فيينا 28 مايو 2018 (شينخوا) رحبت الصين يوم الاثنين بكافة أعضاء الأمم المتحدة للاستفادة المشتركة من محطتها الفضائية المستقبلية، في خطوة جديدة تبين إيمان الصين الراسخ بأن الفضاء الخارجي هو بيت مشترك لجميع البشرية وليس ساحة جديدة للقتال.
وقال شي تشونغ جيون سفير الصين لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في فيينا إن كافة البلدان بغض النظر عن حجمها أو مستوى تطورها مدعوة لاستكشاف تعاونها مع الصين على متن محطة الفضاء الصينية بدءا من زراعة النباتات في الفضاء إلى تسكين رواد الفضاء.
ويمثل هذا الإعلان أكثر من مجرد لفتة ودية، إذ يعتبر أقوى رسالة صدرت حتى الآن ضد الخطاب المثير للقلق بأن الفضاء الخارجي هو خط الجبهة الجديد للمنافسة والمواجهة.
ودخل استشكاف الصين للفضاء الخارجي في صميم الاهتمام العالمي منذ إطلاقها أول قمر صناعي عام 1970.
وبعد إطلاق المختبر الفضائي تيانغقونغ-1 عام 2011، من المتوقع أن يتم إطلاق محطة الفضاء الصينية بحلول عام 2019 وتشغيها بحلول عام 2022. وستكون هذه أول محطة فضاء في العالم تقوم بتطويرها دولة نامية ومفتوحة للتعاون مع جميع أعضاء الأمم المتحدة.
وطالما كان التزام الصين إزاء الفضاء الخارجي واضحا ومتسقا.
وقد عرض يانغ لي وي، أول رائد فضاء صيني، علم الأمم المتحدة للعالم كله في أول رحلة سفاري فضائية صينية عام 2003.
وأكد الكتاب الأبيض المنشور عام 2016 تمسك الصين بمبدأ استخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية ورفض عسكرة أو الدخول في سباق تسلح في الفضاء الخارجي. وتسمى الوحدة الأساسية لمحطة الفضاء الصينية باسم "تيانخه" أو" تناغم السماوات" باللغة الصينية، ما يشير إلى أمل الصين الصادق في تعزيز الثقة المتبادلة والسلام من خلال التعاون على متن محطة الفضاء الصينية.
وفي خطوة لا تقبل الجدل أقامت الصين شراكة مع مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي عام 2016 لتقديم مهاراتها وخبراتها الابتكارية والتكنولوجية المتعلقة بالفضاء للسماح لأعضاء الأمم المتحدة ولاسيما الدول النامية بـ"الوصول إلى الفضاء" لتحقيق كافة الأهداف الـ17 للتنمية المستدامة.
فالصين، مسترشدة بفكرة مستقبل مشترك للبشرية، ترى حلمها الفضائي جزءا من حلم البشرية جمعاء وبالتالي فإن محطة الفضاء الصينية هي بيت مشترك للجميع في الفضاء. كما أكدت معاهدة الفضاء الخارجي عام 1967 على المصلحة المشتركة للبشرية جمعاء في استكشاف الفضاء الخارجي واستخدامه.
وبمعني أوسع فإن إعلان يوم الاثنين هو رسالة قلبية لكل أرجاء الكون مفادها بأن الصين تبقى ملتزمة بمعالجة التحديات العالمية من خلال التعاون بدلا من المواجهة.
ومن هنا تجدر أهمية الاستجابة لدعوة الصين والإقلاع مع محطة الفضاء الصينية. فتنمية الصين السلمية ودعوتها لبناء " مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية" ستجعلان من السهل على عالم أكثر أمنا أن يرسخ جذوره.