تحقيق إخباري: إقبال ضعيف على شراء الأضاحي في قطاع غزة بفعل التدهور الاقتصادي الحاد

2018-08-19 23:09:56|arabic.news.cn
Video PlayerClose

غزة 19 أغسطس 2018 (شينخوا) يخيم الركود على أسواق بيع المواشي في قطاع غزة عشية حلول عيد الأضحى لهذا العام بفعل التدهور الاقتصادي الحاد جراء استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض منذ أكثر من عقد.

واشتكى تاجر المواشي سائد البطنيجي لوكالة أنباء (شينخوا)، من ضعف شديد في إقبال الزبائن على شراء الأضاحي بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة والمعدلات القياسية للفقر والبطالة في صفوف السكان.

ويقول البطنيجي خلال عمله في سوق بيع المواشي في غزة، إن التدهور الاقتصادي المستمر يحول دون إقبال جيد من المستهلكين رغم توفر أعداد مناسبة من المواشي المخصصة للأضاحي بمختلف أنواعها.

ويضيف إن "تراكم سنوات الحصار الإسرائيلي زادت من ضعف القدرة الشرائية لدى السكان، ولا نتوقع أن تزيد نسبة المضحين على الثلث بحد أقصى مقارنة بالأعوام الأخيرة".

ويبلع متوسط سعر الأضحية من اللحم الضأن 350 دولارا أمريكيا فيما تبلغ متوسطة حصة أضحية في لحم العجل بمبلغ 450 دولارا أمريكيا وهو مبلغ يتجاوز قدرة نسبة كبيرة من أرباب الأسر في القطاع مما يجعل الأسواق تشهد كساداً غير مسبوق، وفق تجار محليين.

ويقول هؤلاء إن نسبة كبيرة من المضحين يشترون بالتقسيط بسبب محدودية الرواتب سواء بالنسبة لموظفي السلطة الفلسطينية الذين يتلقون 50 في المائة من رواتبهم أو موظفي حركة حماس الذين يتلقون 40 في المائة من رواتبهم.

ولجأ رأفت خليل عاشور ويعمل مهندسا من غزة إلى الاشتراك مع ستة أشخاص آخرين في شراء أضحية لهذا العام.

ويقول عاشور لـ(شينخوا)، إنه يحرص على الأضحية باعتبارها جزءا مهما من الشعائر الإسلامية وواجبا على كل مقتدر.

ويضيف إن الإقبال بشكل عام على شراء الأضاحي ضعيف من سكان غزة مقارنة بأعوام ماضية بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة.

ويمثل عيد الأضحى بالنسبة للمسلمين إحدى شعائر الحج عندما يصعدون إلى جبل عرفة ويذبحون الأضاحي طاعة لربهم، وهذا ليس لزاما حسب الديانة الإسلامية على المسلمين من غير الحجاج، ولكنهم يقومون بذلك اقتداء بفداء نبي الله إسماعيل ابن النبي إبراهيم بالكبش.

وعادة ما يقوم غالبية سكان غزة بتوزيع الأضاحي بعد تقسيمها إلى ثلاثة أقسام، أحدها للعائلات الفقيرة، والآخر لصلة الرحم والأقرباء ممن لم يحالفهم الحظ في الذبح لهذا العام، والقسم الثالث يبقى للعائلة لتوفير وجبات العيد في الأيام الثلاثة والأيام التي تليها.

ومعظم ما يتم عرضه في مزارع المواشي المحلية في قطاع غزة يتم استيرادها من أوروبا خاصة رومانيا وهولندا وبلجيكا عبر إسرائيل ويتم إدخالها من خلال معبر (كرم أبو سالم/كيرم شالوم) التجاري.

ويسبب ذلك بحسب تجار المواشي المحليين، المزيد من الارتفاع في أسعار وتكلفة بيع الأضاحي ويحجم مستوى الإقبال عليها.

وكان الإنتاج المحلي في قطاع غزة قبل عدة أعوام يغطي الاحتياجات المحلية بنحو 40 في المائة إلا أنه تراجع بشدة بسبب ارتفاع أسعار الحبوب وعدم قدرة المزارعين على تربية الماشية.

ويقدر مدير الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة الفلسطينية في غزة طاهر أبو حمد احتياج سكان القطاع من الأضاحي في الموسم الحالي بنحو 8 آلاف رأس من الماشية، و 20 ألف رأس من الأغنام، فيما كان حجم الاستهلاك العام الماضي 14 ألفا من الماشية و30 ألفا من الأغنام.

ويؤكد أبو أحمد على ضعف الإقبال شراء الأضاحي "بسبب انخفاض دخل الأفراد نتيجة الحصار الإسرائيلي من جهة وارتفاع أسعار المواشي عالميًا وزيادة تكاليف التربية والنقل في المعابر من جهة أخرى".

وبحسب أبو أحمد فإن التجار في غزة قللوا هذا العام من إدخال كميات الأضاحي تخوفًا من كساد الأسواق وضعف الإقبال في ظل المعطيات الاقتصادية الصعبة للسكان.

وكما في كل عام يؤمل أن يعوض ضعف الإقبال من السكان على شراء الأضاحي الجمعيات الخيرية التي تنشط في شراء وتوزيع الأضاحي على المحتاجين من سكان قطاع غزة.

وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة الذي يقطنه زهاء مليوني نسمة منذ منتصف العام 2007 إثر سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الأوضاع فيه بالقوة بعد جولات من الاقتتال الداخلي مع القوات الموالية للسلطة الفلسطينية.

وأدت السنوات المتتالية للحصار الإسرائيلي إلى أن تصبح نسبة البطالة في أوساط سكان قطاع غزة من بين الأعلى في العالم، كما سبق أن أعلن البنك الدولي.

وبحسب أحدث الاحصاءات الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فإن معدلات البطالة في قطاع غزة أكثر من ضعف نظيرتها في الضفة الغربية، بحيث تبلغ 53.7 في المائة في القطاع مقابل 19.1 في المائة بالضفة.

الصور

010020070790000000000000011100001374027681