تحليل إخباري: مراقبون فلسطينيون: التوتر في الضفة الغربية مع إسرائيل نتيجة طبيعية لغياب أفق السلام

2018-12-15 01:43:02|arabic.news.cn
Video PlayerClose

رام الله 14 ديسمبر 2018 (شينخوا) يعتقد مراقبون فلسطينيون أن التوتر الحاصل في الضفة الغربية منذ أيام يمثل نتيجة طبيعية لغياب أفق جدي لتحقيق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل وتراجع الدور الأمريكي في التوسط بين الجانبين.

ويرى المراقبون في تصريحات منفصلة لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن الأوضاع الميدانية ستبقي مرشحة لمزيد من التصعيد بسبب الاستمرار في نفس دائرة انسداد أفق السلام من جهة، وممارسات إسرائيل ومن خلفها الإدارة الأمريكية الحالية من جهة أخرى.

وقتل سبعة فلسطينيين برصاص إسرائيلي في الضفة الغربية وشرق القدس منذ مطلع الشهر الجاري، بينهم خمسة خلال ثلاثة أيام.

في المقابل قتل جنديان إسرائيليان واصيب آخران أحدهما بحالة خطيرة في عملية إطلاق نار على طرق التفافي قرب مستوطنة شرق رام الله يوم أمس الخميس.

ويعد الهجوم الرابع من نوعه بسلاح ناري خلال الشهرين الماضيين في الضفة الغربية التي شهدت كذلك تصاعدا نسبيا في عمليات طعن ودهس ينفذها فلسطينيون.

ويقول مدير مركز (مسارات) للأبحاث والدراسات في رام الله هاني المصري إن "ما يجري من أعمال توتر نتيجة طبيعة لعدم وجود عملية سياسية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".

ويربط المصري بين التوتر الحاصل وممارسات إسرائيل خاصة التوسع الاستيطاني، و"الإهانات" التي تتعرض لها السلطة الفلسطينية من خلال اقتحام مناطقها من دون أي مراعاة بوجود طرف فلسطيني.

ويشير إلى أن عمليات القتل الميداني والاعتقالات وهدم المنازل والقوانين "العنصرية" عوامل تزيد الاحتقان في الشارع الفلسطيني يتم التعبير عنها بعمليات طعن أو دهس أو حتى بإطلاق النار.

ويعتقد أن الأيام المقبلة تنذر بمزيد من التصعيد "لكن حجمه يعتمد على عوامل منها مدى رغبة السلطة الفلسطينية بالتصعيد وهو أمر غير مرجح، ومنها إقدام إسرائيل على مزيد من التصعيد الذي قدر يفجر الوضع الميداني.

ويشدد المصري على أنه "ليس من السهل الذهاب إلى مواجهة مفتوحة خاصة أن السلطة الفلسطينية لا تزال تراهن على العمل السياسي والمفاوضات والمقاومة الشعبية بحد أقصى".

ووجهت إسرائيل اتهامات لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالوقوف وراء تصاعد عمليات استهداف الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة الغربية مؤخرا.

وصرح مسؤول إسرائيلي كبير اليوم بأن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، نقل أمس رسائل لحماس في غزة عبر مصر وقنوات تواصل أخرى، بأن إسرائيل لن تقبل بوضع يوجد فيه وقف إطلاق نار في القطاع وبالمقابل اشتعال للأوضاع في الضفة الغربية.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، أن نتنياهو نقل كذلك رسائل إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس طالب فيها أجهزة الأمن الفلسطينية بالعمل ضد العمليات من الضفة والتصدي لأي تصعيد مرتقب.

ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة (بيرزيت) في رام الله غسان الخطيب أن الأحداث الحاصلة في الضفة الغربية "تعكس مدى التدهور في العلاقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي نتيجة استهتار إسرائيل المتواصل بحقوق الشعب الفلسطيني والاتفاقات الموقعة بين الطرفين".

ويقول الخطيب إن إسرائيل "أظهرت مؤخرا استهتارا متزايدا بالسلطة الفلسطينية وعدم احترام الاتفاقيات معها هذا السلوك المتراكم لمدة طويلة أدى إلى تدهور في العلاقة بين الطرفين على المستويين الرسمي والشعبي".

ويضيف "اعتقد أنه ما لم يكن هناك تدارك واحترام متبادل بالحد الأدنى للعلاقات بين الجانبين فإن هذا التدهور سيستمر، لا سيما في ظل غياب دور طرف ثالث الذي كان يتدخل في الظروف السابقة عندما تتدهور العلاقة بين الطرفين لمحاولة معالجتها".

وينبه الخطيب إلى أن "الطرف الثالث ممثلا بالوسيط الأمريكي أصبح في معسكر الجانب الإسرائيلي كليا وبالتالي لم تعد واشنطن تستطيع أن تلعب دورا في معالجة الصعوبات في العلاقة بين الطرفين وهو ما يزيد واقع الفراغ السياسي الحاصل".

وتقاطع السلطة الفلسطينية الإدارة الأمريكية منذ إعلان واشنطن في ديسمبر 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتطالب بآلية دولية متعددة الأطراف لرعاية عملية السلام عبر عقد مؤتمر دولي للسلام يقوم على أساس حل الدولتين.

ومحادثات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل متوقفة منذ عام 2014 بعد تسعة أشهر من أخر مفاوضات رعتها واشنطن من دون تحقيق تقدم جدي لإنهاء الصراع الممتد منذ عدة عقود.

وفي مواجهة سياسات الإدارة الأمريكية واستمرار انسداد أفق الحل مع إسرائيل، هددت القيادة الفلسطينية على مدار الأشهر الأخيرة من العام 2018 بتعليق الاعتراف بإسرائيل ووقف التنسيق الأمني معها بموجب الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين.

ويعتبر المحلل السياسي من رام الله خليل شاهين أن السلطة الفلسطينية لا تظهر الجدية الكاملة حتى الآن في تنفيذ تهديداتها بشأن إعادة تحديد العلاقة مع إسرائيل، وعلى الأغلب لن تقدم على ذلك إلا في حالة تطور الوضع الميداني للأسوأ.

وبحسب شاهين فإن التوتر الميداني الحاصل "امتداد لمرحلة جديدة بدأت منذ ثلاثة أعوام تقوم على التصدي الشعبي الفلسطيني للمخططات الإسرائيلية وانتقال واشنطن من موقع الانحياز لإسرائيل إلى موقع الشريك الكامل في تصفية الحقوق الفلسطينية".

ويقول إن "تصاعد العمليات في الضفة الغربية ضد أهداف إسرائيلية يأتي في ضوء تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية في القدس والضفة الغربية وتعميق الاستيطان واهانة الفلسطينيين بالقتل والاعتقال إضافة إلى المواقف الأمريكية".

ويضيف أن "تطور ردود الفعل الفلسطينية جاء ليستجيب لهذا التصعيد المحموم ومحاولة إسرائيل إخماد مقاومة مخططاتها الجاري تنفيذها على الأرض، خاصة أن الاستخفاف الإسرائيلي وصل إلى مرحلة خطيرة في الأشهر الأخيرة بسبب الدعم الأمريكي والصمت الدولي".

ويخلص شاهين إلى أنه "طالما استمر العدوان الإسرائيلي الحاصل فإن الفلسطينيين على المستوي الشعبي سيجبرون على تسلم زمام الأمور بيدهم كما فعلوا في الانتفاضات السابقة وهو ما ينذر بمزيد من التدهور الميداني".

الصور

010020070790000000000000011100001376751901