تحقيق إخباري: أهالي السويداء بالجنوب السوري يقصدون المقاهي الشعبية لمتابعة مونديال روسيا 2018

2018-06-18 20:00:11|arabic.news.cn
Video PlayerClose

السويداء ــ سوريا 18 يونيو 2018 (شينخوا) يتوافد معظم أهالي مدينة السويداء بجنوب سوريا بشكل منتظم إلى المقاهي الشعبية لمتابعة مباريات مونديال روسيا 2018، منذ انطلاقتها، في حالة ملفتة للنظر، بحيث تجد الكثير من العائلات تجلس بتلك المقاهي لمتابعة الفرق التي تشجعها، وسط حالة من الفرح والسرور، متجاهلين ما يدور من أحداث في الجنوب السوري.

وتجمع المئات من الأشخاص من شبان وشابات وفيتان صغار في عدة مقاهي على طريق قنوات الحيوي في مدينة السويداء، الذي يتوزع على جانبيه تلك المقاهي، وقد وضعت عدة شاشات كبيرة مع أجهزة صوت لمتابعي عشاق كرة القدم، وقاموا بتزيين واجهات المقاهي بأعلام فرق الدول المشاركة.

ولاحظ مراسل وكالة أنباء (شينخوا) أن شوارع المدينة تكاد تخلو من المارة مع توقيتات المباريات، فمعظم الناس سئمت من سماع اخبار الحرب، واتجهت لمتابعة المونديال، فينقسم المقهى إلى فريقين كل منهم يشجع فريقه بروح رياضية عالية ، ويتقبل نتيجة المباراة مهما كانت.

ومحافظة السويداء (جنوب سوريا) والمجاورة لمحافظة درعا وبعض قرى محافظة السويداء في الريف الغربي والجنوبي مجاورة لقرى بارياف درعا ، والجيش السوري يتحضر منذ عدة اسابيع لمعركة الجنوب السوري ، ومع ذلك ، الان لا أحد يكترث لتلك الاخبار.

ولم يقتصر الامر على المقاهي وانما انتقلت العدوى إلى المنازل والسيارات ، فمعظم شرفات المنازل والسيارات وضعت عليها أعلام الدول المشاركة في المونديال والتي تشجعها، وأحيانا تجد في البيت الواحد عدة مشجعين لفرق مختلفة مشاركة في المونديال والغالبية منهم يتوقع الفوز لفريقه في نهائيات كأس روسيا.

وقالت صفاء (23 عاما) وهي تلف علم البرازيل على كتفها لوكالة (شينخوا) "جئت مع عائلتي إلى المقهى لمشاهدة مباراة البرازيل مع سويسرا، لكي اشجع الفريق الذي احبه في جو من التحدي مع عائلتي الذين يشجعون سويسرا".

وأشارت صفاء وهي تجلس امام شاشة كبيرة إلى ان الغالبية من اقربائي يأتون إلى المقاهي لمتابعة المباريات نظرا لعد وجود محطات تنقل مباريات المونديال.

من جانبه، قال شادي 28 عاما، شقيق صفاء الذي يلبس قبعة رسم عليها العلم الألماني لوكالة (شينخوا)، إن " أجواء المونديال في المقاهي جميلة وفيها أجواء تفاعلية كبيرة "، مشيرا إلى أنه بعد انتهاء المباراة ستخرج مسيرة سيارات تجوب المدينة في حال فاز الفريق البرازيلي.

وأكد شادي، وهو مهندس زراعي، أن غالبية الشعب السوري يعشق الرياضة ، ومتابعة المونديال يخرجه من حالة القلق التي عاشها خلال السنوات السبع الماضية ، فهي فرصة كي يعيش حالة من الفرح مع مجموعة من الأشخاص في مقهى.

العشرات من الأشخاص يقفون بلحظة واحدة خلال متابعة المباراة، عندما تقترب الكرة من مرمى الفريق الذي يشجعه ، وآخرون يفرحون بالهجمة السريعة التي يعتقدون أنها ستنتهي بتسجيل هدف في مرمى الخصم.

من جانبه، قال أبو عدنان (58 عاما) وهو يحمل بيده علم الارجنتين ، لوكالة (شينخوا) "انا اعشق الرياضة، وكرة القدم خصوصا، ولهذا انا وعائلتي جئنا إلى المقهى لمتابعة المونديال، ويوميا احجز طاولة طيلة أيام المونديال".

وأضاف أبو عدنان "لدي ذاكرة رياضية قوية فأنا اعرف غالبية اللاعبين، وكم سجل هذا الفريق أهدافا في كل مونديال" ، لافتا إلى أن عائلته أيضا تحب الرياضة ومتابعة للمباريات التي تقام في اوروبا.

وعبر عن اسفه لعدم وجود الفريق السوري في هذا المونديال، مؤكدا أن الفرص متاحة امامه في المشاركات القادمة.

وأشار أبو عدنان إلى ان المشاركة العربية في مونديال روسيا مقبولة ، متمنيا ان تصل الفرق العربية إلى أدوار متقدمة وان تنافس الفرق الأوروبية.

وبدوره، أكد فارس نادر، وهو صاحب احد المقاهي في مدينة السويداء أنه في فترة عرض مباريات المونديال تشهد المقاهي حركة نشطة واقبال منقطع النظير من الأهالي لارتياد المقاهي.

وقال فارس (44 عاما) " قبل شهر من الان قمت بتجهيز المقهى، استعدادا لمونديال روسيا ، ووضعت شاشات كبيرة ، بحيث يستطيع أي شخص مشاهدة المباراة بوضوح"، مشيرا إلى أنه عمل على توفير الأجواء المناسبة للاهالي، وخاصة ان عائلات كثيرة تأتي لمتابعة المونديال.

وأشار إلى أنه وضع أسعار تشجيعية لزائري المقهى، خلال فترة المونديال، مبينا أن العائلات الفقيرة والتي لا تملك نقودا خصص لهم عدة طاولات كي تتابع المونديال، قائلا " من حق الفقير ان يشاهد المونديال وان يستمع مثله مثل باقي المواطنين " .

ويبدو ان اخبار المونديال ومتابعة المباريات شغلت الناس في محافظة السويداء عن متابعة ما يحدث في الجنوب السوري، ولم يعد أحد يتحدث في هذا الشأن، فالكل مشغول ببرنامج المباريات، وبالتفكير اين سيتابع تلك المباريات، ومع من ؟.

الصور

010020070790000000000000011101451372628571