تحليل إخباري: الجنوب السوري بين التصعيد العسكري أو التسوية

11:45:11 31-05-2018 | Arabic. News. Cn

دمشق 31 مايو 2018 (شينخوا) بعد أن أصبح الجنوب السوري (محافظتا درعا والقنيطرة) الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة، هو الهدف التالي للجيش السوري، باتت هذه الساحة بين خيارين لا ثالث لهما: أما التصعيد العسكري والعملية العسكرية الواسعة، أو التسوية على غرار ما حصل في الغوطتين الشرقية والغربية في دمشق وريفها.

قال الباحث الاستراتيجي السوري علي مقصود لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق يوم الأربعاء "إنه بالنسبة للجيش السوري، وبعد أن حقق الإنجازات الهامة في الغوطتين الشرقية والغربية وفي جنوب العاصمة دمشق، بالإضافة إلى خروج المسلحين من ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي بموجب اتفاق، إلى الشمال السوري، بات جنوب سوريا أي درعا والقنيطرة هو الوجهة القادمة للجيش السوري"، مؤكدا أن التحضيرات اللوجستية للعملية للعسكرية أصبحت جاهزة وبانتظار ساعة الصفر.

وأضاف مقصود، وهو ضابط سوري متقاعد، أن "الإرهابيين أصبحوا بين خيارين، أما العملية العسكرية أو التسوية السياسية، كما حصل في عدة مناطق في سوريا"، مؤكدا أن الخيار الثاني هو الأفضل للإرهابيين ، مبررا ذلك بأن الجيش السوري جاهز لكل الخيارات، خاصة بعد أن قضى على مقاتلي تنظيم "داعش" في الحجر الأسود ومخيم اليرموك وأجزاء من حي التضامن، حيث شاهد "الإرهابيون" ما حل بهم.

وكرد فعل واستعداد للعملية العسكرية التي يتحضر لها الجيش السوري في الجنوب السوري، شكلت الفصائل المعارضة المسلحة الموجودة في درعا ، تجمعا أطلقت عليه "جيش الإنقاذ" .

من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن، "إن المسلحين في درعا استهدفوا المركبات العسكرية السورية بينما كانوا ينتقلون من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في ريف درعا إلى المدينة بعد منتصف ليلة الأربعاء".

وأضاف المرصد السوري أن التعزيزات السورية مستمرة في وصولها إلى ريفي درعا والقنيطرة تمهيدا لهجوم عسكري ضد الجماعات المسلحة، على الرغم من أن تلك المناطق مدرجة في اتفاق خفض التصعيد الذي تدعمه روسيا، في يوليو 2017.

كما بدأ المسلحون في تلك المناطق في توحيد المواقف وجلب الإمدادات من المقاتلين والذخيرة، كجزء من الاستعدادات "للقتال المكثف" في حال فشل الأطراف المتحاربة في التوصل إلى تسوية أو اتفاق.

كما قامت حوامات الجيش السوري بإلقاء منشورات فوق محافظة درعا، قبل البدء بالعملية العسكرية، وحثت المسلحين على قبول عرض تسوية مع الحكومة وتسليم أسلحتهم.

وكتب على أحد المنشورات "لديك خياران: ترك سلاحك أو موتك المحتم".

وقال المرصد السوري إن روسيا دعمت إلقاء المنشورات للدفع باتجاه المصالحة، التي يعني فشلها مواجهة عسكرية.

وتابع يقول إن الجيش السوري يريد المصالحة لأنها تمكن الحكومة من انتزاع السيطرة على درعا والقنيطرة، على العكس من الهدنة التي تمت في يوليو الماضي، التي تهدف بالأساس لوقف إطلاق النار بين الجيش السوري والمسلحين وبقاء المسلحين بمناطق سيطرتهم.

من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة ((الوطن)) الموالية للحكومة يوم الأربعاء أن الوضع في جنوب سوريا لا يزال غامضا، قائلة إن "الجيش السوري سيزيد عدد القوات في الهجوم المتوقع وسط إشارات تدل على أن الوضع يمكن أن يتحول إلى تسوية".

وستمكن التسوية المحتملة، الجيش السوري من استعادة السيطرة على المناطق التي يسيطر عليها المسلحون في المحافظتين وإعادة السيطرة على الخط الحدودي الكامل مع الأردن.

ونقلت الصحيفة عن ميخائيل بوغدانوف ، نائب وزير الخارجية الروسي، قوله يوم الثلاثاء إن الاتصالات بين روسيا والأردن والولايات المتحدة بشأن المناطق الجنوبية السورية مستمرة.

وقال أيضا إنه سيكون هناك اجتماع ثلاثي ، يناقش الوضع في المنطقة الجنوبية.

وقال المحلل السياسي ماهر إحسان إن احتمالية تسوية الوضع في درعا والقنيطرة بدون حرب هي الأرجح، مشيرا إلى أن روسيا قد تدخل في هذا الاتجاه بالتوازي مع الاستعدادات العسكرية في حال حدوث أي فشل.

وأضاف "المسلحون في جنوب سوريا رأوا ما حدث لرفاقهم الذين إما هزموا أو طردوا من العاصمة دمشق هذا الشهر. ليس لديهم خيار آخر".

من جانبه، قال أحمد الأشقر، وهو محلل سياسي آخر، إن كلا من درعا والقنيطرة لهما مواقع إستراتيجية ولهما أهمية كبيرة لخريطة العمليات العسكرية في سوريا.

واعتبر الأشقر أن كليهما يعتبر المفتاح لسلسلة من المناطق التي تربط جنوب سوريا بالمنطقة الوسطى، والأهم من ذلك فإن السيطرة على تلك المناطق ستمكن الجيش السوري من انتزاع السيطرة على كامل الحدود مع الأردن.

ورأى أن محافظتي درعا والقنيطرة هما أيضا قريبتان من العاصمة، والسيطرة عليهما يعني توسيع نطاق الأمان حول العاصمة، التي أعلن أنها آمنة تماماً وخالية من المسلحين في وقت سابق من هذا الشهر.

وقال صحفي يقطن في محافظة درعا، طلب عدم الكشف عن اسمه، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الوضع ربما يتحرك باتجاه تسوية، مشيرًا إلى أن الروس يشاركون في محادثات مع الولايات المتحدة والأردن، وأن المحادثات تدور الآن حول نشر الجيش السوري في تلك المنطقة.

وعلى الرغم من وجهات النظر المتفائلة، لكن يبقى من الصعب الوصول إلى تسوية في تلك المناطق، في ظل تواجد متشددين من تنظيم "الدولة الإسلامية - داعش" في حوض اليرموك بريف درعا، حيث يقاتلون بالفعل مع مجموعات مسلحة أخرى في مناطق خارجة عن سيطرة الحكومة هناك.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

arabic.news.cn

تحليل إخباري: الجنوب السوري بين التصعيد العسكري أو التسوية

新华社 | 2018-05-31 11:45:11

دمشق 31 مايو 2018 (شينخوا) بعد أن أصبح الجنوب السوري (محافظتا درعا والقنيطرة) الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة، هو الهدف التالي للجيش السوري، باتت هذه الساحة بين خيارين لا ثالث لهما: أما التصعيد العسكري والعملية العسكرية الواسعة، أو التسوية على غرار ما حصل في الغوطتين الشرقية والغربية في دمشق وريفها.

قال الباحث الاستراتيجي السوري علي مقصود لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق يوم الأربعاء "إنه بالنسبة للجيش السوري، وبعد أن حقق الإنجازات الهامة في الغوطتين الشرقية والغربية وفي جنوب العاصمة دمشق، بالإضافة إلى خروج المسلحين من ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي بموجب اتفاق، إلى الشمال السوري، بات جنوب سوريا أي درعا والقنيطرة هو الوجهة القادمة للجيش السوري"، مؤكدا أن التحضيرات اللوجستية للعملية للعسكرية أصبحت جاهزة وبانتظار ساعة الصفر.

وأضاف مقصود، وهو ضابط سوري متقاعد، أن "الإرهابيين أصبحوا بين خيارين، أما العملية العسكرية أو التسوية السياسية، كما حصل في عدة مناطق في سوريا"، مؤكدا أن الخيار الثاني هو الأفضل للإرهابيين ، مبررا ذلك بأن الجيش السوري جاهز لكل الخيارات، خاصة بعد أن قضى على مقاتلي تنظيم "داعش" في الحجر الأسود ومخيم اليرموك وأجزاء من حي التضامن، حيث شاهد "الإرهابيون" ما حل بهم.

وكرد فعل واستعداد للعملية العسكرية التي يتحضر لها الجيش السوري في الجنوب السوري، شكلت الفصائل المعارضة المسلحة الموجودة في درعا ، تجمعا أطلقت عليه "جيش الإنقاذ" .

من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن، "إن المسلحين في درعا استهدفوا المركبات العسكرية السورية بينما كانوا ينتقلون من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في ريف درعا إلى المدينة بعد منتصف ليلة الأربعاء".

وأضاف المرصد السوري أن التعزيزات السورية مستمرة في وصولها إلى ريفي درعا والقنيطرة تمهيدا لهجوم عسكري ضد الجماعات المسلحة، على الرغم من أن تلك المناطق مدرجة في اتفاق خفض التصعيد الذي تدعمه روسيا، في يوليو 2017.

كما بدأ المسلحون في تلك المناطق في توحيد المواقف وجلب الإمدادات من المقاتلين والذخيرة، كجزء من الاستعدادات "للقتال المكثف" في حال فشل الأطراف المتحاربة في التوصل إلى تسوية أو اتفاق.

كما قامت حوامات الجيش السوري بإلقاء منشورات فوق محافظة درعا، قبل البدء بالعملية العسكرية، وحثت المسلحين على قبول عرض تسوية مع الحكومة وتسليم أسلحتهم.

وكتب على أحد المنشورات "لديك خياران: ترك سلاحك أو موتك المحتم".

وقال المرصد السوري إن روسيا دعمت إلقاء المنشورات للدفع باتجاه المصالحة، التي يعني فشلها مواجهة عسكرية.

وتابع يقول إن الجيش السوري يريد المصالحة لأنها تمكن الحكومة من انتزاع السيطرة على درعا والقنيطرة، على العكس من الهدنة التي تمت في يوليو الماضي، التي تهدف بالأساس لوقف إطلاق النار بين الجيش السوري والمسلحين وبقاء المسلحين بمناطق سيطرتهم.

من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة ((الوطن)) الموالية للحكومة يوم الأربعاء أن الوضع في جنوب سوريا لا يزال غامضا، قائلة إن "الجيش السوري سيزيد عدد القوات في الهجوم المتوقع وسط إشارات تدل على أن الوضع يمكن أن يتحول إلى تسوية".

وستمكن التسوية المحتملة، الجيش السوري من استعادة السيطرة على المناطق التي يسيطر عليها المسلحون في المحافظتين وإعادة السيطرة على الخط الحدودي الكامل مع الأردن.

ونقلت الصحيفة عن ميخائيل بوغدانوف ، نائب وزير الخارجية الروسي، قوله يوم الثلاثاء إن الاتصالات بين روسيا والأردن والولايات المتحدة بشأن المناطق الجنوبية السورية مستمرة.

وقال أيضا إنه سيكون هناك اجتماع ثلاثي ، يناقش الوضع في المنطقة الجنوبية.

وقال المحلل السياسي ماهر إحسان إن احتمالية تسوية الوضع في درعا والقنيطرة بدون حرب هي الأرجح، مشيرا إلى أن روسيا قد تدخل في هذا الاتجاه بالتوازي مع الاستعدادات العسكرية في حال حدوث أي فشل.

وأضاف "المسلحون في جنوب سوريا رأوا ما حدث لرفاقهم الذين إما هزموا أو طردوا من العاصمة دمشق هذا الشهر. ليس لديهم خيار آخر".

من جانبه، قال أحمد الأشقر، وهو محلل سياسي آخر، إن كلا من درعا والقنيطرة لهما مواقع إستراتيجية ولهما أهمية كبيرة لخريطة العمليات العسكرية في سوريا.

واعتبر الأشقر أن كليهما يعتبر المفتاح لسلسلة من المناطق التي تربط جنوب سوريا بالمنطقة الوسطى، والأهم من ذلك فإن السيطرة على تلك المناطق ستمكن الجيش السوري من انتزاع السيطرة على كامل الحدود مع الأردن.

ورأى أن محافظتي درعا والقنيطرة هما أيضا قريبتان من العاصمة، والسيطرة عليهما يعني توسيع نطاق الأمان حول العاصمة، التي أعلن أنها آمنة تماماً وخالية من المسلحين في وقت سابق من هذا الشهر.

وقال صحفي يقطن في محافظة درعا، طلب عدم الكشف عن اسمه، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الوضع ربما يتحرك باتجاه تسوية، مشيرًا إلى أن الروس يشاركون في محادثات مع الولايات المتحدة والأردن، وأن المحادثات تدور الآن حول نشر الجيش السوري في تلك المنطقة.

وعلى الرغم من وجهات النظر المتفائلة، لكن يبقى من الصعب الوصول إلى تسوية في تلك المناطق، في ظل تواجد متشددين من تنظيم "الدولة الإسلامية - داعش" في حوض اليرموك بريف درعا، حيث يقاتلون بالفعل مع مجموعات مسلحة أخرى في مناطق خارجة عن سيطرة الحكومة هناك.

الصور

010020070790000000000000011101451372200551