مقالة خاصة: الولايات المتحدة تنسحب من مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة وسط انتقادات

2018-06-20 13:40:11|arabic.news.cn
Video PlayerClose

واشنطن 19 يونيو 2018 (شينخوا) وسط انتقادات واسعة، انسحبت الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وفقا لما ذكرت مندوبة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هالي هنا يوم الثلاثاء.

-- انسحاب أمريكي

وقالت هالي في كلمة بوزارة الخارجية إن المجلس أخفق في إجراء" التغييرات الرئيسية والكبيرة والممنهجة" المطلوبة من قبل الولايات المتحدة.

وأضافت أن المجلس " منظمة منافقة وتخدم مصالحها الخاصة"، وظل" حاميا لمنتهكي حقوق الإنسان وبالوعة للتحيز السياسي" ومنح العضوية لدول لا تستحق، منتقدة ما اسمته "تركيزه غير المتناسب وعدائه السرمدي ضد إسرائيل".

وقالت " كما قلنا إننا سنفعل قبل عام، إذا لم نر أي تقدم، ستنسحب الولايات المتحدة رسميا من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. المجلس لا يستحق اسمه".

كما اشتكت من حصار العديد من الدول لمبادرة الولايات المتحدة لإصلاح المجلس وعدم استعداد هؤلاء الأعضاء الذي يفكرون بنفس الطريقة لتقاسم القيم الأمريكية" لتغيير الوضع القائم".

بيد أنها أضافت أن واشنطن ستواصل الدفاع عن إصلاح المجلس " وستعود إليه في حال تم إصلاحه".

وقالت إن بلادها في العام الماضي كانت ستترك المجلس بسبب ما وصفته "التحيز" ضد إسرائيل.

-- انتقادات أممية

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أسفه على القرار الأمريكي .

وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك للصحفيين إن" الأمين العام كان يفضل أن تبقى الولايات المتحدة في مجلس حقوق الإنسان"، مضيفا أن " هيكل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يقوم بدور مهم للغاية في تعزيز وحماية حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم".

وقال رئيس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فويسلاف سوك أيضا إنه من الضروري تدعيم المجلس ليكون قويا ونابضا بالحياة في وقت تواجه قيمة وقوة التعددية وحقوق الإنسان تحديا على أساس يومي.

وفي بيان صدر عقب إعلان هالي، قال سوك إنه يتعين الاعتراف بالمجلس كجزء محوري للأمم المتحدة في القرن الـ21 ومن سلطة أي دولة عضو أن تتخذ مثل هذا القرار.

وأضاف أن مسألة ملء الفراغ في عضوية المجلس بعد انسحاب الولايات المتحدة ستكون بحاجة إلى مناقشة من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ورد مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد حسين على قرار انسحاب الولايات المتحدة من المنظمة التي تتخذ من جنيف مقرا لها بأنه" مخيب للآمال إن لم يكن مفاجئا".

وقال" بالنظر إلى وضع حقوق الإنسان في عالم اليوم، كان يتعين على الولايات المتحدة أن تكثف جهودها بدلا من أن تتراجع".

-- الأحادية الأمريكية

ويمثل القرار أحدث انسحاب لواشنطن من منظمة أو اتفاقية متعددة الأطراف بعد انسحابها من اتفاقية باريس للمناخ والاتفاق العالمي بشأن الهجرة ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة )اليونسكو( وكذلك اتفاق إيران النووي.

وقال تريسكو داردن، الأستاذ بمدرسة الخدمات الدولية للجامعة الأمريكية ، " لكن القضايا تزداد عمقا. مجلس حقوق الإنسان، مثل الجمعية العامة للأمم المتحدة، أدان علنا مؤخرا سياسة إنفاذ الحدود الحالية لإدارة ترامب".

وأضاف لوكالة ((شينخوا)) أن القضية" تدل على اتجاه نحو انتقاد الولايات المتحدة"، مضيفا أن قرار الانسحاب " من المرجح أن ينتقد بشكل واسع محليا ودوليا... وربما يكون له تداعيات كبيرة على هيكل وتمويل المؤسسات التابعة للأمم المتحدة".

ومن جانبه، أرجع كريستوفر غالديري، الأستاذ المساعد بكلية سانت انسليم في ولاية نيو هامبشاير الأمريكية ، الانسحاب الأمريكي إلى" كراهية قديمة اتجاه الأمم المتحدة بشكل عام"، و" رؤية ترامب بأن العلاقات الدولية يجب أن تخضع للمعاملات وتفيد الولايات المتحدة".

وأضاف لوكالة ((شينخوا))،"هذا إجراء آخر سيكون لها تأثير طويل المدي على عزل الولايات المتحدة عن حلفائها والدول الأخرى . لا أعرف أن الكثيرين في هذه الإدارة يهتمون بالقواعد والأعراف الدولية في المقام الأول".

الصور

010020070790000000000000011101451372677071