مينسك 27 مايو 2018(شينخوا) في الضاحية الشرقية للعاصمة البيلاروسية ، مينسك، تقع المنطقة الصناعية الصينية-البيلاروسية ، وهي أكبر مشروع استثمار أجنبي في البلاد ، وأهم مشروع تعاوني بين الصين وبيلاروسيا ضمن إطار مبادرة الحزام والطريق.
وبموقعها المميز عند تقاطع هام بين الاتحاد الجمركي الأوراسي والاتحاد الأوروبي ، تقف بيلاروسيا ، وفيها هذه المنطقة الصناعية بالذات، على أتم الاستعداد لتوثيق الروابط بين هذين السوقين الحيويين.
وحتى الان ، تحتضن هذه المنطقة الصناعية المعروفة باسم ((الصخرة العظمى))، 34 مؤسسة، منها 18 من الصين، وأبرز هذه المؤسسات الصينية شركة تصنيع ماكنات الديزل ((وايتشاي))، وعملاق تكنولوجيا الاتصالات ((هواوي))، ومجموعة التجارة الصينية((CMG))، وغيرها.
هذه المؤسسات الـ34 تمثل 8 بلدان هي الصين وبيلاروسيا وروسيا والولايات المتحدة وألمانيا والنمسا وليتوانيا وإسرائيل، الأمر الذي يجعل هذه المنطقة محورا للتجارة الدولية المتعددة الأطراف .
وبفضل الدعم من حكومتي الصين وبيلاروسيا ، تم إكمال مرافق بنى تحتية تغطي مساحة 3.5 كم مربع، من المرحلة الأولى للمنطقة، ويجري البناء على قدم وساق في منشآت دعم تمثل مجمل مساحة المرحلة الأولى وهي 8.5 كم مربع.
أما أكبر مشروع في داخل المنطقة، فيما يتعلق بالبناء والاستثمار، حتى الآن ، فهو المنطقة الفرعية الصينية - البيلاروسية للتجارة واللوجستيات، والتي تغطي مرحلتها الأولى ، التي استثمرت فيها مجموعة التجارة الصينية 141 مليون دولار أمريكي، مساحة إجمالية تبلغ 100 ألف متر مربع.
لقد وقعت هذه المنطقة الفرعية فعلا عدة عقود مع أسواق كبرى من أوروبا، لتقدم هذه المنطقة الفرعية خدمات خزن ولوجستيات لهذه الأسواق . في الوقت نفسه، تسعى شركة التجارة الصينية((CMG))، للتعاون مع شركة ((هافن دويسبرغر AG)) الألمانية ، لإنشاء خط سكك حديدية مباشر يربط هذه المنطقة الصناعية مع خطوط سكك حديدية بين الصين وأوروبا، تقدم خدمات شحن في ظل تزايد كبير غير مسبوق للطلب بين الجانبين.
لقد شهد النقل على خط السكك الحديدية الصينية السريعة، عبر بيلاروسيا ، زيادة سريعة. ففي عام 2017، سافر أكثر من 2700 قطار شحن من الصين نحو أوروبا عبر بيلاروسيا.
قال رئيس وزراء بيلاروسيا أندريه كوبياكوف، في مقابلة حصرية مع ((شينخوا)) "نخطط لزيادة هذا الرقم إلى 5000 سنويا بحلول عام 2020. وهذا سيخلق فرصة لبيلاروسيا لتوسيع صادرات الحليب ولحوم البقر والدجاج ومواد غذائية أخرى إلى الصين".
من جانبه، قال هو تشينغ، عضو مجلس إدارة شركة التجارة الصينية وكبير ممثليها في وسط آسيا ومنطقة البلطيق، إنه منذ أن أصبحت الشركة عضوا مساهما فعالا في هذه المنطقة الصناعية ، وضعت نصب عينيها رؤية لتطوير نظام لوجستي شامل يتضمن النقل برا وجوا وبحرا وسككا حديدية، على أن تكون هذه المنطقة الصناعية قاعدة لها.
أما بيلاروسيا فتعتبر هذه المنطقة الصناعية مشروعا استراتيجيا يمنح الأمل لمستقبل التنمية الاقتصادية في البلاد ، ما جعلها تمنح المنطقة امتيازات ضريبية غير مسبوقة.
وأكد رئيس الوزراء كوبياكوف قائلا "بالنسبة لنا، هذه المنطقة تمثل التوجه المستقبلي لتنمية اقتصاد بيلاروسيا. وستسهم في النمو الاقتصادي لبلادنا وتدفع إمكانياتنا التصديرية."
إن هدف المنطقة الصناعية الصينية- البيلاروسية هو بناء محور صناعي دولي، ومدينة صناعية صديقة للبيئة، وفقا لما أكده هو تشينغ، الذي أضاف "من المتوقع تماما أن مثل هذا المشروع الهام سيكون منصة للمؤسسات الصينية الساعية للتعاون الخارجي، ضمن إطار مبادرة الحزام والطريق."