تقرير إخباري: سوريا تؤكد أن شرق الفرات هو هدفها بعد إدلب

2018-10-16 10:05:45|arabic.news.cn
Video PlayerClose

دمشق 15 أكتوبر 2018 (شينخوا) أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم يوم الإثنين أن هدف الجيش السوري هو شرق الفرات، بعد محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، مؤكدا أن بلاده لديها خيارات عديدة في حال لم ينفذ اتفاق سوتشي بخصوص إدلب.

وقال المعلم في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري، ردا على سؤال بشأن الوجود غير الشرعي للقوات الأمريكية في شرق الفرات وإجراءاتها مع ما تسمى "الإدارة الذاتية الكردية"، قائلا إن "كل هذه الإجراءات تأتي في إطار الحرب النفسية، ونحن لا نعترف بها ولا نقيم لها وزنا، وحتى ما يقال عن قواعد أمريكية فأنا أقول بكل صدق إنه بعد إدلب هدفنا شرق الفرات، وعلى الأخوة هناك إن كانوا عشائر أو من الأخوة الأكراد، أن يقرروا ماذا يريدون في المستقبل لكن تحت شعار عودة السيادة السورية إلى كل الأراضي السورية، وهذا الأمر ناضل شعبنا من أجله ولن نتخاذل تجاه تنفيذه".

وأضاف المعلم "إذا أرادوا الحوار فسيكون الحوار على أسس واضحة... هناك دستور وهناك قوانين تنظم العلاقة والدولة السورية لا تقبل أي (فيدرالية) في هذه المنطقة، لأن هذا الأمر مخالف للدستور، وإذا أراد الأخوة الأكراد الاستمرار بالوعود الأمريكية والوهم الأمريكي، فهذا شأنهم وعليهم أن يدفعوا الثمن. أما إذا أرادوا العودة إلى حضن الوطن فالطريق ممهد لهم لكن دون أوهام".

وأكد المعلم أن موضوع شرق الفرات "حيوي ولا يمكن أن نتنازل عنه، وقرار سوريا هو بسط سيادتها الوطنية على كامل الجغرافيا السورية".

وبدوره، رد مجلس "سوريا الديمقراطية" يوم الإثنين، على تصريحات الوزير المعلم، بشأن توجه الحكومة السورية نحو شرق الفرات، معتبراً أنها تأتي في سياق مبدأ "التهديد" وتعرقل التوجه نحو الحوار.

وقال أمجد عثمان، المتحدث الرسمي باسم مجلس قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في تصريحات نشرت على الموقع الألكتروني للمجلس، إن المجلس يرفض الحل العسكري ولم يكن طرفاً في أي صراع مسلح مع الحكومة السورية".

وأضاف "أن قوات (قسد) هي قوات دفاعية تدافع عن نفسها ضد أي اعتداء، وأن لغة التهديد التي يلجأ إليها مسؤولون في الحكومة السورية لا تخدم الحل في سوريا وتقوض التوجه نحو الحوار".

وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد قال في مايو الماضي إن الحكومة السورية ستتعامل مع قوات سورية الديمقراطية (قسد) عبر خيارين، الأول هو "أننا بدأنا الآن بفتح الأبواب أمام المفاوضات، لأن غالبية هذه القوات هي من السوريين، ويفترض أنهم يحبون بلدهم، ولا يرغبون بأن يكونوا دُمى بيد الأجانب. أما الخيار في حال فشل المفاوضات، فهو تحرير المناطق بالقوة بوجود الأمريكيين أو بعدم وجودهم، ليس لدينا خيار آخر".

وتحصل قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على دعم من الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة لمؤازرة التحالف الدولي لها بضربات جوية أثناء معاركها مع تنظيم "داعش" في الرقة ودير الزور.

يُشار إلى أن مجلس سوريا الديمقراطية أجرى جولتين من المباحثات مع الحكومة السورية وتم الاتفاق على تشكيل لجان تفاوضية بين الجانبين لمناقشة القضايا الخلافية.

وفي سياق متصل، قال الوزير المعلم بخصوص إدلب، إن بلاده لديها "خيارات أخرى" في حال لم ينفذ الاتفاق الخاص بانشاء منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب.

وأضاف أن "تنظيم جبهة النصرة الإرهابي مدرج على قائمة الإرهاب في الأمم المتحدة، ولابد من استئصاله"، مشيرا إلى أن تحرير إدلب بالمصالحة أفضل بكثير من إراقة الدماء.

وأشار وزير الخارجية السوري إلى أن بلاده دعمت اتفاق سوتشي "من باب حرصنا على حقن إراقة الدماء ولا يمكن أن نسكت على الوضع الراهن إذا رفضت جبهة النصرة الانصياع للاتفاق".

ولفت الى أن بلاده تتشاور مع الأصدقاء والحلفاء "ونتعاون معهم ولكن في نهاية المطاف القرار سوري ـ سوري".

وأوضح أن الجانب الروسي يراقب الوضع في إدلب ولديه دوريات مشتركة، مضيفا أن "القوات المسلحة جاهزة في محيط إدلب".

واتفق الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في 17 سبتمبر الماضي على انشاء منطقة منزوعة السلاح تمتد من جبال اللاذقية الشمالية مرورا بريفي حماة وإدلب وصولا الى ريف حلب الشمالي الغربي.

وتمتد المنطقة العازلة المراد تنفيذها ما بين 15 إلى 20 كم، على أن يتم تنفيذها في 15 أكتوبر الجاري.

وستشمل المنطقة المنزوعة السلاح مناطق في إدلب، وهي آخر معقل للمسلحين الرئيسيين في سوريا، وكذلك المناطق الريفية المجاورة في محافظات حماة واللاذقية وحلب.

ونجح الاتفاق في تجنيب إدلب هجوما واسعا من قبل الجيش السوري الذي كان يخطط لطرد الجماعات المسلحة في ذلك الجزء من البلاد.

وتشير تقديرات الحكومة السورية إلى وجود ما يصل إلى 50 ألف مسلح في إدلب.

ورحبت الحكومة السورية بالاتفاق المدعوم من روسيا لإنشاء منطقة عازلة، وقال المسؤولون في سوريا، وبشكل خاص الرئيس بشار الأسد، إنه سيكون إجراء مؤقتا وإن إدلب ستعود حتما تحت سيطرة الحكومة.

وفيما يخص المعابر بين سوريا والعراق، عبر المعلم عن أمله بفتح معبر البوكمال مع العراق قريبا بعد إغلاقه بسبب الإرهاب، وقال "المصالح المشتركة التي تخلقها هذه المعابر بين الشعوب هي التي تدوم، ونحن ننظر في مصلحة الشعبين الأردني والسوري ... والآن ننظر في مصلحة الشعبين السوري والعراقي ونأمل بفتح معبر البوكمال في أقرب الأوقات".

بدوره، قال إبراهيم الجعفري إن "إغلاق المعابر بين البلدين جاء بسبب ظروف استثنائية جراء الإرهاب، وستفتح قريباً".

يذكر أن هناك 3 معابر حدودية على الحدود السورية العراقية هي معبر اليعربية (الربيعة من الجهة العراقية) في محافظة الحسكة، ومعبر البوكمال في محافظة دير الزور ويطلق عليه معبر القائم في الجانب العراقي، ومعبر التنف (الوليد) جنوب دير الزور.

وتمت في وقت سابق من يوم الإثنين إعادة افتتاح معبري نصيب ـ جابر الحدودي مع الأردن ومعبر القنيطرة مع الجولان المحتل.

الصور

010020070790000000000000011101451375357321