تحقيق : نازحو مخيم اليرموك في لبنان يرغبون في العودة إلى سوريا

20:05:11 24-05-2018 | Arabic. News. Cn

طرابلس، شمال لبنان 24 مايو 2018 (شينخوا) بعد سنوات من النزوح والعيش في ظروف صعبة بشمال لبنان، ترغب الفلسطينية العجوز خديجة صبري، مثل مئات العائلات اللاجئة في العودة إلى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق بعد سيطرة الجيش السوري عليه.

وتقطن خديجة مع مئات العائلات النازحة في مخيمي البداوي ونهر البارد للاجئين الفلسطينيين بشمال لبنان.

وتشير إحصاءات غير رسمية إلى وجود نحو 700 عائلة في مخيمي البداوي ونهر البارد، كان أفرادها قد لجأوا إلى لبنان هربا من القتال في مخيم اليرموك بسوريا.

وأعلن الجيش السوري الإثنين الماضي "تطهير" مخيم اليرموك وحي الحجر الأسود جنوب دمشق من الإرهاب بشكل كامل بعد معارك دامت شهرا ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وسيطر الجيش للمرة الأولى منذ العام 2012 على دمشق ومحيطها وريفها وبلداته بالكامل، وأعلنها "مناطق آمنة".

ودخلت وحدات من قوى الأمن الداخلي في سوريا تتقدمها قافلة من الدراجات النارية وسيارات الشرطة مزينة بالأعلام وصور الرئيس السوري بشار الأسد، الثلاثاء مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وحي الحجر الأسود ورفعت العلم السوري فوق المباني الحكومية.

ووسط أجواء من الفرح والأمل خلال الأيام الأخيرة عاش سكان مخيم اليرموك اللاجئون في لبنان في انتظار قرار السماح لهم بالعودة إلى منازلهم في سوريا.

وتأمل الفلسطينية البالغة من العمر (65 عاما) خديجة صبري، أن "يكون منزلها ما زال صالحا للسكن" رغم مشاهدتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي صورا للدمار في كامل أرجاء مخيم اليرموك.

وتقول المرأة العجوز لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لا أعرف ماذا حل بمنزلي في مخيم اليرموك (..) غادرت منذ نحو عامين مضطرة مع عائلات أخرى إلى لبنان بعد دخول عناصر تنظيم داعش" إلى المخيم.

وتقيم خديجة في حي بممرات معتمة وضيقة في مخيم البداوي مع أولادها الثلاثة ونسائهم وتسعة أحفاد.

وتوضح "نعيش هنا ظروفا صعبا منذ نزوحنا، اضطررنا أن نقيم في منزل واحد لتوفير الأموال التي نحصل عليها من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (أونروا) حتى نستطيع أن نتحمل تبعات النزوح".

وتحصل خديجة ككل عائلة لاجئة على مبلغ 100 دولار بدل إيجار منزل، ولا يعمل أولادها الثلاثة بشكل متواصل بسبب ندرة فرص العمل، حسب ما تقول.

وبسبب معاناة النزوح، ترغب خديجة في العودة إلى منزلها في مخيم اليرموك.

وتقول "سنعود إلى المخيم في سوريا فور السماح بذلك حتى لو كان منزلي مدمرا، سأنصب خيمة بجانبه وسأعمل على إعادة بنائه مع أولادي".

وبنفس الرغبة والحماس، ينتظر الفلسطيني خالد السعيد، فتح المجال أمام العودة لمخيم اليرموك.

ويقول السعيد البالغ من العمر (37 عاما) بحماس "سنعود ولو كانت منازلنا مدمرة، وسنعيد بناءها".

ويضيف "نأمل أن يُفتح المجال أمامنا لكي نعود بأسرع وقت ممكن".

ويشير الرجل إلى وضع صعب عاشه في سنوات النزوح مقارنة بحياته "المستقرة" في سوريا.

ويقول بألم "أقيم هنا مع زوجتي وأولادي الأربعة، ونحصل شهريا على مبلغ مئة دولار بدل إيجار منزل رغم أن الإيجار الذي أدفعه هو مئتي دولار".

ويتابع "تقدم لنا الأونروا مبلغ 40 ألف ليرة لبنانية (ما يعادل 27 دولارا) كمساعدة غذائية لكل شخص من أفراد العائلة، وأعمل مع صديق في ورشة بناء مقابل 30 دولارا لكي أمكن أطفالي من العيش".

ويشير السعيد في المقابل إلى حياته في سوريا، قائلا "كنت أعيش في سوريا في منزلي وأعمل في ورشة كهربائية وكانت حياتي تسير بشكل طبيعي ولم نكن نحتاج مساعدة أحد".

وتابع "لكن هنا (في لبنان) كل ما أجنيه لا يكفي للعيش بكرامة".

لكن رغبة السعيد وأقرانه من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان في العودة تصطدم بالواقع الحالي في مخيم اليرموك، إذ يعوق حجم الدمار به عودة سكانه.

ويقول مصدر فلسطيني رفض الكشف عن اسمه ل(شينخوا) إن "معظم العائلات الفلسطينية النازحة من سوريا تأمل بالعودة السريعة، ولكن هناك صعوبات في الوقت الراهن".

ويضيف "أن مخيم اليرموك يحتاج إلى بنية وخدمات ضرورية من مياه وكهرباء، بالإضافة إلى أن إعادة الإعمار تتطلب أموالا طائلة".

ويتابع "هناك عائلات قد تعود ولو كانت منازلها مدمرة، وعائلات أخرى ستنتظر تسوية أوضاعها".

ويُقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا من سوريا إلى لبنان بنحو 31 ألف لاجئ موزعون على خمس مناطق في المخيمات والتجمعات والمدن اللبنانية، بحسب إحصاءات الأونروا.

وكان مخيم اليرموك، وهو أكبر المخيمات الفلسطينية في سوريا، يؤوي نحو 170 ألف شخص قبل اندلاع النزاع السوري في العام 2011.

وقد فر معظم هؤلاء مع تمدد المعارك إلى مخيم اليرموك في العام 2012، إذ لجأ معظم سكانه إلى لبنان والأردن وتركيا ومناطق أخرى في سوريا.

وأظهرت نتائج تعداد عام هو الأول من نوعه للاجئين الفلسطينيين في لبنان نُشرت في ديسمبر 2017، أن لبنان يستضيف 174 ألف و422 لاجئا فلسطينيا في مخيمات وتجمعات محاذية لها في كافة أنحاء البلاد.

وبجانب اللاجئين الفلسطينيين، يستضيف لبنان أكثر من مليون ونصف المليون نازح سوري منذ أكثر من سبع سنوات، ما زاد من أعبائه الاقتصادية والاجتماعية، بحسب السلطات اللبنانية.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

arabic.news.cn

تحقيق : نازحو مخيم اليرموك في لبنان يرغبون في العودة إلى سوريا

新华社 | 2018-05-24 20:05:11

طرابلس، شمال لبنان 24 مايو 2018 (شينخوا) بعد سنوات من النزوح والعيش في ظروف صعبة بشمال لبنان، ترغب الفلسطينية العجوز خديجة صبري، مثل مئات العائلات اللاجئة في العودة إلى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق بعد سيطرة الجيش السوري عليه.

وتقطن خديجة مع مئات العائلات النازحة في مخيمي البداوي ونهر البارد للاجئين الفلسطينيين بشمال لبنان.

وتشير إحصاءات غير رسمية إلى وجود نحو 700 عائلة في مخيمي البداوي ونهر البارد، كان أفرادها قد لجأوا إلى لبنان هربا من القتال في مخيم اليرموك بسوريا.

وأعلن الجيش السوري الإثنين الماضي "تطهير" مخيم اليرموك وحي الحجر الأسود جنوب دمشق من الإرهاب بشكل كامل بعد معارك دامت شهرا ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وسيطر الجيش للمرة الأولى منذ العام 2012 على دمشق ومحيطها وريفها وبلداته بالكامل، وأعلنها "مناطق آمنة".

ودخلت وحدات من قوى الأمن الداخلي في سوريا تتقدمها قافلة من الدراجات النارية وسيارات الشرطة مزينة بالأعلام وصور الرئيس السوري بشار الأسد، الثلاثاء مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وحي الحجر الأسود ورفعت العلم السوري فوق المباني الحكومية.

ووسط أجواء من الفرح والأمل خلال الأيام الأخيرة عاش سكان مخيم اليرموك اللاجئون في لبنان في انتظار قرار السماح لهم بالعودة إلى منازلهم في سوريا.

وتأمل الفلسطينية البالغة من العمر (65 عاما) خديجة صبري، أن "يكون منزلها ما زال صالحا للسكن" رغم مشاهدتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي صورا للدمار في كامل أرجاء مخيم اليرموك.

وتقول المرأة العجوز لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لا أعرف ماذا حل بمنزلي في مخيم اليرموك (..) غادرت منذ نحو عامين مضطرة مع عائلات أخرى إلى لبنان بعد دخول عناصر تنظيم داعش" إلى المخيم.

وتقيم خديجة في حي بممرات معتمة وضيقة في مخيم البداوي مع أولادها الثلاثة ونسائهم وتسعة أحفاد.

وتوضح "نعيش هنا ظروفا صعبا منذ نزوحنا، اضطررنا أن نقيم في منزل واحد لتوفير الأموال التي نحصل عليها من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (أونروا) حتى نستطيع أن نتحمل تبعات النزوح".

وتحصل خديجة ككل عائلة لاجئة على مبلغ 100 دولار بدل إيجار منزل، ولا يعمل أولادها الثلاثة بشكل متواصل بسبب ندرة فرص العمل، حسب ما تقول.

وبسبب معاناة النزوح، ترغب خديجة في العودة إلى منزلها في مخيم اليرموك.

وتقول "سنعود إلى المخيم في سوريا فور السماح بذلك حتى لو كان منزلي مدمرا، سأنصب خيمة بجانبه وسأعمل على إعادة بنائه مع أولادي".

وبنفس الرغبة والحماس، ينتظر الفلسطيني خالد السعيد، فتح المجال أمام العودة لمخيم اليرموك.

ويقول السعيد البالغ من العمر (37 عاما) بحماس "سنعود ولو كانت منازلنا مدمرة، وسنعيد بناءها".

ويضيف "نأمل أن يُفتح المجال أمامنا لكي نعود بأسرع وقت ممكن".

ويشير الرجل إلى وضع صعب عاشه في سنوات النزوح مقارنة بحياته "المستقرة" في سوريا.

ويقول بألم "أقيم هنا مع زوجتي وأولادي الأربعة، ونحصل شهريا على مبلغ مئة دولار بدل إيجار منزل رغم أن الإيجار الذي أدفعه هو مئتي دولار".

ويتابع "تقدم لنا الأونروا مبلغ 40 ألف ليرة لبنانية (ما يعادل 27 دولارا) كمساعدة غذائية لكل شخص من أفراد العائلة، وأعمل مع صديق في ورشة بناء مقابل 30 دولارا لكي أمكن أطفالي من العيش".

ويشير السعيد في المقابل إلى حياته في سوريا، قائلا "كنت أعيش في سوريا في منزلي وأعمل في ورشة كهربائية وكانت حياتي تسير بشكل طبيعي ولم نكن نحتاج مساعدة أحد".

وتابع "لكن هنا (في لبنان) كل ما أجنيه لا يكفي للعيش بكرامة".

لكن رغبة السعيد وأقرانه من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان في العودة تصطدم بالواقع الحالي في مخيم اليرموك، إذ يعوق حجم الدمار به عودة سكانه.

ويقول مصدر فلسطيني رفض الكشف عن اسمه ل(شينخوا) إن "معظم العائلات الفلسطينية النازحة من سوريا تأمل بالعودة السريعة، ولكن هناك صعوبات في الوقت الراهن".

ويضيف "أن مخيم اليرموك يحتاج إلى بنية وخدمات ضرورية من مياه وكهرباء، بالإضافة إلى أن إعادة الإعمار تتطلب أموالا طائلة".

ويتابع "هناك عائلات قد تعود ولو كانت منازلها مدمرة، وعائلات أخرى ستنتظر تسوية أوضاعها".

ويُقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا من سوريا إلى لبنان بنحو 31 ألف لاجئ موزعون على خمس مناطق في المخيمات والتجمعات والمدن اللبنانية، بحسب إحصاءات الأونروا.

وكان مخيم اليرموك، وهو أكبر المخيمات الفلسطينية في سوريا، يؤوي نحو 170 ألف شخص قبل اندلاع النزاع السوري في العام 2011.

وقد فر معظم هؤلاء مع تمدد المعارك إلى مخيم اليرموك في العام 2012، إذ لجأ معظم سكانه إلى لبنان والأردن وتركيا ومناطق أخرى في سوريا.

وأظهرت نتائج تعداد عام هو الأول من نوعه للاجئين الفلسطينيين في لبنان نُشرت في ديسمبر 2017، أن لبنان يستضيف 174 ألف و422 لاجئا فلسطينيا في مخيمات وتجمعات محاذية لها في كافة أنحاء البلاد.

وبجانب اللاجئين الفلسطينيين، يستضيف لبنان أكثر من مليون ونصف المليون نازح سوري منذ أكثر من سبع سنوات، ما زاد من أعبائه الاقتصادية والاجتماعية، بحسب السلطات اللبنانية.

الصور

010020070790000000000000011100001372038921