تعليق: تباطؤ واشنطن في تعجيل العمل بشأن قضية شبه الجزيرة الكورية

2018-08-16 16:49:56|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 16 أغسطس 2018 (شينخوا) تعجّ الآن شبه الجزيرة الكورية، التي كانت تلفها غيوم الحرب منذ وقت ليس بالطويل ، بتفاعلات مشجِّعة بين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وكوريا الجنوبية، في الوقت الذي يتعمق فيه تدريجيا انفراج ملحوظ بين الكوريتين. وإن الولايات المتحدة مدعوة لبذل المزيد من الجهود لدفع شبه الجزيرة المضطربة نحو سلام دائم.

لقد سارت الكوريتان معا كفريق واحد خلال المراسم الافتتاحية لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2018 التي استضافتها مدينة بيونغتشانغ الكورية الجنوبية في فبراير. كما عقدتا قمتهما الأولى خلال 11 عاما في قرية الهدنة (بانمونجوم)، وسط تحضيرات منهما لعقد قمة ثالثة بينهما خلال العام الجاري.

ومن الواضح أن بيونج يانج وسول تحرزان تقدما إزاء تحسين العلاقات وسط توسع محادثاتهما رفيعة المستوى لتشمل مسؤولين ليس فقط من الإدارات الدبلوماسية والعسكرية، ولكن من الإدارات الاقتصادية كذلك.

وفي إشارة إلى علاقاتهما المتعمقة، قام مسؤولون على مستوى العمل من الكوريتين بإجراء فحص لموقع خطوط سكك حديدية في الشمال بهدف تحديثها وربطها في نهاية المطاف عبر الحدود على النحو المتفق عليه في إعلان بانمونجوم الصادر في نهاية القمة الكورية الأولى.

وقد أثار هذا الجو الدافئ، الآمال في ألا يكون السلام في شبه الجزيرة الكورية بعيدا.

لكن الأمل هشّ، حيث إن واشنطن تجر قدميها بعد القمة التاريخية التي عُقدت في سنغافورة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعيم كوريا الديمقراطية كيم جونج أون.

وأعادت كوريا الديمقراطية رفات جنود امريكيين من أيام الحرب الكورية، كما شكر ترامب كيم لتفكيكه محطة ((سهاي)) لإطلاق الأقمار الصناعية. لكن حتى الآن يبدو أن الولايات المتحدة لم تقدم سوى كلمات دافئة فقط، دون القيام بأي أعمال تصالحية في المقابل.

إن جوهر القضية النووية لشبه الجزيرة الكورية يكمن في العلاقات بين كوريا الديمقراطية والولايات المتحدة. وإن عدم وجود خطوات تصالحية من الجانب الأمريكي حتى الآن يعد سببا للقلق حيث إنه من الصعب تحقيق تقدم جوهري في شبه الجزيرة الكورية ما لم تكن بيونج يانج وواشنطن على استعداد لتقديم تنازلات على طول الطريق نحو التوصل لحل نهائي.

ويعرف أي شخص مطّلع على القضية النووية لشبه الجزيرة الكورية أنه من غير الواقعي مطالبة بيونج يانج بالتخلص من برنامجها النووي قبل معالجة مخاوفها الأمنية بشكل مناسب.

وينصب التركيز في هذه المرحلة على قيام الأطراف الرئيسية ببناء ثقة متبادلة، كما تفعل الكوريتان، بدلا من طرح شروط مسبقة قاسية لمزيد من الخطوات.

إذا أبقت واشنطن على ممارستها الحالية؛ المتمثلة في المطالبة بأمور أكثر من اللازم، دون أن تفعل إلا القليل، فقد يتلاشى الزخم الإيجابي الذي اكتسبته بشق الأنفس قبل فترة طويلة، وستتبدد جميع الجهود السابقة.

كما حث رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إن، الذي توسط لانعقاد قمة ترامب-كيم التاريخية، واشنطن أمس الأربعاء على اتخاذ "إجراءات شاملة مقابلة" من أجل مسايرة الخطوات التي اتخذتها بيونج يانج.

ولتحقيق السلام الذي طال انتظاره في شبه الجزيرة الكورية، تحتاج واشنطن إلى اتخاذ إجراءات ملموسة، جنبا إلى جنب مع الأطراف الرئيسية الأخرى، للسعي من أجل إضفاء مزيد من التحسينات على الوضع في المنطقة.

وينصح كنقطة بداية، أن تواصل واشنطن الحوار مع بيونج يانج. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية أمس الأول الثلاثاء إن المحادثات مع كوريا الديمقراطية ستكون "مسار عمل منتظم" للحكومة الأمريكية. دعونا نأمل أن تصدق واشنطن في حديثها.

وأيضا، على واشنطن أن تستجيب لدعوات الأطراف الأخرى للمشاركة النشطة في الجهود التي ربما تؤدي إلى إعلان نهاية الحرب في شبه الجزيرة الكورية. فمثل هذا المسعى من شأنه تهدئة مخاوف بيونج يانج الأمنية.

ومع ذلك، ينبغي تذكير واشنطن بأن نهج "ممارسة الحد الأقصى من الضغوط" على بيونج يانج لا يتماشى مع الوضع الحالي في شبه الجزيرة الكورية، كما ينبغي أن تفكر في تخفيف العقوبات.

إن رقصة التانجو تحتاج إلى طرفين . وهذا صحيح بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بحل العداوة القائمة منذ فترة طويلة بين بيونج يانج وواشنطن، بغية إيجاد حل نهائي للمعضلة الأمنية في شبه الجزيرة الكورية.

الصور

010020070790000000000000011101451373954501