تقرير: محللون: اتفاق نزع السلاح في إدلب يفرض مخاطر حقيقية على تركيا

2018-09-22 23:05:43|arabic.news.cn
Video PlayerClose

اسطنبول 21 سبتمبر 2018 (شينخوا) حذر محللون من انه مع القضاء على تهديد تدفق اللاجئين في تركيا، قد يفضى الاتفاق مع روسيا بشأن إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب بسوريا، إلى مخاطر بحدوث مواجهة بين القوات التركية والجماعات المتمردة المتطرفة واستيطان الجهاديين بالقرب من الحدود التركية.

وقال سينان أولجين وهو دبلوماسي تركي سابق لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن تركيا والجيش التركي سيصبحان هدفا للجماعات الجهادية ، حيث أنهما بحاجة على ما يبدو للتدخل لنزع الأسلحة من المسلحين وفقا للاتفاق.

وتوصل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى الاتفاق يوم الاثنين لإقامة منطقة منزوعة السلاح على مساحة 15 إلى 20 كيلومترا في إدلب على خط التماس بين القوات السورية والمتمردين.

وقال أولجين "تولت تركيا مسؤولية حرجة "، مشيرا إلى تعهد تركيا بفصل الجماعات الإرهابية عما يسمى الجماعات المعتدلة وجمع الأسلحة الثقيلة من المتمردين.

وذكرت تقارير صحفية أن بعض الجماعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة في إدلب قالت إنها لن تسلم أسلحتها الثقيلة ولن تغادر مواقعها في إشارة لرفض إقامة منطقة منزوعة السلاح في مقاطعة إدلب.

ويتطلب اتفاق أنقرة وموسكو من جميع الجماعات التي تعتبر إرهابية مغادرة المنطقة منزوعة السلاح قبل 15 أكتوبر، بينما يجب سحب جميع الأسلحة الثقيلة، مثل الدبابات والمدفعية وقواذف الصواريخ من المنطقة يوم 10 أكتوبر.

وقال بوتين في القمة في سوتشي بروسيا إنه اتفق مع إردوغان على أن جميع الجماعات المتمردة عليها أن تسلم أسلحتها الثقيلة.

وتتوقع روسيا من تركيا، داعم الجماعات المعتدلة في إدلب، ان تقنع المتمردين بالتصرف وفقا لاتفاق سوتشي الذي يهدف لمنع المتمردين من فرض تهديد على المواقع العسكرية الروسية في إدلب وإبقاء إدلب منطقة عدم تصعيد وتسوية هذه القضية بطريقة دبلوماسية.

وقال كاهيت أرماجان ديلك عضو هيئة الأركان التركي السابق لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن القول بان الاتفاق سيحول المنطقة المجاورة للحدود التركية إلى منطقة يحتشد فيها الإرهابيون لن يكون مبالغة.

وأضاف أنه في حالة فشل الاتفاق، سيحاول المتمردون سيحاولوا الهرب إلى تركيا أو مناطق تحت سيطرة تركيا في شمالي سوريا حيث سيواجهون هجوما شاملا من السوريين.

وتغطي المنطقة المنزوعة السلاح بشكل أساسي الجزئين الجنوبي والشرقي من محافظة إدلب، بينما تتاخم تركيا والمناطق الخاضعة لها على الحدود السورية إدلب من الشرق والشمال.

وتقع معظم أجزاء محافظة إدلب تحت سيطرة تحالف تحرير الشام التابع لتنظيم القاعدة بينما يسيطر المتمردون الذين تدعمهم تركيا على باقي المنطقة.

وجاء الاتفاق الذي تم توقيعه مع روسيا بعد الجهود التي بذلتها تركيا لتفادي هجوم الجيش السوري الذي تدعمه روسيا لاستعادة السيطرة على المنطقة، حيث تخشى أنقرة ودول أخرى ان يرسل هذا الهجوم ملايين اللاجئين إلى الحدود التركية في الوقت الذي يوجد في تركيا بالفعل 3.5 مليون سوري.

وقال أولجين الذي يتولى الآن منصب رئيس مركز الدراسات الاقتصادية والسياسات الخارجية في اسطنبول إن أنقرة ترى ان النجاح الكبير للاتفاق هو ايقاف الهجوم السوري والخطر الأمني الذي يفرضه التدفق الكبير المتوقع للاجئين.

ويوجد في محافظة إدلب، آخر معقل للمتمردين خلال الحرب السورية التي استمرت سبعة اعوام، 50 ألف مسلح.

وأبدى ديلك الذي يشغل منصب رئيس المعهد التركي للقرن الـ21 في أنقرة شكوكه حول نجاح الاتفاق، الذي ستتشارك خلاله الشرطة العسكرية التركية والروسية في اجراء دوريات في المنطقة منزوعة السلاح .

ومشيرا إلى أن بعض الجماعات المتمردة المتطرفة بالفعل قالت إنها لن تحترم هذا الاتفاق، حذر ديلك من ان أنقرة ستجد نفسها في موقف صعب إذا أطلق بعض المتمردين صاروخا على قاعدة روسية أو القوات الروسية خلال دورية.

وبناء على اتفاق مع روسيا وإيران ،شريكي تركيا في عملية أستانة، أقام الجيش التركي 12 موقع مراقبة في إدلب.ووفقا لاتفاقية سوتشي، ستتولى تركيا تعزيز قواتها في مواقع المراقبة وتراقب المنطقة منوعة السلاح بطائرات من دون طيار كما ستفعل روسيا.

وقال ديلك إن تركيا تبدو سعيدة بإرسال تعزيزات وحصولها على الحق في إرسال طائرات من دون طيار فوق إدلب. "وهذا يشير إلى ان تركيا تخطط للبقاء في إدلب وعلى الطاولة في سوريا سواء نجح اتفاق سوتشي أو فشل."

وبينما يبدو أن الحكومة التركية تركز بشكل أساسي على إدلب الآن، فإنها تواجه انتقادات في الداخل لفشلها في اتخاذ خطوات ضرورية ضد الكيان الكردي في شمال شرقي سوريا على الحدود التركية.

واستطاع المسلحون الأكراد المعروفون باسم وحدات حماية الشعب، السيطرة على نحو 30 في المائة من الأراضي السورية خلال الحرب بفضل دعم الولايات المتحدة.

وقال ديلك إنه فات الأوان على تدخل تركيا لمنع ظهور وحدات حماية الشعب في الجزء الشرقي من نهر الفرات.

وأضاف ديليك أنه نظرا لأن تركيا مشغولة الآن في إدلب ، فلم يعد من الممكن التوقع بأنها ستتعامل مع المسلحين الأكراد الذين تدعمهم الولايات المتحدة في نفس الوقت.

وتتهم أنقرة واشنطن غالبا بمحاولة تأسيس دولة كردية في سوريا، وتصفها بأنها تهديد لتركيا. وتشعر تركيا بالقلق من ان ظهور منطقة كردية ذاتية الحكم على حدودها الجنوبية سيرسي سابقة لنحو 20 مليون كردي فيها.

وأشار ديلك إلى ان الولايات المتحدة حققت تقدما ملحوظا حتى الآن في سياساتها لجعل تركيا تقبل وجود وحدات حماية الشعب في سوريا، قائلا "إن تركيا سيتعين عليها أن تقبل في النهاية وجود هذا الكيان هناك."

الصور

010020070790000000000000011101421374867921