تقرير إخباري: الكتل العراقية تواصل مشاوراتها لتشكيل الكتلة الأكبر لتشكيل الحكومة المقبلة

2018-08-20 05:49:56|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بغداد 19 أغسطس 2018 (شينخوا) كثفت الكتل السياسية العراقية الفائزة في الانتخابات البرلمانية التي صادقت على نتائجها المحكمة الاتحادية العليا اليوم (الاحد) من مشاوراتها ومفاوضاتها لتشكيل الكتلة الاكبر التي ستتولى مسؤولية تشكيل الحكومة.

وبرز محوران رئيسيان لتشكيل الكتلة الاكبر، المحور الأول يضم تحالف سائرون الذي يتزعمه الزعيم الشيعي البارز مقتدى الصدر مع تحالف النصر برئاسة حيدر العبادي وتيار الحكمة الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي عمار الحكيم وائتلاف الوطنية بزعامة اياد علاوي، والمحور الثاني تحالف الفتح الذي يترأسه هادي العامري مع دولة القانون برئاسة نوري المالكي.

وفي تطور جديد أعلنت تحالفات، سائرون، والنصر، وتيار الحكمة، والقائمة الوطنية في بيان مشترك تشكيل نواة الكتلة الاكبر بعد اجتماع لقادة هذه الكتل مساء اليوم في فندق بابل وسط العاصمة بغداد.

وقالت في بيان مشترك "بقرار عراقي وطني نابع من مصلحة بلدنا واستجابة لمطالب المواطنين، اتفقنا اليوم على تشكيل نواة لتحالف يسعى الى تشكيل الكتلة البرلمانية التي تتمكن من تشكيل الحكومة".

وأضاف البيان "تقرر في هذا الاجتماع الانفتاح على شركائنا الأخرين للمساهمة معا في تشكيل هذه الكتلة"، واصفا هذا التحالف بانه "عابر للطائفية ويرفض المحاصصة بكل اشكالها".

وتابع أن "التحالف عازم على العمل الجاد لبناء دولة المواطنة والعدل والمساواة وتوفير الحياة الكريمة لجميع أبناء شعبنا"، مبينا أن التحالف يسعى إلى المساهمة الجادة والفاعلة لتشكيل حكومة تعمل بجد على تقديم الخدمات والاعمار واعادة النازحين ومحاربة الفساد ومحاسبة المفسدين.

على صعيد متصل أعلن المكتب الاعلامي لزعيم ائتلاف دولة القانون نوري ‎المالكي، اليوم أن يوم غد سيشهد الإعلان عن الكتلة الأكبر.

وقال مدير المكتب هشام الركابي في بيان مقتضب إن "اتصالات بين دولة القانون والفتح والحزبين الكرديين والمحور الوطني والحديث عن الاعلان عن الكتلة الاكبر غدا"، دون إعطاء المزيد من التفاصيل.

من جهة ثانية اتفق الحزبان الكرديان الرئيسان مع المحور الوطني (التحالف السني ) في اجتماع مشترك لهم في أربيل عاصمة إقليم كردستان شمالي البلاد، على التعاون والتنسيق والانفتاح على بقية الكتل السياسية لغرض تشكيل الكتلة الأكبر.

وقالت الأطراف الثلاثة في بيان مشترك "إن المكتبين السياسيين للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني، الذي كان يتزعمه الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني اجتمعا مع قيادة تحالف المحور الوطني، لدراسة مباحثات تعزيز بناء السلطات الاتحادية، وآليات تحقيق الكتلة الاكبر في سبيل انضاج الرؤية المشتركة للبرنامج السياسي والحكومي للمرحلة القادمة".

وأضاف البيان أن "الطرفين (الكردي والسني) قررا التعاون والتنسيق والانفتاح على بقية الكتل السياسية لغرض تشكيل الكتلة الاكبر وأن تساهم معا في سبيل تحقيق البرنامج الوطني الذي يعزز بناء الدولة بعيدا عن التخندقات الطائفية والعرقية".

وتابع "اتفقت الأطراف على أن تتحالف مع الكتلة التي تتفق معها على برنامج سياسي وحكومي واضح للمرحلة القادمة"، مشددين على ضرورة أن تكون تشكيلة الحكومة القادمة بموجب اتفاق سياسي يلتزم بالتعهدات والاتفاقات المبرمة ويتجاوز أخطاء المرحلة الماضية وبضمانات مكتوبة وآليات محدده وعدم تكرار تجارب مخالفة الدستور والتنصل عن الوعود والعهود غير المنجزة.

وكانت المحكمة الاتحادية العليا قد صادقت بعد ظهر اليوم على نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت في 12 مايو الماضي، وفاز فيها تحالف سائرون المدعوم من الزعيم الشيعي البارز مقتدى الصدر بالمركز الاول ب 54 مقعدا وتحالف الفتح بزعامة هادي العامري ب 48 مقعدا، وتحالف النصر بزعامة العبادي ب 42 مقعدا.

ويرى المراقبون أن المحورين اللذين يسعيان لتشكيل الحكومة المقبلة يعكسان جدية الصراع الأمريكي الإيراني في العراق، مؤكدين أن واشنطن تدعم محور الصدر العبادي فيما تدعم طهران محور العامري المالكي.

وقال المحلل السياسي صباح الشيخ لوكالة انباء (شينخوا) "إن مبعوث الرئيس الامريكي للتحالف الدولي لمكافحة الارهاب بيرت ماغورك يتواجد في بغداد والتقى بعدد من القادة العراقيين، حيث يضغط لتولي رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي ولاية ثانية، كما يتواجد وفد إيراني في العراق أيضا يدعم تحالف الفتح ودولة القانون لتشكيل الكتلة الاكبر التي تشكل الحكومة المقبلة لضمان تعاونها مع إيران في قضية العقوبات الامريكية ضدها".

وأكد الشيخ أن الاكراد والسنة وبعض الكتل الصغيرة تنتظر الكتل الشيعية المتصارعة لتشكيل الكتلة الاكبر ضمن المحور الشيعي وبعدها سيبدأ الاكراد والسنة بالمفاوضات معها للحصول على ما تريدونه للانضمام لهذه الكتلة والاتفاق معها على الرئاسات الثلاث.

وأعرب الشيخ عن اعتقاده بأن المحور المدعوم أمريكيا هو الذي سيفوز في تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، لافتا إلى أن الاكراد والسنة ورغم الضغوط الايرانية عليهم فانهم لن يستطيعوا مخالفة الرغبة الامريكية.

وتعرضت الانتخابات العراقية - التي شملت ثلاث مراحل وهي الاقتراع الخاص للقوات الأمنية والسجناء واقتراع العراقيين في الخارج والتصويت العام في 12 مايو الماضي - لموجة من الانتقادات والاتهامات بوجود تزوير وسرقة أصوات، ما دفع البرلمان العراقي لإجراء تعديل على قانون الانتخابات الغى بموجبه العد والفرز الالكتروني، والزم مفوضية الانتخابات باجراء عد وفرز يدوي، كما الغى نتائج انتخابات الخارج والنازحين والتصويت الخاص، وقرر سحب يد مجلس مفوضية الانتخابات وانتداب تسعة قضاة لادارة المفوضية لحين انتهاء الانتهاء من العد والفرز والمصادقة على نتائج الانتخابات.

وبعد هذا القرار أجرى القضاة المنتدبين عمليات العد والفرز اليدوي للفترة من الثالث من يوليو الماضي حتى السادس من اغسطس الجاري وأعلنوا أن النتائج مطابقة في أغلب المحافظات العراقية، ولم يجر سوى تعديلات طفيفة جدا لا تكاد تذكر.

وكانت المحكمة الاتحادية العليا قد صادقت بعد ظهر اليوم على نتائج الانتخابات، حيث يتوجب على الرئيس العراقي المنتهية ولايته دعوة البرلمان لعقد أولى جلساته خلال 15 يوما من تاريخ المصادقة على النتائج النهائية، والتي بدأت اليوم، لانتخاب رئيسا للبرلمان ومن ثم رئيسا للجمهورية، والذي سيكلف الكتلة الأكبر بتشكيل الحكومة المقبلة التي ستدير البلاد لمدة أربع سنوات.

الصور

010020070790000000000000011100001374029401