حلم عامل التدفئة لرؤية السماء الزرقاء

بكين 10 ديسمبر 2018 (شينخوانت) يعد تطبيق "وي تشات" (We Chat) للتواصل الاجتماعي الأكثر استخداما بواسطة أفراد الشعب الصيني، ويساعد هذا التطبيق على تسجيل حياتهم وتعزيز اتصالاتهم، حيث اعتاد العديد من الأشخاص على إرسال الصور عبر "وي تشات" لتشاطر ذكرياتهم الجميلة مع أصدقائهم.

وفي عام 2018، أصبحت السماء الزرقاء أكثر المحتويات المعروضة على "وي تشات"، سواء كان قوس قزح ملون بعد المطر، أو طائرات ورقية زاهية، سواء كانت لقطة لغروب الشمس، أو طيور مهاجرة، وأصبحت السماء الزرقاء منظرا جميلا على "وي تشات"، حيث يزداد عدد الأيام التي تشاهد فيها السماء الزرقاء بصورة مستمرة نتيجة الجهود المبذولة من قبل الحكومة الصينية من أجل تخفيف التلوث وتحسين البيئة.

وفي عام 2013، أصدرت الحكومة الصينية "خطة عمل لمكافحة تلوث الهواء". وقد تم تحقيق أهداف الخطة قبل نهاية عام 2017، حيث تحسنت جودة الهواء بشكل عام في أنحاء البلاد إضافة إلى دفع التحسين الهيكلي للقطاعات الرئيسية مثل الصناعة والطاقة والنقل وتشكيل آلية جديدة للوقاية من تلوث الهواء بشكل أساسي. وفي يونيو عام 2018، عقد مجلس الدولة الصيني اجتماعا خاصا أصدر فيه خطة عمل "لحماية السماء الزرقاء" مدتها ثلاث سنوات، بهدف تحسين جودة الهواء بشكل مستمر تلبية لتطلعات الجماهير ومتطلبات التنمية الاقتصادية.

ومنذ فصل الشتاء الماضي، غيرت حكومة بلدية بكين أسلوب التدفئة التقليدية التي كانت تعمل بالفحم إلى التدفئة بالطاقات النظيفة المتمثلة في الغاز الطبيعي والطاقة الكهربائية، الأمر الذي يساعد على تخفيف تلوث الهواء في فصل الشتاء.

وفي الساعة السابعة صباحا في بداية نوفمبر العام الجاري، وصل عامل التدفئة تشو قاو شنغ إلى محطة التدفئة الواقعة في مجمع "جينسونغ" السكني شرقي بكين لفحص أحوال تشغيل الأجهزة.

لقد عمل السيد تشو في مجال التدفئة لمدة أكثر من ثلاثين عاما، واسماه زملاؤه "لاو تشو" تعبيرا عن احترامهم له. وشهد لاو تشو تغيرات كبيرة طرأت على نظام التدفئة في بكين، حيث قال للمراسل إن التدفئة في معظم المجمعات السكنية كانت تعمل بحرق الفحم في الماضي، فحينما يحل الشتاء، تبدو السماء مغطاة بغلاف رمادي. وخلال السنوات الأخيرة، تغير أسلوب التدفئة بشكل كبير، والآن جهاز التدفئة في هذا المجمع السكني يعمل بالغاز الطبيعي، الأمر الذي يسهم في تخفيف التلوث خلال فصل الشتاء، وتحسنت جودة الهواء في بكين عام بعد عام وازداد عدد الأيام التي تشاهد فيها السماء الزرقاء بشكل كبير، ويمكن القول إن التدفئة في بكين قد دخلت عصرا جديدا. وأردف قائلا إن تغير طريقة التدفئة يفتقر إلى متطلبات جديدة لعمله اليومي، إذ أنه يجب على عاملي التدفئة أن يعملوا بمسؤولية وجدية وليس هذا وحده فحسب، بل يجب عليهم أن يكونوا أيضا ماهرين في تشغيل أجهزة التدفئة الجديدة. ويدرس لاو تشو معلومات جديدة من زملائه الشباب كل يوم، مما يجعله يشعر بأن حياته مفعمة بالأهداف. وأضاف لاو تشو أنه سيتقاعد في عام 2020، ويحلم بأن تكون السماء في بكين صافية وزرقاء كل يوم في ذلك الوقت، ويستطيع كل شخص تنفسَ الهواء النقي.

وكان البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية قد أعلن في العام الماضي أن مجلس إدارته قد وافق على قرض قيمته 250 مليون دولار أمريكي لبناء شبكة أنابيب لنقل الغاز الطبيعي، ويغطي هذا المشروع أكثر من 500 قرية، من أجل مساعدة بكين على تخفيف التلوث الهوائي وتحسين البيئة.