تقرير إخباري: الآسيان وشركاؤها يدعون إلى مزيد من التكامل ودعم التعددية

2018-11-16 15:55:13|arabic.news.cn
Video PlayerClose

سنغافورة 16 نوفمبر 2018 (شينخوا) اختتمت القمة الـ33 لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والاجتماعات ذات الصلة يوم الخميس مع تعهد المجموعة الإقليمية وشركائها بتحقيق المزيد من التكامل الاقتصادي في المنطقة والدعوة إلى الحفاظ على التعددية في العالم.

وقال رئيس الوزراء السنغافوري لي هسين لونغ، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للآسيان هذا العام، في الحفل الختامي، إن القادة " ركزوا على بناء مجموعة الآسيان وتعزيز روابطنا مع الشركاء الرئيسين"، مضيفا أن الدعم القوي من أعضاء الآسيان وشركائها الخارجيين قد ساعد على جعل الرؤية المشتركة لآسيان مرنة ومبتكرة ممكنة.

--مزيد من التكامل الاقتصادي

وأوضح رئيس الوزراء السنغافوري أن الآسيان ضاعفت جهودها لتحقيق التكامل الاقتصادي وأبرزت بوضوح التزامها بالتمسك بنظام تعددي حر ومفتوح وقائم على قواعد داخل الآسيان.

وبلغ إجمالي الناتج المحلي المجمع للآسيان، سادس أكبر اقتصاد في العالم الآن، 2.8 تريليون دولار في 2017، بزيادة 5.3 بالمئة على أساس سنوي، ارتفاعا من 4.8 بالمئة في 2016. وبلغ إجمالي تجارة السلع للآسيان 2.57 تريليون دولار في العام الماضي. وخلال القمة، توقع قادة الآسيان أن يبقى النمو مستقرا عند 5.1 بالمئة و5.2 بالمئة في عامي 2018 و2019 على الترتيب.

وفي يوم الاثنين، وقع وزراء تجارة الآسيان أول اتفاقية للمجموعة بشأن التجارة الإلكترونية في مسعى لتشجيع التجارة الإلكترونية بين شركات وحكومات الرابطة من أجل إتمام المعاملات سريعا وبكفاءة وتعميق التعاون لدفع عجلة النمو الاقتصادي الإقليمي في هذا الصدد. ومن المقرر أن يتضاعف حجم اقتصاد الانترنت للآسيان أربع مرات ليصل إلى 200 مليار دولار في 2025 من 50 مليار دولار في 2017.

وفي خطوة أخرى مبتكرة لخلق آسيان أكثر تكاملا، أسست الدول الأعضاء شبكة مدن ذكية وهي منصة تعاونية تعمل فيها المدن معا باتجاه تنمية حضرية مستدامة وتعزيز الفرص التجارية والابتكار.

علاوة على ذلك، أشاد قادة الآسيان أيضا بالتقدم المحرز على صعيد التوجهات الاقتصادية الأخرى مثل تسهيل التجارة وتعميق الخدمات والتكامل الاستثماري وتطوير بيئة تنظيمية مواتية للاقتصاد، بحسب بيان رئيس القمة.

--أكثر إيجابية في تعزيز العلاقات الخارجية

وطورت الآسيان عدة آليات للحوار مع اللاعبين الإقليميين بما في ذلك الصين وكوريا الجنوبية واليابان وروسيا.

ويصادف هذا العام الذكرى الـ15 لإقامة الشراكة الاستراتيجية بين الصين والآسيان كما يحتفل الجانبان بعام الابتكار في 2018. وقد اعتمدا بيانا مشتركا بشأن التعاون في مجال الابتكار العلمي والتكنولوجي لتوسيع مساحة التعاون.

كما وقعت الرابطة التي تضم 10 أعضاء أول خطة متوسطة وطويل الأجل مع الصين. واعتمدت "رؤية الشراكة الإستراتيجية بين الصين والآسيان 2030" يوم الأربعاء لتوجيه التنمية المستقبلية لشراكتهما الاستراتيجية والتعاون متبادل النفع بين الجانبين.

وقال لي إن الرؤية سترسم مسار الشراكة الاستراتيجية بين الصين والآسيان في المستقبل، مضيفا أن الجانبين يتقاسمان علاقات قوية ومهمة ومربحة للجانبين وعلاقات اقتصادية ثنائية "قوية". وتعد الصين أكبر شريك تجاري للآسيان منذ سنوات وستفتح اتفاقية التجارة الحرة الثنائية فرصا جديدة للشركات وزيادة حجم التجارة البينية.

في الوقت نفسه، ارتقت الآسيان أيضا بعلاقاتها الشاملة مع روسيا من شراكة حوار إلى شراكة استراتيجية. واتفق الجانبان على تعزيز السلام والأمن والاستقرار والرخاء في المنطقة من خلال تعزيز العلاقات والثقة المتبادلة. كما تعهدا بتوسيع التعاون الاقتصادي وسط حمائية متزايدة.

وعقدت الآسيان اجتماعات مع شركائها الخارجيين لكوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى في الباسيفيك ومنطقة شرق آسيا بحثا عن مزيد من الفرص للآسيان والتنمية الاقتصادية في المنطقة.

--الدعوة الى الحفاظ على التعددية

وكانت التعددية الكلمة الرئيسية وتم تجديد التأكيد عليها من قبل قيادة الآسيان في مناسبات مختلفة خلال قمة الآسيان والاجتماعات ذات الصلة، في وقت تلوح فيه الحمائية والأحادية في الأفق.

وقال رئيس الوزراء السنغافوري في تصريحاته الافتتاحية بقمة الآسيان إن" النظام الدولي يمر بنقطة تحول. النظام التعددي الحالي الحر والمفتوح والقائم على قواعد، والذي يدعم نمو واستقرار الآسيان، يتعرض لضغوط".

وفي مسعى للتصدي لعدم اليقين الناتج عن التوترات التجارية المتزايدة، ينوي قادة الآسيان وشركاؤها التجاريون الـ6--الصين واليابان وكوريا الجنوبية واستراليا ونيوزيلندا والهند-- إكمال مفاوضاتهم بشأن الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة في 2019.

وهذا يبعث بإشارة واضحة وقوية إزاء الالتزام بالتجارة التعددية، التي أكد لي الحاجة إليها وسط المشاعر المتزايدة المناوئة للعولمة.

وقال القادة المعنيون إن المفاوضات بشأن الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة قد أحرزت تقدما كبيرا هذا العام. وعقدت 24 جولة من المفاوضات بشأن كتلة التجارة الحرة المتوقعة منذ إطلاق المفاوضات في نهاية عام 2012.

ومن المتوقع أن تصبح اتفاقية الشراكة--في حال لو أقرت-- واحدة من أكبر الكتل التجارية في العالم، إذ ستغطي 45 بالمئة سكان العالم و40 بالمئة من التجارة العالمية وثلث إجمالي الناتج المحلي العالمي.

كما دعت الآسيان وشركاؤها الثلاثة الصين وكوريا الجنوبية واليابان خلال قمة الآسيان زائد 3 إلى التعددية ودعا لي إلى " مواصلة الحفاظ على بيئة تجارية عالمية مفتوحة وشاملة وقائمة على قواعد" لكافة الأعضاء.

وأضاف أنه يتعين على المجموعة أن تضاعف جهودها للحفاظ على التعددية من أجل معالجة التحديات المشتركة الناجمة عن التوترات التجارية المتزايدة والثورة الرقمية والأمن السيبراني.

وجدد رئيس الوزراء التايلاندي برايوت تشان أوتشا الدعوة إلى التعددية التي تتطلع إليها الآسيان باتجاه المستقبل من خلال تعزيز الشراكة داخلها ومع شركائها الخارجيين والمجتمع الدولي.

وستتولى تايلاند الرئاسة الدورية للآسيان في 2019 وسيكون شعار قمة الآسيان والاجتماعات ذات الصلة في العام المقبل " دفع الشراكة من أجل الاستدامة".

وتضم مجموعة الآسيان التي تأسست عام 1967، بروناي وكمبوديا وإندونيسيا ولاوس وماليزيا وميانمار والفلبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام.

الصور

010020070790000000000000011101451376115151