تقرير إخباري: التوترات بين الحلفاء تلقى بظلالها على اليوم الأول من قمة الناتو

2018-07-12 12:50:04|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بروكسل 11 يوليو 2018 (شينخوا) انطلقت قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) يوم الأربعاء في بروكسل بألعاب نارية لفظية حيث أزاح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الستار عن توترات شهدتها مؤخرا العلاقات بين الحلفاء والولايات المتحدة في ظل خلاف متنامي حول تقاسم الأعباء والتأثير الخارجي.

فقد أثار الرئيس ترامب، الذي حدد نغمة اليوم الأول من القمة، العواصف صباح الأربعاء خلال اجتماعه مع الأمين العام للناتو ينس شتولتنبرج عندما اتهم ألمانيا بأنها تقع تحت تأثير المصالح الروسية.

وقال ترامب للصحفيين إن "ألمانيا خاضعة بالكامل لسيطرة روسيا لأنها ستحصل على ما يترواح بين 60 و70 في المائة من طاقتها من روسيا وعلى خط أنابيب جديد"، واصفا الاعتماد المزعوم على الطاقة الروسية بأنه "غير مناسب".

وتظهر الأرقام الصادرة عن الاتحاد الأوروبي أن روسيا قد تكون مسؤولة عما يتراوح بين 50 و75 في المائة من واردات الغاز الألمانية، ولكن الغاز يشكل أقل من 20 في المائة من مزيج إنتاج الطاقة في ألمانيا.

وأضاف ترامب قائلا إنه "علاوة على ذلك، فإن ألمانيا لا تنفق سوى أكثر بقليل من واحد في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي على مساهمات الدفاع الخاصة بالناتو في الوقت الذي تنفق فيه الولايات المتحدة 4.2 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي الأكبر بكثير. لهذا أعتقد أن ذلك غير مناسب أيضا".

ووفقا لتقديرات الناتو الأخيرة، فإن ألمانيا تنفق 1.24 في المائة من إجمالي ناتجها المحلي على الدفاع، فيما تنفق الولايات المتحدة 3.5 في المائة.

وتنبثق هذه الأقاويل عن انتقادات حول تقاسم الأعباء أطلقها ترامب قبيل تنصيبه في يناير 2017. وبالإضافة إلى إشارته إلى الناتو على أنه قد "عفا عليه الزمن" في هذا العصر، انتقد الحلفاء لعدم تلبيتهم لالتزامات الإنفاق الدفاعي ونسبتها 2 في المائة.

ومنذ تنصيبه، يقول ترامب إن حلفاء الناتو تركوا الولايات المتحدة تسدد فاتورة دفاعهم المشترك. ووفقا لأرقام الناتو، فإن خمسة فقط من الأعضاء الـ29 استوفوا أهداف إنفاق الدفاع هذا العام وهم إستونيا واليونان ولاتفيا وبريطانيا والولايات المتحدة.

وردت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على ترامب بعد ساعات قليلة من تصريحاته، حيث وصلت إلى مقر الناتو لتصرح بأن ألمانيا قدمت إسهامات كثيرة للتحالف الدفاعي.

وأوضحت أن "ألمانيا هي ثاني أكبر مشارك بقوات، وأن أكبر جزء من قدرتنا العسكرية يتم تقديمه للناتو، ولدينا حتى اليوم مشاركة قوية تجاه أفغانستان"، مضيفة بقولها "كما إننا ندافع عن مصالح الولايات المتحدة".

كما تحدثت المستشارة الألمانية عن الاتهام المتعلق بالتأثير الروسي، قائلة "إنني شخصيا شاهدت كيف كان الاتحاد السوفيتي يسيطر على جزء من ألمانيا. وأنا سعيدة جدا لأننا اليوم متحدون في الحرية، جمهورية ألمانيا الاتحادية. لأن ما يمكننا قوله هو أننا نستطيع أن نضع سياساتنا المستقلة ونتخذ قرارات مستقلة. هذا أمر جيد للغاية، خاصة بالنسبة للأهالي في ألمانيا الشرقية".

ولكن في تصريحات لاحقة خلال القمة، كثف الرئيس ترامب من الضغوط على الحلفاء حول تقاسم الأعباء ، داعيا الحلفاء إلى مضاعفة أهداف الإنفاق الدفاعي إلى 4 في المائة، حسبما أكد البيت الأبيض.

وقال الأمين العام للناتو شتولتنبرج للصحفيين دون التحدث بشكل مباشر عن تصريحات ترامب "أعتقد أننا يجب أن نصل إلى اثنين في المائة ونركز على ذلك الآن ...الشئ الجيد يكمن في أننا نتحرك نحو ذلك".

هذا وقد أصبح الرئيس الأمريكي مصدر قلق بالنسبة للعديد من الحلفاء الأوروبيين، داخل الحلف وخارجه، حيث وجه رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك يوم الثلاثاء حديثه لترامب قائلا "عليكم الحرص على حلفائكم حيث أنكم في النهاية لا تملكون الكثير"، مذكرا بأن "الولايات المتحدة ليس لها ولن يكون لها حليف أفضل من أوروبا".

يأتي تصاعد التوترات قي الوقت الذي يستعد فيه الرئيس ترامب لحضور قمته الأولى على الإطلاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي بفنلندا في غضون أقل من أسبوع، ما يثير القلق بين الحلفاء.

ومن ناحية أخرى، شهد اليوم الأول من قمة الناتو محاولة الحلفاء تعزيز هذه الكتلة الدفاعية، وذلك باتخاذ عدة قرارات فيما يتعلق بتحسين القدرة حتى أن دعوة رسمية وجهت إلى مقدونيا للانضمام لكي تصبح أحدث عضو في المنظمة.

وأشاد شتولتنبرج بالمبادرات الجديدة الرامية إلى بناء القدرة وقال إن الحلفاء الأوروبيين وكندا سينفقون مبلغا إضافيا وقدره 266 مليار دولار أمريكي على الدفاع بحلول عام 2024.

كما أعلن عن أن اتفاق "مبادرة الجاهزية" التي يطلق عليها اسم "الثلاثينيات الأربعة " سيكون جاهزا بحلول عام 2020: وهو اتفاق يعني إمكانية حشد 30 كتيبة آلية و30 سربا جويا و30 سفينة قتالية للاستخدام في غضون 30 يوما أو أقل.

وقامت المنظمة أيضا بتوجيه دعوة رسمية إلى مقدونيا لتصبح العضو الثلاثين في الناتو، في أعقاب الدفء الذي دب مؤخرا في أوصال العلاقات بين هذا البلد وجارته اليونان. وسيتعين على المواطنين المقدونيين في البداية التصديق على اتفاقية مع اليونان، التي عرقلت منذ فترة طويلة منح عضوية الناتو لهذا البلد الصغير الواقع بمنطقة البلقان والذي سيغير اسمه إلى "جمهورية مقدونيا الشمالية".

هذا وسوف تواصل قمة الناتو، التي تستمر على مدار يومين، فعالياتها في بروكسل يوم الخميس مع عقد اجتماعات بين الحلفاء ورئيسي كل من جورجيا وأوكرانيا.

الصور

010020070790000000000000011101451373191041