تحليل إخباري: تزايد المخاوف في كوريا الجنوبية إزاء تحركات ترامب الحمائية الانفرادية

2018-06-23 14:20:12|arabic.news.cn
Video PlayerClose

سول 23 يونيو 2018 (شينخوا) تزايدت المخاوف في كوريا الجنوبية إزاء تحركات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحمائية الانفرادية، حيث يُخشى بأن تعطل النظام التجاري العالمي وتشعل حربا تجارية.

وقالت صحيفة ((تشوسون إلبو)) المحلية، في تقرير أخير لها، إن الرئيس ترامب أطلق "حربا تجارية عالمية" تحت اسم أمريكا أولا، مما تسبب في رد فعل عنيف من حلفائه الغربيين مثل الاتحاد الأوروبي وكندا، وكذلك من الصين.

وبموجب تعليمات من ترامب، بدأت وزارة التجارة الأمريكية ما يسمى بتحقيق المادة 232 في أواخر مايو في الآثار المترتبة عن واردات السيارات وقطع غيار السيارات على الأمن القومي الأمريكي.

واستند هذا التحقيق إلى المادة 232، التي نادرا ما تستخدم، من قانون التوسيع التجاري، والتي يمكن أن تؤدي إلى فرض نسبة تصل إلى 25 في المائة من التعريفات على واردات السيارات وقطاع غيار السيارات.

وذكرت وكالة أنباء ((يونهاب)) الكورية الجنوبية أن المادة 232 تم تشريعها في عام 1962، وكانت من التشريعات التي عفا عليه الزمن إلى أن استرجعها الرئيس ترامب، مسببا الجدل في جميع أنحاء العالم.

ولفتت الوكالة إلى أن إدعاء ترامب بأن الواردات قد تؤثر سلبا على الأمن القومي للولايات المتحدة يمكن أن يكون تعسفيا.

وبالإشارة إلى ذات القانون المحلي، فرضت إدارة ترامب رسوما تبلغ 25 في المائة على واردات الصلب و10 في المائة على واردات الألومنيوم، على التوالي، في شهر مارس تحت اسم الأمن القومي.

وذكرت صحيفة ((هانكيوريه)) اليومية المحلية أن السلسلة الأخيرة من التحركات الحمائية من جانب الرئيس الأمريكي فتحت الباب أمام نشوب حرب تجارية، مشيرة إلى أن هذه التحركات أثارت معارضات واسعة النطاق من قبل الشركاء التجاريين للولايات المتحدة.

ويمكن أن تؤدي التحركات الأمريكية الانفرادية إلى تعريض الشركات الأمريكية لإجراءات انتقامية من قبل الحكومات الأجنبية، بينما تسمح للشركاء التجاريين للولايات المتحدة بتقييد السلع والخدمات الأمريكية تحت اسم الأمن القومي.

وطلبت كوريا الجنوبية إجراء مشاورات حول خلاف مع الولايات المتحدة في مايو لدى منظمة التجارة العالمية، مدعية أن تدابير وقائية فرضتها الولايات المتحدة على غسالات وخلايا طاقة شمسية واردة من كوريا الجنوبية لا تتفق مع عدد من الأحكام الواردة في اتفاقية منظمة التجارة العالمية بشأن التدابير الوقائية والاتفاق العام للتعريفات والتجارة.

وقررت الحكومة الأمريكية في يناير فرض رسوم تصل إلى 50 في المائة على الغسالات المستوردة للسنوات الثلاث القادمة، وما يصل إلى 30 في المائة على خلايا ووحدات الطاقة الشمسية للسنوات الأربع القادمة.

وعلى نحو منفصل، قدمت كوريا الجنوبية شكوى في فبراير لدى منظمة التجارة العالمية، عارضت فيها استخدام الولايات المتحدة لرسوم مكافحة الدعم ورسوم مكافحة الإغراق بما يتصل بمنتجات الصلب والمحولات.

وتوقعت ((هانكيوريه)) بأنه إذا فُرضت التعريفات الأمريكية على السيارات وقطع غيار السيارات المستوردة، فإنها ستوجه ضربة كبيرة لقطاع صناعة السيارات في كوريا الجنوبية. وينتشر قلق هنا مرده إلى أنه مع ارتفاع التعريفات، سيكون من المستحيل فعليا على صانعي السيارات المحليين تصدير سياراتهم إلى السوق الأمريكية.

ومن أصل 2.53 مليون سيارة مصدرة من كوريا الجنوبية في عام 2017، تم تصدير 845 ألف مركبة إلى الولايات المتحدة، ما يمثل 33 في المائة من الإجمالي.

بيد أن التعريفات الأمريكية المرتفعة على واردات السيارات سوف تؤثر سلبا على الاقتصاد الأمريكي، حيث أن ارتفاع الرسوم من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار السيارات وخفض خياراتها لدى المستهلكين الأمريكيين.

وباع مستثمرون أجانب أسهما في كوريا الجنوبية بقيمة 2.8 مليار دولار أمريكي خلال الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام على خلفية تزايد القلق بشأن التحركات الحمائية الأمريكية، التي يمكن أن تؤدي إلى حرب تجارية، وفقا لما أظهرته بيانات بنك كوريا. واشترى أجانب ما قيمته 9.2 مليار دولار من السندات المحلية.

وسجل عجز كوريا الجنوبية في تجارة الخدمات مع الولايات المتحدة رقما قياسيا سنويا بلغ 15.38 مليار دولار في عام 2017، متجاوزا الرقم القياسي السابق البالغ 14.09 مليار دولار في عام 2015.

وفي حين سجلت البلاد 39.99 مليار دولار كفائض في تجارة السلع مع الولايات المتحدة، إلا أنه يعد الأدنى منذ عام 2012.

الصور

010020070790000000000000011101421372754361