحلة الأولى من المنطقة الصناعية الروسية في مصر نحو 190 مليون دولار.
وسوف توفر الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس بيانات جيولوجية وجيوجرافية كاملة لموقع المنطقة الصناعية الروسية، لتقييم إمكانية إقامة المرافق الصناعية والبنية التحتية، إلى جانب تقديم خدمات الشباك الواحد فيما يتعلق بإصدار التصاريح والتراخيص وتقديم الاستشارات بشأن القوانين واللوائح المعمول بها في مصر.
وتابع الوزير المصري أن "الطرفين سيلتزمان بموجب هذه الاتفاقية بالتعاون في إنشاء وضمان توافر الظروف اللازمة للتشغيل الفعال للمنطقة الصناعية الروسية.. وتصنيع منتجات تنافسية تلبي طلب السوق المصرية والأسواق الخارجية على المنتجات التكنولوجية عالية الجودة، الأمر الذى سيجعل من مصر محورا لانطلاق المنتجات الروسية إلى كافة الأسواق العالمية وبصفة خاصة الشرق الأوسط وأفريقيا".
وجرى توقيع الاتفاقية خلال اجتماعات اللجنة المصرية الروسية المشتركة في موسكو، التي أكد قابيل أنها " تمهد لبدء مرحلة جديدة للعلاقات التجارية والاقتصادية، وتسهم في ترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين".
وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا 3.8 مليار دولار في 2017، وهو أعلى معدل للتبادل التجاري في تاريخ العلاقات التجارية المشتركة بين البلدين.
في حين وصل حجم الاستثمارات الروسية غير البترولية في مصر نحو 66.5 مليون دولار.
ورأى قابيل أن " إقامة المنطقة الصناعية الروسية يجعل مصر قاعدة إقليمية للاستثمارات الروسية في الشرق الأوسط وأفريقيا".
في الوقت ذاته، أعرب الوزير المصري عن تطلع بلاده إلى الإسراع في بدء المفاوضات الخاصة بإبرام اتفاق التجارة الحرة بين مصر ودول الاتحاد الأوراسي، من أجل تعزيز حجم التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة.
ويضم الاتحاد الأوراسي خمس دول، هي روسيا الاتحادية وبيلاروسيا وكازاخستان وأرمينيا وقيرغيزستان.
ومن المقرر أن يتم عقد الجولة الأولى لمفاوضات اتفاق التجارة الحرة بين مصر ودول الاتحاد الأوراسي في سبتمبر المقبل، حسب بيان لوزارة التجارة والصناعة المصرية اليوم.
وأوضح البيان، أن قابيل وفيرونيكا نيكشينيا وزيرة تجارة الاتحاد الاقتصادي الأوراسى بحثا خلال لقاء في موسكو "وضع خارطة طريق وخطة عمل للمفاوضات، وفق جدول زمني محدد للإسراع في الانتهاء من اتفاق التجارة الحرة بين مصر ودول الاتحاد الاوراسي في أقرب وقت".
وتوقع الوزير المصري أن يسهم هذا الاتفاق في إحداث طفرة في العلاقات الاستثمارية والتجارية بين الجانبين.
وشهدت معدلات التبادل التجارى بين مصر ودول الاتحاد الأوراسى زيادة كبيرة خلال العام الماضى، حيث بلغت حوالي 6.9 مليار دولار، هي 6.3 مليار دولار واردات مصرية، و573 مليون دولار صادرات مصرية.
من جانبها، أكدت فيرونيكا نيكشينيا حرص الاتحاد على بدء المفاوضات الخاصة باتفاق التجارة الحرة مع مصر، حيث شهدت المرحلة الماضية تحركا مكثفا من الاتحاد للتنسيق مع الدول الخمس الأعضاء للوصول إلى موقف موحد بشأن بدء التفاوض، وهو الأمر الذى تم إنجازه بالفعل.
وأشارت إلى أنه سيشارك في جولات التفاوض المباشرة مع مصر ممثلون عن الدول الخمس الأعضاء بالاتحاد، إلى جانب ممثلي اللجنة الاقتصادية الأوراسية.
ومن المقرر أن يتم إجراء اتصالات مكثفة بين فريقي التفاوض من الجانبين الأوراسى والمصري عبر الفيديو كونفرانس، وذلك لإنهاء جولات التفاوض فى أقرب وقت، حسب نيكشينيا.
