بيروت 25 مايو 2018 (شينخوا) أكد رئيس الوزراء اللبناني المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري اليوم (الجمعة) في تصريحات أدلى بها للصحفيين عقب لقائه رؤساء الوزراء السابقين على تشكيل حكومة تقوم على التوافق الوطني.

وقال الحريري إنه تشاور مع رؤساء الوزراء السابقين سليم الحص ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام حول رؤيتهم لمستقبل الأمور وفي ملف تشكيل الحكومة المقبلة.

وأكد حول تصوره الأولي للحكومة العتيدة على "العمل بنفس الروحية والإيجابية التي عملنا على أساسها خلال السنة ونصف السنة التي مرت".

وعن توقعاته بتشكيل الحكومة في وقت قريب قال "أعتقد أن كل الأطراف السياسية تحث على سرعة تشكيل الحكومة ونأمل أن يكون الجميع واعيا للتحديات التي نواجهها" .

وأعرب عن اعتقاده بأن "الضغط الإقليمي لن يؤخر تشكيل الحكومة وأنه سيسرع في تشكيلها ما دام هناك توافق داخلي"، مؤكدا على "التفاهم مع الجميع وأن يكون لكل فريق حصة في الحكومة".

وردا على سؤال حول امكانية مطالبة "حزب الله" بتوزير أحد الأشخاص المدرجين على قائمة العقوبات الدولية قال "لم يحدثني بهذا الموضوع حزب الله أو أي فريق سياسي آخر".

وأضاف "بعيدا عن حزب الله، لنفترض أن أي شخص من أي فريق سياسي مدرج على لائحة الإنتربول هل يكون من الحكمة أن نوزره"، داعيا إلى "النظر للأمر من المنظار القانوني وليس من منظار التحدي".

وقال "نحن في دولة ديمقراطية فيها أحزاب ونواب وعلينا جميعا أن نتعاون لمصلحة لبنان العليا وإن كانت هذه المصلحة تقتضي ألا يوزر أحدهم فعلينا أن ننظر إلى هذا الموضوع من منطلق مصلحة البلد وليس من منطلق حزبي".

وحول اذا كانت العقوبات على "حزب الله" تفرض عليه تحديات وما اذا كان أعطى للغرب بهذا الشأن، قال "ليس لدي وعود تجاه أحد كما أنها ليست المرة الأولى التي تفرض فيها عقوبات".

وكانت واشنطن ودول الخليج قد فرضا منتصف الشهر الجاري عقوبات جديدة على قيادة "حزب الله" استهدفت أمينه العام حسن نصر الله ونائبه و4 قياديين آخرين بينهم أعضاء مجلس شورى الحزب وهو الهيئة الرئيسة لصنع القرار فيه.

وبموجب هذه العقوبات لم تميز أمريكا ودول الخليج بين الجناحين السياسي والعسكري للحزب على عكس الاتحاد الاوروبي الذي كان قرر عام 2013 إدراج "الجناح العسكري" ل"حزب الله" على "قوائم الارهاب" محيدا بذلك "الجناح السياسي".

وعما اذا كان التمثيل السني في الحكومة سيكون محصورا بفريقه، أشار الحريري إلى أنه "في الحكومة السابقة لم يكن كل السنة ممثلين لسعد الحريري"، واضاف أنه لا يفكر بمنطق أن الوزير يمثل طائفته واصفا مثل هذا التفكير بأنه "مرضي".

وقال إن الوزير يعمل لكل الدولة، معتبرا انه "إذا أردنا فعلا الخروج من الطائفية السياسية علينا أن نعتمد المداورة بين الطوائف في الوزارات وفي كل شيء".

وشدد على تنفيذ الإصلاحات في الاقتصاد والإدارة اللبنانية رافضا حصر الوزارات المهمة بالطوائف الأساسية، وقال إنه "حتى الأقليات يجب أن يتمكنوا من إدارة هذه الوزارات فلماذا نحصرها بالسني أو الشيعي أو الماروني أو الأرثوذكسي".

ويستكمل الحريري يوم (الاثنين) المقبل مشاوراته مع كتل وأعضاء البرلمان الجديد للوقوف على تطلعاتهم إزاء التشكيلة الحكومية المرتقبة.

وكان الرئيس اللبناني ميشال عون قد كلف الحريري يوم أمس (الخميس) بتشكيل الحكومة الجديدة في ختام استشارات نيابية ملزمة اجراها عون ونال خلالها الحريري تأييد 111 نائبا من أصل 128 نائبا يشكلون البرلمان.