تحقيق إخباري: شابة فلسطينية من غزة تحترف فن المكياج السينمائي

2018-09-22 19:25:45|arabic.news.cn
Video PlayerClose

غزة 22 سبتمبر 2018 (شينخوا) تحترف شابة فلسطينية من قطاع غزة فن المكياج السينمائي وصناعة أشكال رعب مخيفة معروفة باسم "زومبي" على الأجسام البشرية على الرغم من افتقاد القطاع المحاصر إسرائيليا لصناعة سينما ملموسة.

وتصنع آلاء أبو مصطفى (20 عاما) أقنعة مخيفة وخيالية على وجوه أشخاص بشكل مثير للاهتمام ومرعب في نفس الوقت، لتطبق فن المكياج السينمائي وهو فن معاصر يستخدم ضمن الخدع البصرية في الأفلام السينمائية.

وقبل ثلاثين عاما، كان هناك 10 أدوار للسينما في قطاع غزة، ولكن منذ بداية الانتفاضة الفلسطينية ضد إسرائيل في العام 1987، أغلقت أدوار السينما.

ومع ذلك، ظل عدد من المنخرطين في صناعة الأفلام الفلسطينيين ينشطون في سبيل إحياء فكرة السينما في قطاع غزة وآخرون يطورون مهاراتهم عبر نافذة الانترنت على أمل أن يحدث ذلك قريبا.

وتقول آلاء أبو مصطفى لوكالة أنباء (شينخوا)، إنها طورت مهاراتها في مجال فن المكياج السينمائي بأشكاله المتعددة عبر الانترنت ومقاطع الفيديو في اليوتيوب.

وساعدها في ذلك تمتعها بموهبة الرسم منذ صغرها بعد التحاقها في دورة عبر الانترنت.

وتوضح أن أول تجربة لها كانت داخل مطبخ منزلهم في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، حين فوجئت والدتها بالدماء تسيل من يدها معتقدةً أنها حقيقية.

وتروى ذلك "صنعت جرحا في يدي من خلال استخدام مواد الماكياج الخاصة بي مع بعض الألوان والأصباغ، وقد صدقتها والدتي بشدة ما شجعني على الاستمرار وتطوير مهاراتي أكثر".

تمارس آلاء أبو مصطفى فن الماكياج السينمائي منذ نحو عام، وكانت تجاربها الأولية على اليد والأصابع، ومن ثم انتقلت للوجوه لتبدأ تجسيد وصنع الشخصيات المرعبة مثل مصاصي الدماء.

وتوضح أنها رغم بحثها الكثير عن محترفين عرب في فن الماكياج السينمائي، لكنها بُهرت بالمختصين الأجانب وشاهدت تجاربهم وبدأت في تتبع خطواتهم لإتقان تفاصيل العمل بشكل أكبر.

وآلاء أبو مصطفى لاجئة فلسطينية تعيش مع عائلتها المكونة من ثماني أفراد، ورغم حبها للرسم وتوجهها للخوض في فن الماكياج السينمائي إلا أنها تدرس الصيدلة في جامعة محلية.

وتستعين آلاء بأدوات بسيطة للتغلب على حظر إسرائيل إدخال مواد تجميل تستخدم في الأقنعة وصناعة الأشكال المخيفة ضمن حصارها للقطاع المفروض منذ منتصف العام 2007.

وتشير إلى أن المكياج السينمائي فن يستخدم أدوات اصطناعية وغذائية وغيرها للحصول على تأثيرات سينمائية على الوجوه وأعضاء الجسم مثل الجروح والثقوب.

وتنبه إلى أن الإضاءة والخلفيات وغيرها من مؤثرات تسهم جميعها في خلق حالة جديدة من المكياج، يشبه ما يوجد في أفلام الرعب والخيال العلمي على وجه التحديد.

ورغم أن معظم أعمالها شخصيات مرعبة وتشكيل لجروحات وإصابات مخيفة على أطراف الجسد والوجه، إلا أن آلاء أبو مصطفى تعترف أنها لا تحب أفلام الرعب وتخاف كثيرا من مشاهد القتل والدماء.

وتقول "في بداية عملي في مجال الماكياج السينمائي، كنت أحلم كل ليلة بالأشكال والوجوه المخيفة التي أصنعها، لكن مع الممارسة أصبحت معتادة على رؤيتها ولم تعد تخيفني".

وتتطلع آلاء أبو مصطفى إلى دخول مجال صناعة السينما في غزة، والمساهمة في انتاج أفلام تخدم قضايا شعبها ومجتمعها.

كما تسعى بعد تخرجها من الجامعة إلى أن تدمج دراستها وفنها عبر تعريف الجمهور بالمواد والمكونات السينمائية الصحية التي لا تضر بجسم الإنسان، ومواد التجميل الطبية التي لا تضر بالبشرة.

وتأمل آلاء أبو مصطفى المشاركة في عمل يخص القضية الفلسطينية، مثل أفلام سينمائية تتيح لها استخدام فنها لتقديم تصور واقعي للمصابين والقتلى الفلسطينيين في هجمات إسرائيل العسكرية على قطاع غزة.

ومن المعيقات التي تؤثر على موهبتها الضعف الشديد في صناعة السينما الفلسطينية لتستطيع استخدام مواهبها فيها.

كما أنها لم تسلم من الانتقادات المجتمعية، وذلك بحجة أنها فتاة وتصنع أشكالاً مخيفة ومرعبة بعيدة عن الطابع الأنثوي المتعارف عليه.

وعن ذلك تقول آلاء أبو مصطفى "منحني الله هذه الموهبة، ولن أجعل من مجتمعي عائقا للوصول لأحلامي، ما يهمني أن عائلتي تشجعني وذلك يحفزني لتشريف وطني".

وتعتبر آلاء، أول فتاة تصنع أشكال "الزومبي" المرعبة في قطاع غزة وثالث فتاة تعمل في مجال المكياج السينمائي، وجميعهن تعلمن هذا الفن عن طريق المواقع الإلكترونية.

الصور

010020070790000000000000011101421374865821