تقرير إخباري: الجيش الليبي يستعيد ميناءي رأس لانوف والسدرة النفطيين في عملية عسكرية خاطفة

2018-06-22 06:20:11|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بقلم : نؤاس الدراجي

طرابلس 21 يونيو 2018 (شينخوا) أعلن الجيش الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر، اليوم (الخميس)، أنه استعاد ميناءي رأس لانوف والسدرة النفطيين بعد انسحابه منهما قبل أسبوع أمام هجوم شنه مسلحون يقودهم ابراهيم الجضران القائد السابق لحرس المنشآت النفطية.

واستعاد الجيش الميناءين الواقعين فيما تعرف بمنطقة "الهلال النفطي" شمال شرقي البلاد بعد هجوم عسكري خاطف، بحسب مصادر عسكرية ليبية.

وقال المتحدث باسم الجيش العميد أحمد المسماري، في بيان صحفي وصلت نسخة منه الى وكالة أنباء ((شينخوا))، ان " قواتنا المسلحة سيطرت بالكامل على منطقة رأس لانوف".

وأضاف أن "القوات المسلحة سيطرت على ميناء السدرة وتطارد العدو باتجاه الغرب".

وتابع المسماري "قواتنا المسلحة تكبد العدو خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد وتغنم آليات وأسلحة وذخائر بكميات كبيرة".

وأعلن المشير حفتر فجر اليوم عن "انطلاق ساعة الصفر لتحرير الهلال النفطي من قبضة الجماعات الإرهابية وتطهيره منها".

وأصدر حفتر أوامره لوحدات الجيش بـ"الاجتياح المقدس" لتلك المنطقة خلال كلمة وجهها لهم عبر أجهزة اللاسلكي أثناء تواجده في غرفة العمليات الرئيسية، بحسب المسماري.

وكانت اندلعت قبل أسبوع معارك مسلحة في منطقة الهلال النفطي، التي تحوي أهم موانئ تصدير النفط في ليبيا.

وأعلن الجيش الليبي الذي يسيطر على الهلال النفطي في بيان الخميس الماضي، أن "سرايا الدفاع عن بنغازي"، التي طردها العام الماضي من بنغازي، هي من "حاولت التوغل داخل الهلال النفطي".

وخلال المعارك، سيطرت السرايا التي يقودها إبراهيم الجضران على ميناءي رأس لانوف والسدرة فيما افاد مصدر عسكري في حينه بسقوط 34 قتيلا في صفوف الطرفين.

ولاحقا، استعرض المسماري في مؤتمر صحفي بعد ظهر اليوم بمدينة بنغازي الأحداث في الهلال النفطي منذ بدء الهجوم في المنطقة قبل أسبوع.

وقال المسماري، خلال المؤتمر، "عند بدء الهجوم الذي شنه الإرهابيون وعلى رأسهم الجضران، لجأنا للحكمة والتريث كون المواقع حساسة، وأي هجوم دون تخطيط سيكلفنا خسائر كبيرة في مقدرات النفط".

وتابع "لذلك انسحبنا تكتيكيا وبدأنا عملية التحشيد قرابة أسبوع ، ومهد لنا سلاح الجو بضربات جوية في رأس لانوف والسدرة طيلة الأيام الماضية، وفتح ثغرات داخل صفوف الإرهابيين مع تدمير قواتهم وسلاحهم الثقيل".

وأوضح أن عملية استعادة ميناءي رأس لانوف والسدرة والتي انطلقت فجرا، استغرقت 40 دقيقة وكانت أشبه بـ"العملية الجراحية".

واشار الى هذه العناصر سبق وان سحقهم الجيش أكثر من مرة ولكنهم "يعودون لتجميع قواتهم ويتلقون دعما من جديد من أطراف محلية ودولية بتمويل ضخم".

وتحدث المسماري عن مشاركة 1200 مرتزق من تشاد في الهجوم الأخير على الهلال النفطي إضافة إلى عدد من الليبيين مستخدمين نحو 200 مدرعة.

واعتبر المسماري أن الهدف من الهجوم على الهلال النفطي هو إفشال مؤتمر باريس الأخير الذي عقد في مايو الماضي بين أطراف الأزمة الليبية وتمخض عن اتفاق باقامة انتخابات برلمانية ورئاسية في العاشر من ديسمبر القادم.

واتهم المسماري أطرافا محلية مدعومة دولياً، لم يحددها، بمحاولة إفشال أي انتخابات خلال الفترة المقبلة، لكنه شدد على أن "الجيش سيقف بالمرصاد لأي محاولات مماثلة لتقويض المسار السياسي الذي نلتزم به ونحترمه وفق الخطة الدولية" .

وجرت عملية استعادة رأس لانوف والسدرة عبر هجوم بري من خمسة محاور مدعوم بغطاء من سلاح الجو، بحسب مصدر مسؤول بالقيادة العامة للجيش الليبي.

وقال المصدر لـ ((شينخوا)) ان "العملية انطلقت عند الساعة الخامسة والنصف فجرا بالتوقيت المحلي، حيث تم الهجوم بريا عبر خمسة محاور رئيسية مدعوما بغطاء لسلاح الجو".

وأضاف المصدر ان الجيش تمكن خلال العملية من "قتل وأسر العشرات من العناصر الإرهابية".

وأفاد المصدر بمقتل عشرة من عناصر الجيش واصابة 15 آخرين، مؤكدا "تحرير عسكريين كانوا رهائن لدى الإرهابيين".

وتضم منطقة الهلال النفطي، التي تبعد (500 كم) شرق العاصمة طرابلس، المخزون الأكبر من النفط الليبي وأكبر ثلاثة موانئ لشحن النفط خارج ليبيا وهي الزويتينة ورأس لانوف والسدرة.

واضطرت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط بفرض حالة "القوة القاهرة" في ميناءي السدرة ورأس لانوف بعد هجوم الجضران الأخير، الذي أدانته الأمم المتحدة وحكومة الوفاق الوطني الليبية.

وقدرت المؤسسة حجم خسائر الانتاج بـ 240 ألف برميل يوميا، وهو ما يعني خسارة ربع إنتاج ليبيا من الخام البالغ مليون برميل يوميا فضلا عن احتراق اثنين من خزانات النفط بسعة 400 ألف برميل نتيجة الاشتباكات.

وقال رئيس المؤسسة مصطفى صنع الله انه يراقب كل التطورات في منطقة الهلال النفطي بعد استكمال عملية تطهيرها.

وعبر صنع الله، على هامش الاجتماع الدوري الـ174 لمنظمة الدول المصدرة (أوبك) المقام في النمسا اليوم، عن أمله أن "يتم استئناف العمل مباشرة في ضخ الخام لرأس لانوف والسدرة، بعد القيام بأشغال الصيانة والفحوصات الأمنية اللازمة بمجرد إعادة فتح الميناءين".

وقال النائب في البرلمان الليبي محمد عبد الله ان استعادة السيطرة على الهلال النفطي "أفشل محاولة جديدة من بعض الأطراف للتشويش على أي عملية تسوية سياسية في ليبيا، وإنهاء الانقسام القائم منذ العام 2014".

وأضاف عبد الله لـ ((شينخوا)) أن "تحرك المجموعات التخريبية التي هاجمت الموانئ النفطية يحمل دلالتين، الأولى سياسية بهدف التشويش على أي عملية تقارب بين الأطراف السياسية خاصة البرلمان ومجلس الدولة ، والثانية تدمير الاقتصاد الوطني الذي بدأ يتعافى مؤخراً بارتفاع معدلات الإنتاج".

وتعاني ليبيا الغنية بالنفط من فوضى أمنية وصراع على السلطة منذ الاطاحة بنظام العقيد معمر القذافي في عام 2011.

ويشكل النفط والغاز نحو 94 % من عائدات ليبيا من النقد الأجنبي، ويعتبران مصدرين رئيسيين للدخل في البلاد.

وسجلت ليبيا خسائر خلال الأعوام الماضية ، بقيمة تخطت 140 مليار دولار بسبب الإغلاق المتكرر لحقول وموانئ النفط وانخفاض أسعاره في السوق العالمية.

وتبلغ احتياطات النفط في ليبيا 41 مليار برميل، مما يجعلها في طليعة دول أفريقيا على مستوى الاحتياطي.

الصور

010020070790000000000000011101451372720011