تحليل إخباري: تعدد المهرجانات السينمائية يثري الفن والثقافة في مصر

2018-09-23 05:45:42|arabic.news.cn
Video PlayerClose

الجونة، مصر 22 سبتمبر 2018 (شينخوا) رأى فنانون ونقاد، أن تعدد المهرجانات السينمائية في مصر أمر إيجابي وضروري، ويصب في صالح السينما والثقافة المصرية.

ودعوا إلى دعم المهرجانات السينمائية، وتنظيم المزيد منها، لدرجة أن بعضهم طالب بإقامة مهرجان سينمائي في كل محافظة من المحافظات المصرية.

وانطلقت فعاليات مهرجان الجونة السينمائي يوم (الخميس) الماضي، ومن المقرر أن تستمر حتى 28 سبتمبر الجاري، حيث تعرض أفلام من 40 دولة.

وتشهد مصر تنظيم سلسلة من المهرجانات السينمائية خلال العام، أبرزها مهرجان القاهرة الدولي، ومهرجان الأسكندرية لدول البحر المتوسط، ومهرجان شرم الشيخ للسينما العربية والأوروبية، ومهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، ومهرجان أسوان لسينما المرأة، ومهرجان الاسماعيلية للأفلام التسجيلية.

وفي هذا الصدد، قالت الناقدة الفنية ماجدة خيرالله، إن وجود أكثر من مهرجان سينمائي في مصر "أمر ضروري، مصر دولة كبيرة مترامية الأطراف، ومن يعيش مثلا في محافظة أسوان، جنوب القاهرة، لن تتاح له فرصة حضور مهرجان الجونة أو الإسكندرية أو القاهرة، لذلك لابد أن تكون هناك مهرجانات في أماكن مختلفة".

وأضافت ماجدة خير الله، في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا))، على هامش فعاليات مهرجان الجونة، إن كل مهرجان في مصر يخدم فكرة معينة ومساحة جغرافية كبيرة، وله صبغة معينة، فمثلا مهرجان الإسكندرية يقدم أفلاما سينمائية من دول البحر المتوسط، بينما مهرجان القاهرة له صبغة دولية وهو من أقدم المهرجانات في المنطقة.

وتابعت أن "وجود كل هذه المهرجانات السينمائية في مصر أمر مهم جدا، فهي مكملة لبعضها، ولابد من دعمها واستمرارها، وإذا تقرر تنظيم مهرجانات أخرى فسيكون أمرا جيدا، لأن مصر كبيرة".

ورأت أن تنظيم هذه المهرجانات "أمر مفيد للمواطن المصري، ولزيادة الثقافة، وللسينما المصرية، ولكل شئ".

وأشارت إلى أن مهرجان الجونة بدأ ضخما، وشارك فيه أفلام كثيرة، ونجوم مصريين وعرب وأجانب كثيرون، وتوفرت له كل أسباب التفوق الإعلامي.

ونوهت بأن "مشاركة أفلام من 40 دولة في مهرجان الجونة يعكس التنوع الثقافي، والاهتمام بالمهرجان، وأمر جيد أن الناس ترى أفلاما من دول مختلفة، وهذا المفروض أن يفعله أي مهرجان، بحيث لا يركز على الأفلام المصرية فقط أو الأمريكية فقط، حتى يكون هناك تنوعا في كل أشكال السينما والجنسيات".

من جانبها، قالت الفنانة ريهام عبدالغفور إن وجود أكثر من مهرجان سينمائي في مصر "مفيد للسينما، ويدعم تبادل الثقافات في ضوء مشاركة فنانين ومخرجين من دول أخرى فيه".

وأعربت عن شعورها بالفخر بمستوى مهرجان الجونة، وبالسعادة لوجود مهرجان في مصر أشبه بمهرجان كان.

وشاطرها الرأي الناقد الفني رامي عبد الرازق، قائلا إنه "بالطبع تعدد المهرجانات السينمائية فى مصر أو أي دولة في العالم ظاهرة فى صالح السينما والثقافة والمجتمع".

وأضاف عبدالرازق لـ ((شينخوا))، أن "مصر شهدت بعد عام 2011 ظهورعدد كبير من المهرجانات، ليس فقط في القاهرة والإسكندرية لكن أيضا في الأقصر وأسوان والاسماعيلية، وهذه ظاهرة جيد ومهمة".

واستطرد " عندما يكون هناك مهرجانات كثيرة ستعرض أفلام أكثر، وبالتالي صناعة السينما المصرية تنشط، وبدلا من أن ينتظر الفيلم المصرى مهرجان دبي أو أبوظبي الآن يوجد مهرجان الجونة، الذي يقدم جوائز قيمة جدا، ويعرض أفلاما عالمية تعرض لأول مرة فى أي مهرجان".

وعن أبرز التحديات التي تواجه المهرجانات المصرية، رأى عبدالرازق أنها كثيرة، وأولها الميزانيات حيث تضطر المهرجانات المصرية ما عدا الجونة إلى تخفيض الميزانيات، ولابد من القائمين على الثقافة والمالية فى مصر أن يدركون أهمية دعم الثقافة السينمائية.

وأوضح أن التحدي الثاني هو "السمعة الدولية، إذ لابد ان تهتم المهرجانات فى مصر بالتنظيم، لأن هذا يخلق للمهرجان سمعة كبيرة، وحتى لو القدرات المالية لا تسمح للمهرجان بعرض أفلام عالمية جيدة، يمكن أن يعرض أفلام متوسطة ومن خلال التنظيم الجيد وعرض الأفلام على شاشات بتقنية جيدة وفي مواعيد ثابتة سوف يكتسب المهرجان سمعة دولية جيدة، ومع الوقت سوف يعرض أفلاما أفضل".

ودعا "صناع السينما المصرية إلى ضرورة حضور هذه المهرجانات، للاستفادة منها، ومعرفة مستوى السينمات فى العالم، ونفس الحال بالنسبة للمخرجين الشباب لكي يتعلموا من الشباب الأوروبي، فعلى سبيل المثال شاهدنا فيلما دنماركيا تدور أحداثه فى غرفة، ومن بطولة شخص واحد فقط، والكل شاهده باهتمام شديد، لأن السيناريو والإخراج كان أكثر من رائع، وليس مكلفا من الناحية المادية، وهذه أمور لابد لصناع السينما المصرية أن يفهموها جيدا".

واتفق معهم في الرأي الناقد الفني وليد سيف، مشيرا إلى أن تعدد المهرجانات في مصر يصب في صالح السينما المصرية، خاصة أنها مهرجانات متنوعة وبعضها متخصص.

وقال " إننا نحتاج إلى تنظيم المزيد من المهرجانات في محافظات الدلتا ووسط الصعيد، لأن المهرجانات الحالية تقام في مدن سياحية".

وأشار إلى أن التحديات الأساسية لغالبية المهرجانات السينمائية في مصر تتمثل في ضعف الميزانيات والفقر اللوجيستي وغياب دعم المجتمع المدني.

ولفت إلى أن السينما المصرية تستفيد من هذه المهرجانات من خلال إطلاع شباب المخرجين وصناع السينما على تجارب سينمائية حديثة، وأيضا من خلال الندوات والحلقات البحثية وورش العمل وبرامج دعم مشروعات الأفلام.

أما الناقدة الفنية ماجدة موريس، فرأت أن عدد المهرجانات الفنية في مصر مازال قليلا، وقالت إنها "لا تزيد عن عشرة مهرجانات، وهو رقم صغير بالمقارنة مع دولة مثل المغرب، نحن في حاجة إلى تنظيم مهرجان في كل محافظة في مصر".

وأوضحت أن تعدد المهرجانات أمر مفيد شريطة أن يتم تنظيم المهرجان جيدا من جميع الجوانب، وأن يخدم السينما من كل مكان فى العالم، فمثلا مهرجان شرم الشيخ هذا العام أصبح مخصصا للسينما الآسيوية، وهذا أمر مهم.

الصور

010020070790000000000000011101421374869041