مقالة خاصة: أردوغان في فترة رئاسية ثانية... طموحات كبيرة وضغوط شديدة

2018-06-28 16:00:11|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 28 يونيو 2018 (شينخوا) حسمت الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية والتشريعية التي جرت في تركيا بفوز الرئيس رجب طيب أردوغان بولاية رئاسية ثانية مدتها خمس سنوات بعد حصوله على حوالي53 في المائة من أصوات الناخبين، وذلك كما جاءت توقعات المحللين السياسيين في بقاع مختلفة من العالم.

وثمة مخاوف تساور المعارضة التركية وبعض المحللين العالميين إزاء التحول الذي قد تشهده تركيا في ضوء تغيير النظام السياسي من برلماني إلى رئاسي، وهو نظام يحظي من خلاله الرئيس بصلاحيات واسعة؛ كما أعربت الدول الأوروبية والولايات المتحدة عن قلقها تجاه الرئيس الجديد.

-- طموحات كبيرة

أوردت وكالة الأناضول الرسمية للأنباء أن أردوغان حل في المقدمة بحصوله على 52.5 في المائة بعد فرز أكثر من 99 في المائة من صناديق الاقتراع. وقد تمنح نسبة المشاركة غير المسبوقة في الانتخابات التركية الأخيرة، والتي تجاوزت 87 في المائة من إجمالي الناخبين الأتراك أي نحو 60 مليون ناخب، قد تمنح أردوغان الثقة في القدرة على إجراء تغييرات سياسية واقتصادية خلال السنوات المقبلة.

وبدت الأسواق مطمئنة إلى انتصار أردوغان وارتفعت الليرة التركية بواقع حوالي 2 في المائة مقابل الدولار الأمريكي بعدما تدهورت قيمتها بشدة خلال هذه السنة، حيث أشار الإعلام الصيني إلى أن توافر الاستقرار والأمن والسيطرة القوية والمستمرة في تركيا قد تسهم في دفع انتعاش اقتصاد هذا البلد.

ففي الأشهر الأخيرة، خسرت الليرة التركية خمس قيمتها فيما وصلت معدلات التضخم إلى نحو 11 في المائة، وأكد الرئيس من جانبه أن إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة- وهي الانتخابات التي كان يفترض أن تجرى في نوفمبر 2019- يهدف إلى جعل السياسات الاقتصادية في "وضع أكثر أمنا واستقرارا" في أسرع وقت ممكن.

أما على صعيد الدبلوماسية الخارجية، فأشار قون تشانغ قانغ رئيس مركز الدراسات التركية بجامعة شانغهاي الصينية إلى أن تركيا من غير المرجح أن تعود للانضمام إلى النظام الغربي، وقد تتجه إلى إتباع "سياسة التوازن" بين "التغريب والتقاليد".

واتفق معه تسوه جيه تشيانغ الباحث بمركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة الدراسات الدولية بشانغهاي في أن أردوغان سيتبع "سياسة التوازن" بين الغرب والشرق، مدللا على ذلك بإصراره على تعزيز التعاون مع روسيا لمواجهة الأزمة السورية وحفاظه على علاقات مستقرة نسبيا مع حلف الناتو والولايات المتحدة في آن واحد.

-- مخاوف في الداخل

منذ تأسيس الجمهورية التركية على يد كمال أتاتورك، أصبح أردوغان، الذي تولى الحكم منذ عام 2003 كرئيس للوزراء قبل أن يصبح رئيسا للبلاد في عام 2014، أقوى قيادي لهذا البلد الذي يقع عند بوابة القارة الأوروبية ويتصل بآسيا.

وعكست تصريحات محرم أنجه، المرشح التركي الخاسر في الانتخابات الرئاسية والذي حصل على نحو 30 في المائة من أصوات الناخبين،عكست التحديات التي سيواجهها أردوغان في ولايته الثانية، حيث حذر مما وصفها بـ"فترة خطيرة" من حكم البلاد.

أما سون ده قانغ نائب رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة الدراسات الدولية بشانغهاي، فقد أعرب من ناحية أخرى عن اعتقاده بأن أردوغان مازال يواجه تحديات كبيرة في البرلمان التركي، مشير إلى أن الحزب الحاكم قد يفقد مجده التاريخي مع تزايد تحالفات الأحزاب المنافسة، حتى أنه قد يواجه وضعا صعبا مع تشكل "الأركان الثلاثة" وهي تحالف الشعب )ويضم حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية( وتحالف الأمة (ويضم حزب الشعب الجمهوري والحزب الجيد) وتحالف يقوده حزب الشعوب الديمقراطي.

جدير بالذكر أن تركيا تعيش في ظل حالة الطوارئ منذ محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت في يوليو 2016، ومنذ ذلك الوقت تم فصل أكثر من مائة ألف موظف عسكري فيما تم القبض على أكثر من50 ألف شخص لايزالون محتجزين في السجون حتى الآن انتظارا للمحاكمة بتهمة التورط في هذه المحاولة الانقلابية.

أما التعديلات الدستورية التي أقرت في استفتاء شعبي في أبريل 2017 وحازت على موافقة 51 في المائة من الأتراك لتغيير النظام السياسي في البلاد من برلماني إلى رئاسي، فدائما ما تواجه انتقادات من قبل الدول الغربية.

-- ردود فعل من الخارج

تلقى أردوغان التهاني من قادة العالم مثل الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني، ولكنه واجه انتقادات من بعثة المراقبين المشتركة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومجلس أوروبا والتي أشارت في تقرير أولي إلى "عدم وجود فرص متساوية" لجميع المرشحين.

وفي بيان صدر عقب اجتماع له في لوكسمبورغ عقد الثلاثاء الماضي، اعتبر الاتحاد الأوروبي أن مفاوضات انضمام تركيا إلى صفوفه في حالة "جمود تام"، لافتا إلى أن أنقرة تبتعد أكثر فأكثر عن التكتل وأن احتمالات حدوث تغيير في هذا الوضع ضئيلة للغاية في المستقبل القريب.

وساءت علاقات الاتحاد الأوروبي مع تركيا في السنوات الأخيرة نتيجة سلسلة خلافات حول ملفات تتعلق بقضايا داخلية تركية وخاصة بعد حملة القمع الواسعة التي شنها الرئيس أردوغان إثر محاولة الانقلاب الفاشل ضده في يوليو 2017.

وأثار فوزه في الانتخابات المخاوف في بروكسل نظرا لكونه "سيحظي بسلطات معززة،" وفقا لبيان مقتضب للوزراء الأوروبيين، مضيفا أن المجلس يشعر بالقلق بوجه خاص بشأن التراجع العميق والمستمر في الملفات الداخلية بتركيا.

الصور

010020070790000000000000011101421372871221