تحقيق إخباري: شقيقان من غزة يصنعان قطع أثاث فنية من أخشاب الأشجار كمصدر رزق

2018-10-18 22:08:18|arabic.news.cn
Video PlayerClose

غزة 18 أكتوبر 2018 (شينخوا) يصنع شقيقان فلسطينيان قطع أثاث فنية متقنة من أخشاب شجر الزيتون والصنوبر عبر إعادة تدويرها وتصميمها لتنتج أشكالاً جميلة مختلفة عن التصميمات التقليدية.

ويبدع نضال النخالة (20 عاما) وشقيقته هبة (23 عاما) في تشكيل الأخشاب بأفكار متنوعة، وعادة ما يستغرق ذلك منهما ساعات طويلة من العمل داخل كوخ صغير من الخشب فوق سطح منزلهما في مدينة غزة.

بدأت الفكرة حين رغب الشقيقان النخالة بصنع إطار خشبي مميز ليبرزا بداخله صورة لوالدهما، فتحول الإطار إلى مرآة صغيرة حولها قطع صغيرة دائرية من خشب الزيتون.

وتقول هبة لوكالة أنباء (شينخوا)، إن فكرة صنع هدية لولدهما تحولت إلى مشروع صغير بعد أن أعجب أقاربهما وأصدقائهما بما صنعاه بقطع الخشب الصغيرة، ويطلب الكثير منهم نفس قطعة الأثاث لإضافتها لأثاث منازلهم.

وهبة خريجة قسم الخدمة الاجتماعية من جامعة محلية في غزة، بحثت كثيرا عن عمل في مجال دراستها دون جدوى.

تقول "بعد فترة وصلت لقناعة أنني لن أستطيع إيجاد فرص عمل في مجل دراستي بسهولة، في ظل البطالة وطوابير العاطلين عن العمل من الخريجين" في قطاع غزة.

وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فإن 61 في المائة من الخريجين الشباب في قطاع غزة يعانون من البطالة.

وتشير هبة إلى أن الوضع الاقتصادي في قطاع غزة، كان دافع لها ولشقيقها بالاستمرار في فكرتهما وتطويرها لتصبح مصدر رزق لهما.

ويعمل الشقيقان النخالة في صناعة قطع الأثاث الخشبية منذ تسعة أشهر، وكانا شرعا بجلب أخشاب شجر الزيتون والصنوبر وصنعا كوخ صغير فوق منزلهم من إعادة تدوير الأخشاب المستعملة، ليمارسا فيه عملهما.

ويوضح نضال، أن والدهما الذي يعمل نجارا في الأصل، ساعدهما في الحصول على الأخشاب المستعملة ومعدات خاصة بالعمل.

ويقول ل(شينخوا)، إن عمل والده في النجارة سهل عليهما جلب المعدات والأدوات اللازمة لعملها، بالإضافة إلى مساعدة جدهما في جلب أخشاب الأشجار.

يستمتع الشقيقان اللذان يعيشان في منزل عائلتهما المكونة من 10 أفراد، بعملهما بدقة وتركيز كبيرين، يقشرا اللحاء عن أغصان الشجر بعد تقطيعها إلى قطع صغيرة دائرية الشكل ومن ثم وضعها بطريقة فنية على لوح خشبي على شكل هندسي سواء دائري أو مربع.

وتتنوع قطع الأثاث الفنية التي يصنعاها مثل المرايا، والكراسي الصغيرة، وطاولات الزوايا، وعلب المحارم، وصناديق القمامة، وأشكال فنية متنوعة.

لكن عمل الشقيقان ليس بهذه السهولة بالنظر إلى ظروف الوضع المعقد في قطاع غزة بفعل الحصار الإسرائيلي المستمر منذ منتصف العام 2007 ونقص الخدمات الأساسية فيه.

إذ أنهما يعنيان من مصاعب كثيرة أهمها أزمة انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة في قطاع غزة، فأعمالهم بحاجة لاستخدام الآلات الكهربائية.

ويفتقد الشقيقان لامتلاك بعض الآلات الكبيرة التي تساعدهما في تسهيل عملهما وتقليل عدد الساعات، وصناعة قطع أثاث فنية أكثر دقة وإتقان.

كما يواجهان مصاعب في عملهما بسبب منع اسرائيل إدخال عشرات مواد الخام ذات "الاستخدام المزدوج" بدعوى منع انتقالها إلى الفصائل الفلسطينية.

ويستغرق الشقيقان في صناعة القطعة الفنية الواحدة ما بين يومين إلى أربعة أيام بحد أدنى وأحياناً أكثر من ذلك بحسب نوعها وتفاصيلها.

يقول نضال الذي يدرس مجال الالكترونيات في جامعة محلية في غزة، إنهما يستخدمان أجود أنواع الغراء والألوان في صناعة القطع الفنية من الأثاث.

ولا يمتلك الشقيقان مكانا يعرضان فيه القطع الفنية التي ينتجانها بغرض بيعها، ويعوضان ذلك بالمشاركة في معارض تقيمها بعض المؤسسات والجمعيات في غزة.

ويدير الشقيقان لنخالة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي يستخدمانها للترويج للقطع الجديدة التي ينتجانها وبيعها.

وتتراوح أسعار القطعة الفنية الخشبية الواحدة، ما بين 30 إلى 200 شيكل أي ما يعادل 10 إلى 60 دولارا أمريكيا.

ويأمل الشقيقان اللذان يحظيان بتشجيع دائم من عائلتهما وأصدقائهما في الوصول إلى تحقيق حلمهما بتواجد قطعة من أعمالهم في كل منزل فلسطيني.

   1 2 3 4 5 6 7 8 9 >  

الصور

010020070790000000000000011101451375423691