دمشق 25 مايو 2018 (شينخوا) ألقت حوامات الجيش السوري اليوم (الجمعة) منشورات فوق محافظة درعا (جنوب البلاد) تحذر من عملية عسكرية وشيكة وتدعو المقاتلين المعارضين إلى إلقاء السلاح، بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية إلى الجنوب السوري إيذانا بقرب العملية العسكرية.
وقال المحلل والباحث الاستراتيجي علي مقصود لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق اليوم (الجمعة) إن "حوامات الجيش السوري القت اليوم بعض المناشير على بعض البلدات والمناطق في درعا ، وهذا يعني ان الانتشار والحشد العملياتي لهذه القوات قد استكمل ، وكل التحضيرات للانطلاق واطلاق هذه العملية قد انجز" .
وأوضح الباحث الاستراتيجي وهو ضابط سوري متقاعد أن، هذا جاء بعد الإنجازات التي حققها الجيش السوري في دمشق وريفها وصولا إلى ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، وتأمين الطريق الذي يربط دمشق بالمنطقة الوسطى مع محافظة حلب ، وكذلك الإنجازات السياسية التي حققتها الدولة السورية بموجب اجتماع استانا 9 ، فإن الجيش السوري يتجه حاليا باتجاه الجنوب السوري.
وتابع يقول إنه "بعد تحرير جنوب دمشق تم ارسال قوات باتجاه الجنوب السوري لتكون بمثابة انذار لتلك المجموعات الارهابية التي تتمركز في الريف الغربي من محافظة درعا لكي يتحركوا لإلقاء السلاح واجراء المصالحات وتسوية أوضاع من يرغب قبل ان تبدأ العملية العسكرية".
وأشار الباحث الاستراتيجي إلى وجود حالة من الاقتتال والارباك بين ما يسمى فصائل الجيش الحر مع جيش خالد ابن الوليد الذي بايع تنظيم (داعش) الإرهابي في مناطق تسيل وحيط وحوض اليرموك، مؤكدا أن السيطرة في الجنوب السوري هي لتنظيم (داعش).
من جانبه، أكد المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن على موقعه على الانترنت أن "طائرات النظام القت منشورات على مناطق في محافظة درعا بالتزامن مع خروج قوات النظام التي كانت في الغوطة الشرقية وجنوب العاصمة باتجاه درعا " ، مشددا على أن هذا "التحرك هذا جاء بالتوافق مع روسيا".
وطبعت على أحد المنشورات صورة مقاتلين قتلى مرفقة بتعليق "لا تكن كهؤلاء، هذه هي النهاية الحتمية لكل من يصر على الاستمرار في حمل السلاح (...) اترك سلاحك قبل فوات الأوان".
وكتب على منشور آخر، "أمامك خياران، إما الموت الحتمي أو التخلي عن السلاح، رجال الجيش العربي السوري قادمون، اتخذ قرارك قبل فوات الأوان".
وتوجهت المنشورات إلى أهالي درعا تدعوهم لمشاركة الجيش في "طرد الإرهابيين"، ووقعت باسم "القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة".
وأشار المرصد السوري الذي يعتمد على شبكة ناشطين على الأرض إلى أن "القوات التي تحركت هي فقط قوات النظام بقيادة مستشارين روس وبدون مشاركة مقاتلي حزب الله أو ايران " ، مبينا أن هذا التحرك ك" تهديد بشن عملية عسكرية بدرعا في حال رفضت الفصائل الدخول بتسوية مع قوات النظام".
وأوضح المرصد السوري إلى أنه وبالتزامن مع هذا التقدم للجيش السوري باتجاه محافظة درعا عقدت قادة الفصائل اجتماعا في الأردن مع أجهزة مخابرات دولية لمناقشة ما سيجري في درعا.
وتشكل أجزاء من محافظات درعا والقنيطرة والسويداء في جنوب سوريا إحدى مناطق خفض التوتر التي نتجت عن محادثات استانا، واتفقت روسيا مع الولايات المتحدة والأردن في يوليو على وقف إطلاق النار فيها.
ويسيطر على جزء كبير من ريف درعا تنظيمي "داعش" و "النصرة" المدرجين على قائمة الإرهاب الدولية و "الجيش الحر" وفصائل إسلامية مختلفة.