تعليق: يتعين على الصين والدول الأوروبية مقاومة الحمائية التجارية يدا بيد

2018-07-04 10:20:13|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 4 يوليو 2018 (شينخوا) من الواضح أن الحمائية التجارية تفرض الآن تحديا حقيقيا وخطيرا لأنصار التجارة الحرة في العالم، وإذا تُركت دون رادع ، فإنها من المرجح أن تؤدي إلى تراجع الاتجاه الاقتصادي العالمي الحالي الذي تحقق بصعوبة أو حتى عكس مساره.

وفي وقت لاحق من هذا الأسبوع ، سيبدأ رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ زيارة رسمية إلى أوروبا. زيارة تمثل فرصة جيدة للجانبين، المؤيدين بإخلاص للتجارة الحرة العالمية، لتعزيز التعاون وتوسيع توافقهما بشأن الدفاع عن نظام التجارة الحرة متعدد الأطراف والقائم على القواعد.

وخلال زيارته التي تستمر لمدة أسبوع ، سيحضر لي كه تشيانغ الاجتماع الـ7 لقادة الصين ودول وسط وشرق أوروبا في صوفيا ويشارك في رئاسة الجولة الـ5 من المشاورات الحكومية الصينية-الألمانية مع نظيرته الألمانية انغيلا ميركل في برلين.

إن الصين ودول أوروبا هم شركاء طبيعيون، بل أنهم أكثر من ذلك في عالم تزداد فيه الشكوك، يؤمنون بشدة بأهمية التجارة الحرة كمحرك قوي للنمو الاقتصادي العالمي، في حين يمكن أن تثير الأحادية والحمائية التجارية التقلبات والكساد في الاقتصاد العالمي.

لكن في واشنطن يبدو أن صقور التجارة قد خانوا النظام التجاري متعدد الأطراف ويحرضون على الحمائية باللعب بتكتيك التعريفات.

ففي أشهر قليلة فقط ، أطلقت إدارة ترامب وابلا من طلقات التحذير التعريفية. وقررت فرض رسوم باهظة على واردات الصلب والالومنيوم من العديد من حلفائها بالاتحاد الأوروبي ، وهددت بفرض رسوم عقابية على واردات صينية بعشرات المليارات.

وفي مواجهة هذه التحديات، أبت الدول الأوروبية والصين الصمت وجاءت ردودهما حتى الآن معقولة بقدر ما هي مشروعة.

ولإعادة إطلاق شرارة روح التجارة الحرة، فإنه ينبغي عليهما العمل بشكل مشترك لإصلاح المؤسسات الحاكمة الاقتصادية العالمية القائمة حتى تكون أكثر انفتاحا وشمولا ومرونة.

كما ينبغي عليهما دعوة جميع أعضاء المجتمع الدولي إلى مقاومة إغراء الإجراءات الأحادية أو اللجوء اليها في معالجة النزاعات التجارية، ومواصلة الالتزام بمبدأ الحوار في إطار منظمة التجارة العالمية، العمود الفقري للنظام التجاري متعدد الأطراف اليوم.

فعلى مدار السنوات الـ40 الماضية منذ تبني سياسة الإصلاح والانفتاح ، قامت الصين بحصتها العادلة في تعزيز الانفتاح الاقتصادي والتجارة الحرة وقدمت مساهمات كبيرة للعالم. ووعدت بفعل المزيد.

وقبل أيام قليلة من زيارة لي كه تشيانغ، قدمت الصين تخفيضات جمركية جديدة هائلة تغطي السلع الاستهلاكية والسيارات للمساعدة على زيادة الواردات.

فقد كان ذلك جزءا من إجراءات اقترحتها بكين في منتدى بوآو الآسيوي في أبريل لمواصلة تعزيز الانفتاح ، تضمنت أيضا زيادة الوصول إلى الأسواق بشكل كبير، وخلق مناخ استثماري أكثر جاذبية، وتعزيز حماية حقوق الملكية الفكرية، وتوسيع الواردات.

وتعني هذه الإجراءات للشركات في ألمانيا، موطن عمالقة صناعة السيارات في العالم، مزيدا من فرص السوق المباشرة.

وبينما توسع الصين أبوابها كما وعدت ، يمكن للصين والدول الأوروبية زيادة الاستفادة من امكاناتهما العظيمة في التعاون في مجالات مثل التكنولوجيا الفائقة والابتكار والزراعة والمالية والاقتصاد الرقمي والتجارة الالكترونية والتغير المناخي.

وفي التحليل النهائي، يقع على عاتقهما مسؤولية مشتركة لاستغلال تعاونهما المثمر ومتبادل النفع لاثبات لبقية العالم أن التجارة الحرة والمفتوحة هي السبيل الأكيد الوحيد لتحقيق منافع عادلة للجميع.

فمن شأن إغلاق الأبواب والانغماس في الحمائية أن يؤدي إلى خاسرين بصورة موحدة. والفارق الوحيد هو من يخسر أكثر.

الصور

010020070790000000000000011100001373004861