تحليل إخباري: الجيش اليمني يستعد للتقدم نحو ميناء الحديدة... والصعوبة تبدأ

2018-06-23 13:40:11|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 23 يونيو 2018 (شينخوا) تتأهب القوات الحكومية اليمنية بعدما تمكنت بدعم من التحالف العربي الذي تقوده السعودية من السيطرة بشكل كامل على مطار الحديدة يوم الأربعاء في إطار عملية "النصر الذهبي"، تتأهب للتقدم نحو ميناء هذه المدينة الساحلية الواقعة غربي اليمن. ولكن رغم تحقيق القوات الموالية للحكومة لهذا النجاح على مراحل, إلا أن ثمة صعوبات مازالت تكتنف استعادة ميناء الحديدة.

-- حرب الشوارع.. هي الأكثر صعوبة

يبعد مطار الحديدة نحو ثمانية كليومترات عن الميناء, وبهذا سيصبح في مقدور القوات الحكومية اليمنية شن هجوم في أي وقت لاقتحام هذا الميناء المطل على البحر الأحمر وكذا مدينة الحديدة التي أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان أمس الجمعة أنها "تشهد منذ يومين حركة نزوح على نطاق واسع".

وتأتي حركة النزوح الكبيرة هذه خشية نشوب معارك في شوارعها، هكذا يقول المراقبون، مضيفين أن القوات الموالية للحكومة اليمنية قد تواجه صعوبة أكبر في معاركها ضد مسلحي جماعة الحوثي إذا ما تصاعدت المعارك إلى حرب شوارع؛ ومع ورود تقارير تفيد بأن ميليشيات الحوثي أقدمت على تحويل المدنيين في مدينة الحديدة إلى دروع بشرية، فقد تفقد القوات الحكومية ميزاتها المتمثلة في امتلاكها لأسلحة متقدمة وتصبح المساندة التي تحصل عليها من غارات مقاتلات التحالف وضربات سفن التحالف محدودة، وبالتالي تعجز عن استخدام كامل قوتها في حرب الشوارع هذه.

وفي المدينة التي تقطنها 600 ألف نسمة, يعرف الحوثيون الذين سيطروا عليها منذ ثلاث سنوات يعرفون تضاريسها جيدا ويستغلونها استغلالا تاما, ومع استخدامهم للمدنيين كدروع بشرية سيصعب التفريق بين هؤلاء المدنيين ومتمردي الحوثي، ما سيجعل من محاربتهم أمرا صعبا ولاسيما وأن لديهم خبرة في حرب العصابات.

وإذا ما بدأت حرب الشوارع والمعارك حول الميناء, فاحتمالية استعادة القوات الحكومية مدعومة من التحالف لميناء الحديدة خلال فترة زمنية قصيرة لن تكون كبيرة.

وحسب أسوأ السيناريوهات, قد تقوم ميليشيات الحوثي بإحراق أو تفجير السفن المحملة بالمشتقات النفطية في الميناء, وهو ما سيؤدى بدوره إلى إلحاق الدمار بهذا الميناء الهام وبالتالي لن يتسنى تشغيله على المدى القصير.

-- الأمم المتحدة.. وساطة دون جدوى

يعتبر ميناء الحديدة شريانا حيويا يعتمد عليه الحوثيون للحصول على الأسلحة والأغذية على خلفية الحصار الذي يفرضه عليهم التحالف. ويعد أيضا بوابة لدخول مواد الإغاثة الإنسانية ومنفذا رئيسيا لدخول الواردات السلعية إلى هذا البلد واتفق أعضاء مجلس الأمن الدولي في اجتماع طارئ مؤخرا على ضرورة إبقائه مفتوحا للحيلولة دون تفاقم الأزمة الإنسانية هناك.

وفي الواقع، يمر أكثر من 70 في المائة من الواردات اليمنية عبر أرصفة ميناء الحديدة، وفقا لبيان صدر عن الأمم المتحدة. لهذا يشعر المجتمع الدولي بقلق بالغ إزاء استعداد القوات الموالية للحكومة اليمنية التقدم نحو الميناء ويخشى من أن يصاب الميناء بالشلل جراء المعارك التي ستدور هناك، ما قد يستلزم من المنظمات الدولية في ظل الضغوط العامة تقديم المزيد من المساعدات لسكان الحديدة.

وقد حذرت الأمم المتحدة أول أمس الخميس من أن مئات الآلاف من المدنيين معرضون "لأخطار جسيمة" جراء القتال الذي تشهده مدينة الحديدة. ونقل بيان لمكتب الأمم المتحدة بصنعاء عن منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي قولها "إننا قلقون للغاية بشأن الوضع في المدينة، حيث شهدت الحديدة ظروفا هي الأسوأ في البلاد حتى قبل بدء القتال".

ورغم أن هيئات دولية عدة أكدت مجددا مخاوفها من تصاعد الأزمة الإنسانية جراء الحرب التي طال أمدها بين أطراف النزاع, إلا أن ذلك لم يسفر عن الخروج بأية حلول. يأتي هذا في الوقت الذي تتباطأ فيه خطى القوات الحكومية في شن هجمات على ميناء الحديدة مع أنها تقوم حاليا بحشد الجنود والدبابات في محيطه حيث تهدف من ذلك إلى الاستعداد قدر المستطاع لاستعادة الميناء في أسرع وقت ممكن.

وأعربت الأمم المتحدة عن رغبتها في العمل من أجل الحد من تصعيد الوضع والدفع من أجل التوصل إلى اتفاق سياسي بين الأطراف المعنية لتجنب مزيد من العنف في المدينة التي مزقتها الحرب، حيث قال المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث مؤخرا "أنا واثق من أننا نستطيع التوصل إلى اتفاق لتجنب المزيد من العنف في الحديدة".

وفي الحقيقة, غادر غريفيث صنعاء في وقت سابق من هذا الأسبوع دون أن يحرز أي تقدم. وبهذا يبدو أن الميناء الإستراتيجي لا غني عنه سواء للحكومة أو الحوثيين. لذا من المستحيل أن يقدم كلاهما تنازلا قبل المعركة.

الصور

010020070790000000000000011101421372753871