مقالة خاصة: اقتصاديون: الكتاب الأبيض للصين يبعث بإشارة دعم للتعددية

2018-09-27 13:05:43|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 26 سبتمبر 2018 (شينخوا) قال اقتصاديون وخبراء إن الكتاب الأبيض الصادر عن الصين مؤخرا حول احتكاكها التجاري مع الولايات المتحدة يبرز موقفها بفعالية ويبعث بإشارة دعم للتعددية.

فالكتاب الأبيض، الذي صدر يوم الاثنين تحت عنوان "الحقائق وموقف الصين حول الاحتكاك التجاري بين الصين والولايات المتحدة"، يتحدث بالتفصيل عن رد الحكومة الصينية على الانتقادات الموجهة إليها من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تميل للأحادية، بما في ذلك تلك المتعلقة بالاختلالات التجارية المتصورة وسياسات الدعم الصناعي والسرقة المزعومة للملكية الفكرية.

وقال جون أر. تايلور أستاذ العلوم السياسية بجامعة سانت توماس في هيوستن إن الكتاب الأبيض "يوضح بالتفصيل رؤية الصين بشأن الحرب التجارية، ويقول عن حق إن التدفقات التجارية أكثر توازنا مما يعتقده ترامب وإدارته".

وأشار تايلور إلى أن الكتاب الأبيض يعرض على وجه الخصوص حقائق وأرقام دفاعا عن السياسات التجارية والاستثمارية للصين، مشيرا إلى أنها تتفق مع قواعد منظمة التجارة العالمية وأن الصين حققت الكثير من التقدم في فتح أسواقها.

وذكر تايلور أن "الكتاب الأبيض يقدم مناقشة مقنعة تفيد في شرح المسائل الدقيقة في العلاقات التجارية بين الصين والولايات المتحدة. وفي الواقع، يعكس الكتاب الأبيض الكثير مما يقوله العديد من الاقتصاديين الغربيين".

وفي المقابل، لا تقدم إدارة ترامب سوى تفسيرات تختلف من يوم لآخر ومن مسؤول لمسؤول.

ومن جانبه، ذكر سوراب غوبتا الزميل الأقدم في معهد الدراسات الصينية الأمريكية بواشنطن خلال مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) عبر البريد الإلكتروني أن الرسالة الرئيسية للكتاب الأبيض تكمن في أن السياسات والممارسات التجارية والاستثمارية للصين "ترتكز على القانون الدولي والمنطق الاقتصادي" وأن الصين "على استعداد لحل وسط يقوم على الربح الجانبين على هذا الأساس".

ومع ذلك، لا يمكن قول الشئ نفسه عن واشنطن، حسبما قال غوبتا.

وأضاف أن "محاولتها إعادة صياغة قواعد القانون والمنطق في علاقاتها الاقتصادية مع الصين على أساس الأحادية والحمائية والتمركز حول الذات تعد تنازلا عن مسؤوليات المنافع العامة العالمية وتشكل تهديدا خطيرا للنظام الاقتصادي الدولي".

وذكر ستيفن روش الزميل الأقدم بمعهد جاكسون للشؤون العالمية بجامعة ييل الأمريكية والمعروف عنه الدعوة إلى التواصل الفعال بين الصين والولايات المتحدة أن "الكتاب الأبيض هذا فعال للغاية في تقديم رد مفصل من الصين على الاتهامات الأمريكية والاتهامات المضادة".

وقال الرئيس السابق لمؤسسة ((مورغان ستانلي آسيا)) إن ردا كهذا من الصين على الاتهامات الأمريكية "طال انتظاره".

ويسلط الكتاب الأبيض الضوء على المسعي السياساتي للصين إلى تحقيق نتائج تقوم على الكسب للجميع في الشؤون الدولية ويتعهد بمواصلة فتح الصين لسوقها أمام المستثمرين والتجار الأجانب والعمل في الوقت نفسه على مقاومة الأحادية بكل عزم.

وقالت بيتي تي. يي المراقب المالي بولاية كاليفورنيا إن العلاقات التجارية المتوترة حاليا بين الولايات المتحدة والصين أثرت على جميع القطاعات الاقتصادية في كاليفورنيا.

ومع ذلك، ستبقى كاليفورنيا على الباب مفتوحا أمام الصين فيما يتعلق بالتعاون التجاري والاقتصادي، وخاصة التعاون في الحد من الفقر والطاقة النظيفة، حسبما ذكرت بيتي.

أما بيتر كاجوانجا الأستاذ والمدير التنفيذي لمعهد سياسات إفريقيا في كينيا، فقد لفت إلى أن الاحتكاك التجاري الحالي "يلقى بظلال قاتمة على الاستقرار والتقدم الاقتصادي العالمي".

وقال إن وجود علاقات تجارية قوية بين هاتين القوتين التجاريتين أمر ضروري لضمان النمو السريع للاقتصاد العالمي والتصنيع والقضاء على الفقر في العالم النامي.

وأضاف أنه "يتعين على أمريكا إعادة النظر في سياسة أمريكا أولا التي تعتمدها إدارة ترامب، حيث أنها تغذي الانعزالية والحمائية والتوجهات المناهضة للعولمة".

وذكر كاجوانجا أن "الكتاب الأبيض الجديد الصادر عن الصين يجسد مسارا سلميا للعلاقات العالمية ولاسيما العلاقات التجارية منها. ويحمل هذا الجزء الأمل في وضع إطار لتعزيز الرخاء العالمي".

وفي الوقت الذي أعرب فيه بعض الاقتصاديين عن شكوكهم حول إمكانية قيام إدارة ترامب بتغيير مسارها بشكل جذري فيما يتعلق بالسياسات التجارية، قالوا إن الكتاب الأبيض الصادر عن الصين كتاب بناء بكل تأكيد ويقدم منظورا عاما أفضل حول ما يكمن وراء النزاع التجاري الحالي.

وقال لي هنغ غوي المدير التنفيذي لمركز البحوث الاجتماعية والاقتصادية، وهو معهد تابع لاتحاد غرف التجارة والصناعة الصينية في ماليزيا إن "الهدنة في الاحتكاك التجاري في غاية الأهمية لتجنب تعطيل أنشطة التجارة العالمية وتخفيف الضغوط عن الاقتصاد العالمي، الذي شهد توسعا متفاوتا حيث تواجهه بالفعل رياح معاكسة أخرى مثل رفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، وتشديد شروط السيولة، وضغوط النقد الأجنبي.

وذكر أندراس إنوتاي أستاذ الأبحاث في مركز الدراسات الاقتصادية والإقليمية بمعهد الاقتصاد العالمي التابع لأكاديمية العلوم المجرية أن صناع السياسة تعلموا من الأزمة المالية العالمية أهمية المستوى المرتفع من الاعتمادية التبادلية ومخاطر تفكيك العلاقات التجارية.

وأشار إنوتاي إلى أن "الحماية الانفرادية التي ينتهجها ترامب...ليس لها أسس اقتصادية دولية"، مضيفا "إنها تقوم على اعتقاد خاطئ تماما".

وأوضح أن انتشار الحمائية وتدويلها لن يؤدى وبشكل سريع سوى إلى توترات اجتماعية وسياسية مصحوبة بتطورات لا يمكن التنبؤ بها -- ويتعذر وقفها.

وقال إنوتاي "نحن مسؤولون جميعا عن وقف مثل هذه التطورات أو، على الأقل، تقليل تأثيرها السلبي إلى "أدني حد" من خلال الإصرار على التعددية ومنظمة التجارة العالمية وتقويتهما، والتركيز على اتفاقيات التجارة الحرة الثنائية بين الدول التجارية الرائدة في العالم".

الصور

010020070790000000000000011101421374962911